عقد تكتل “لبنان القوي” اجتماعه الدوري برئاسة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، وبمشاركة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في مركز الاجتماعات والمؤتمرات في “سنتر طيار” – سن الفيل.
بعد الإجتماع، قال أرسلان: “كما تعلمون، منذ اليوم الأول وما قبل الانتخابات، نحن جزء لا يتجزأ من تكتل لبنان القوي، فنحن نكمل بعضنا حيثما كنا، وأعتبر نفسي، إن كنت حاضرا شخصيا، أني موجود طبيعيا بوجود كل فرد من أفراد هذا التكتل الكبير، وبالتالي، لا شيء يبعدني. وأنا بصراحة، إن غبت لفترة، فليس بقصد الغياب إذ كنت مواكبا تفصيليا لكل جلسة تعقد، وممثلا شخصيا بوجود الوزير صالح الغريب في هذا التكتل. وطبعا، نحن ككتلة ضمانة الجبل جزء أساسي في تكتل لبنان القوي”.
أضاف: “اليوم كانت مناسبة لأشكر كل أعضاء التكتل، لا سيما الوزير جبران باسيل، على كل ما حدث معنا في الفترة السابقة، بعد حادثة قبرشمون التي تعرضنا فيها وتعرض الوزير صالح الغريب لاعتداء واضح وصريح”.
وتابع: “أحطت الإخوان جميعا في التكتل بتفاصيل الاجتماع، الذي حصل في بعبدا برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وأكدت للمجتمعين إصرارنا وما توافقنا عليه في بعبدا على اعتبار أن اجتماع بعبدا هو خطوة أولى في المسار السياسي، وإنما في حاجة إلى خطوات عديدة وجدية لتحقيق أو للوصول الى المشاركة الحقيقية في الجبل، وكان هذا بندا أساسيا”.
وأردف: “أما البند الثاني في المسار المفصول عنه، فهو المسار القضائي الواضح والصريح باعتماد المحكمة العسكرية وبانتظار ما سيصدر من تحقيقات. وكما كتبنا في البيان الذي أعلن عنه دولة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد الاجتماع في بعبدا، أنه يعود إلى مجلس الوزراء القرار المناسب في هذا الموضوع. كما أكدنا في لقاء بعبدا ضرورة وضع خطة أمنية جدية لمناطق الجبل لكي لا تقع مرة جديدة أي هفوة أو أي تعرض لأي كان لتثبيت الأمن والاستقرار في هذا الجبل الذي هو قلب لبنان”.
وقال: “بنظرنا، الجبل له خصوصية، نعم. وأنا قلت أكثر من مرة خصوصية الجبل تكمن في العيش الواحد، في العيش المشترك، في الشراكة، في الاستقرار، في المحبة، في السلم. هذا الجبل نعم له خصوصية، إنه النموذج الذي يضم كل شرائح المجتمع اللبناني من كل الطوائف والمذاهب، إن من الأقليات أو الأكثريات، فهذه هي خصوصية الجبل”.
أضاف: “إن خصوصية الجبل، من هذا المنطلق، نحن حرصاء عليها، حرصاء على التعامل مع الجميع للوصول الى هذا الجبل الذي هو نموذج جدي ليتعمم على كل لبنان، لأنه فعلا مدرسة جدية للعيش الواحد وللعيش الكريم، الذي يجب أن يعمم على كل المناطق اللبنانية، وليس تكريس الانقسام في الجبل، إن كان طائفيا أو مذهبيا أو حزبيا أو سياسيا تحت إطار التهديد والوعيد. هذا الجبل هو لكل الناس، هو جبل الشراكة، يتسع لكل الناس، وأهلا وسهلا بالجميع. وبالتالي، ان شاء الله تكون هذه الصفحة الأمنية قد طويت، إنما على الدولة تحمل مسؤولياتها الكاملة بتحقيق وتنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا برعاية فخامة رئيس الجمهورية”.
