وقعت الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) واللجنة الدولية للصليب الأحمر (CICR) اليوم، منحة بقيمة 5 ملايين يورو كتمويل إضافي للمشروع الذي تم إطلاقه في مستشفى رفيق الحريري الجامعي منذ كانون الأول 2019.
وأوضحت الوكالة في بيان أن “هذه المساعدة، التي أعلنها الرئيس ماكرون خلال زيارته في شهر أيلول الماضي، تهدف إلى مساعدة المستشفى في مكافحته لوباء كوفيد-19 في سياق ما بعد الانفجار”.
وقالت: “تم تحديد مستشفى الحريري، وهو أكبر مستشفى جامعي حكومي في لبنان، كمركز مرجعي في الاستجابة لفيروس كورونا. سيتلقى مستشفى رفيق الحريري الجامعي دعما إضافيا بقيمة 5 ملايين يورو، من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الشريك المميز للوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان. وسيسمح هذا التمويل الإضافي للمستشفى بالحفاظ على قدرته على إدارة أزمة جائحة كوفيد في حين تشهد معدلات الإصابة ارتفاعا في لبنان أخيرا. وقد تم إدخال أكثر من 1000 مريض مصاب إلى المستشفى منذ بداية الوباء، وتعافى 743 مريضا تماما. يجري المستشفى حاليا حوالى 200 إلى 500 فحص PCR (تفاعل البوليميراز المتسلسل) يوميا، وتم إجراء 100991 فحصا منذ بداية الأزمة. يعد مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي يضم 120 سريرا مخصصا لمرضى كوفيد و40 سريرا للعناية المركزة لمرضى كوفيد، المستشفى الأكبر قدرة في البلاد على استقبال المرضى المصابين بالفيروس ويحتاجون إلى علاج طارئ في المستشفى”.
وأوضح مدير الوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان آرثر جيرمون: “مع الأزمة الاقتصادية السائدة في لبنان، شهد مستشفى رفيق الحريري الجامعي زيادة في عدد المرضى الذين يزورونه. ومن خلال هذا الدعم، تدعم الوكالة الفرنسية للتنمية الفئات السكانية المستضعفة وتظهر أن أي إجراءات أو سياسات يتم تطبيقها في هذا المستشفى قد يكون لها تأثير وطني وقد تعزز القطاع على المدى الطويل”.
ولفت البيان الى أن هذا التمويل الإضافي “سيسهم أيضا في تحسين مسار المريض على مستوى قسم الطوارئ في الحالات غير حالات كوفيد من خلال أعمال الترميم: أظهرت الساعات التي أعقبت الانفجار في مرفأ بيروت أنه يمكن تحسين التنظيم الحالي لقسم الطوارئ ورعاية المصابين. وسيشمل هذا الدعم الإضافي أيضا المعدات الطبية المخصصة لتوسيع قدرة استقبال وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة وتلك المخصصة لطب الأطفال. كما يتوخى تحسين إدارة الجروح من خلال توفير المعدات الطبية وتعزيز قدرات الموظفين من خلال وضع بروتوكولات طبية وتحسينها”.
وعلق رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتين، قائلا: “اللجنة الدولية فخورة جدا بشراكتها مع مستشفى رفيق الحريري الجامعي منذ عام 2016 ومع الوكالة الفرنسية للتنمية منذ عام 2019. وقد ساعدت هذه الشراكة بالفعل في علاج أكثر من 25000 مريض من الفئات المستضعفة من مختلف الجنسيات. بالإضافة إلى ذلك، فقد أتاح تمويل أكثر من أربعين مشروع تجديد داخل المستشفى، وهي مشاريع كانت حاسمة في تحسين جودة استجابة المستشفى لأزمة كوفيد”.
وأشار البيان أيضا، الى أن التمويل الإضافي “سيساعد في تحسين قدرة المستشفى على الصمود أمام نقص الكهرباء، بما في ذلك من خلال استبدال مولدات الكهرباء القديمة. وقد أدى انقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم إلى الإفراط في استخدام المولدات الحالية، وبالتالي يجب استبدالها لضمان استمرارية عمل المستشفى من دون الحد من جودة الرعاية المقدمة”.
وقال مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور فراس أبيض: “إن مستشفى رفيق الحريري الجامعي قصة رائعة تستحق أن تروى. إنها مؤسسة نهضت من حافة الهاوية بفضل تعاون الإدارة المحلية والمساعدات الخارجية. إن شراكتنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمدة خمس سنوات، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية منذ عامين، مكنت المستشفى من مواصلة تطورها من خلال ما يزيد عن 40 مشروعا بملايين اليورو سمح الوصول إلى رعاية أفضل لعشرات الآلاف من المرضى من الفئات المستضعفة”.
وذكر البيان بأن المستشفى “يقع في الأحياء الجنوبية لبيروت ويستقبل السكان الأكثر استضعافا في بيروت وجبل لبنان. وقد استقبل المصابين في انفجاري 4 آب. بالاضافة إلى ذلك، وبسبب الأضرار التي لحقت بمستشفيات العاصمة، تم إحالة مئات الجرحى إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي باعتباره المستشفى الحكومي الرئيسي”.
أما السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو: “تدعم فرنسا، من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية، وصول الفئات المستضعفة من السكان إلى خدمات صحية ذات جودة. إن هذا الدعم لمستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت بالغ الأهمية في سياق التدهور الاجتماعي والاقتصادي والأزمة الصحية. إن هذا التمويل الإضافي سيترجم في الواقع الالتزام الذي قطعه رئيس الجمهورية خلال زيارته لبيروت بتقديم تمويل سريع وكبير لهذا المستشفى”.
وختم البيان: “حققت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الموجودة في هذه المؤسسة منذ عام 2016، مستوى جيدا من المعرفة والتحكم في بيئة العمل، كما طورت معرفة حقيقية من حيث التفاعلات والتدخلات في النظام الصحي العام في لبنان. منذ عام 2019، تساعد الوكالة الفرنسية للتنمية في ضمان استمرارية المشروع في أطار شراكة ثلاثية الأطراف زادت من 20 مليون يورو إلى 25 مليون يورو”.