أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، خلال مجلس عاشورائي أقامه “حزب الله” في مجمع أهل البيت في مدينة بنت جبيل، أن “لبنان لم يعد الساحة المستباحة أمام العدو الإسرائيلي، وهذا ليس كلاما لرفع المعنويات، وإنما هذه وقائع، وتكاملت الأدوار، ففي العام 2006 لم نجد موقفا منسجما للحكومة اللبنانية كما نرى اليوم بالرغم من بعض الأصوات التي نسمعها من هنا وهناك، والتي لا معنى ولا تأثير لها، وفي ذلك الوقت كان هناك صراع مع الحكومة اللبنانية أشد من الصراع الميداني، ولكن اليوم رأينا كيف أن الموقف الرسمي من رئيس الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة متكامل ويسير على موجة واحدة، وهذا يشكل حصانة للبنان”.
وقال: “العدو الإسرائيلي أقام شريطا حدوديا عام 1978، وحزاما أمنيا بعدة كيلومترات في العام 1985، ولكن اليوم انقلبت الصورة، حيث أن مهابة المقاومة وقوتها وشجاعتها فرضت على هذا العدو لمدة أسبوع حزاما أمنيا داخل شمال فلسطين، وهذه إهانة كبيرة للجيش الإسرائيلي”.
أضاف: “بعدما نفذت العملية ورسمت وثبتت المعادلة، بات العدو الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أي عدوان على بلدنا أو استهداف لمقاومتنا، لأنه بات يعلم أن هناك إرادة بالرد مهما كانت النتائج، وهو يعلم أن إرادة المقاومة كانت تستهدف آلية متحركة فيها جنود، وأن الهدف كان محددا”.
وتابع: “اليوم تستطيع هذه المقاومة أن تفتخر بأنها أوصلت لبنان إلى هذا المكان، ولاسيما أن أمة هذه المقاومة شجاعة وجريئة. لقد بعثوا برسالة قوية للعدو، ورأينا التعليق الإسرائيلي بين مشهد مارون الراس ومشهد الشمال، فالشباب الذين خرجوا من مجلس أبي عبد الله الحسين إلى مارون الراس ونظموا هذه المسيرة من بنت جبيل إليها، بعثوا برسالة قوة وشجاعة وجرأة، تركت تأثيرا على المستوى الوطني والرأي العام العربي والعالمي”.
وقال: “إن المقاومة التي ارتقت ببلدها إلى هذا المستوى، معنية بأن تسعى وتسهم في إصلاح مؤسسات الدولة اللبنانية، وهذا الإصلاح يحتاج إلى وقت وصبر، لأن حجم الانحراف في مؤسسات الدولة كبير، وحجم الالتواء في موازنات الدولة متراكم من سنوات طويلة، ونحن لن نيأس بالرغم من الكلام الكثير الذي يقال لنا بأننا دخلنا في معركة كبيرة من الصعب أن تحقق فيها النتائج، فالذي يثق بهذه المقاومة التي انتصرت على العدوين الإسرائيلي والتكفيري، عليه أن يثق بأن هذه المقاومة إن شاء الله ستحقق انجازات، وهي حققت انجازات في الملف الداخلي، وهناك أمور لا تظهر مباشرة وهي بحاجة للوقت، ولكن لدينا أمل بإصلاح موازنات الدولة ما يعود بالنفع على كل مواطن”.
وأردف: “أنجزنا في موازنة العام 2019، وسننجز في موازنة العام 2020، ولدينا لجان متخصصة في حزب الله تدرس هذا الأمر بتمعن ودقة، والأمر لم يكن في السابق بهذا المستوى ربما من الاهتمام والتدقيق على المستوى الحزبي العام، وصوتنا في الحكومة والمجلس النيابي مؤثر وله دور أساسي، ولدينا هذا السعي للإصلاح قدر الإمكان، ووضعنا قواعد وثوابت”.
وأكد أن “هاجسنا هو الفئات الفقيرة والشعب المستضعف، وأما الأثرياء وأصحاب المؤسسات فعليهم أن يدفعوا الضرائب، ونحن لسنا ضد الضرائب على من يستحق، ولكن نحن ضد أن تقر على الفقراء وذوي الدخل المحدود. نناقش موضوع الكهرباء وتعرفة الكهرباء، ونريد لموضوع الإصلاح في الكهرباء أن يكون أساسيا، وبالتالي عندما تأتي الكهرباء بالشكل المطلوب، عندها نناقش موضوع التعرفة المالية لها، وأما الآن، فلا يمكننا أن نناقش التعرفة في ظل هذا الانقطاع والتقنين”.
وختم فضل الله: “نستطيع أن ننجز في لبنان، فالموضوع المالي والاقتصادي ليس ميؤوسا منه، وليس صحيحا أننا غير قادرين على فعل أي شيء في هذا البلد، وأما هذه المحاولات التي تطلق لتيئيسنا، فهي من أجل أن نتركهم يتصرفون كما يريدون، وهناك أناس سماسرة ويريدون أن يمدوا يدهم إلى المال العام، وإلى الآن، رغم كل الوضع المالي والاقتصادي المأزوم، هناك من يفتش في كل مشروع ماذا سيحقق منه لجيبه الخاص”.