وختم: “جئت اليوم بالتحديد، أحيط زملائي جميعا بهذا الموضوع كي لا تبقى هناك علامات استفهام، لأني حاولت كثيرا أن أوضح بعد اجتماع بعبدا، فالبعض أخذ يتكلم كأنه تم القيام بشيء على حساب شيء آخر. أبدا، فما جرى هو تثبيت مبدأ المسار السياسي المفصول عن المسار القضائي، المفصول عن المسار الأمني، وهذا ما التزم به الرؤساء برعاية فخامة رئيس الجمهورية، ونحن بحضورنا وبحضور وليد بيك في اجتماع بعبدا أكدنا مرجعية الدولة وأن الجميع تحت سقف القانون، فلا أحد فوق سقف القانون، مهما كان ولا مراعاة لأحد في هذه المسألة. سيادة الدولة وأمنها والسلم الأهلي خط أحمر، وليس مسموحا لأحد تجاوزه، فالتلاعب به وتهديد المجتمع لا لطلال أرسلان ولا لسواه”.
ثم تحدث باسيل فقال: “طرحنا في اجتماعنا اليوم مواضيع عدة كان من الطبيعي ان نتوقف عندها وعند خلاصاتها بعد المرحلة الاستثنائية التي حصلت بعد حادثة قبرشمون، نحن تكتل واسع ومتنوع ويعبر عن الصورة اللبنانية والأهم انه يمثل الشراكة التي نريد أن نعيشها في هذا البلد وفي الجبل تحديدا وهذا اهم شيء يربطنا بالحزب الديمقراطي اللبناني، وهو مفهومنا لمعنى الشراكة في الجبل بين كل مكوناته وكل الاحزاب والتيارات السياسية وهذا ما نقاتل من أجله ونعتبر ان النتيجة التي وصلنا اليها في نهاية المأساة التي حصلت في الجبل مرضية، من المؤكد اننا نأسف ونعزي بالشهداء الذين سقطوا ونأسف على ما حصل وعلى الوقت الذي اضعناه لننتصر في النهاية لمنطق الدولة وهذا الأهم، فعندما ينتصر منطق الدولة والقانون والقضاء والأمن فهذا المفهوم يعطي للتنافس السياسي مساحته الكافية، وتكون هناك حرية التعبير وحرية التنقل وهذا هو لبنان الذي نعرفه فمن دون هذه الحريات لا لبنان ولا عيش مشترك”.
اضاف: “نحن نعتبر ان كل ذلك تحقق والمسار القضائي مستمر للوصول إلى النهاية التي نريدها وهي العدالة والمساواة وان يسود منطق القانون فوق الكل. اليوم كلنا ضحينا بما حصل لان وضع البلد صعب ويجب أن يكون تركيزنا على الانتقال إلى الإنقاذ الاقتصادي، وبعد اجتماع بعبدا الذي قيمناه ايجابا، نحن على موعدين مع اللبنانيين، الأول هو لعمل منتج للحكومة الذي حان وقته الآن ولقد تأخرنا به والاستحقاقات أمامنا كبيرة على رأسها الاستحقاق الاقتصادي والحركة الاقتصادية التي بدأت في بعبدا يجب أن تستكمل وانا ادعو الى حالة طوارئ اقتصادية وإلى طاولة حوار اقتصادية تلزم الجميع بالسياسات الإصلاحية لاننا على أبواب موازنة الـ 2020 ولا يمكن أن نقاربها كما قاربنا موازنة الـ 2019، فهي بحاجة إلى قرار سياسي كبير اذا أردنا ان نصارح الناس وانفسنا لإنقاذ البلد. أما الموعد الثاني فهو للقاء ثان لأهلنا في الجبل، اليوم كنا في الشوف وغدا سنكون في الشوف وان شاء الله سنستكمل الزيارة التي قطعت ونذهب الى خلدة ونلتقي اخواننا الدروز والمسيحيين لنؤكد فهمنا وتعبيرنا للعيش الواحد في الجبل. هذه طريقنا ومصرون عليها بسلام ومحبة لبعضنا البعض وبشراكة كاملة”.
وتابع: “كانت مناسبة في التكتل للتطرق الى مسألة كيانية اساسية تتعلق بالمادة 95 من الدستور والمير طلال كان حاضرا لان هذه المسألة لا تطال المسيحيين فقط في البلد بل تطال تمثيل جميع مكونات البلد المسيحية والإسلامية وكل من يشعر انه اقلية وكلنا اقليات في هذا البلد، وكلنا متوافقون على فكرة اساسية وهي تطبيق الدستور والمادة 95 منه تنص على مقتضيات الوفاق الوطني وعلى مرحلة انتقالية للذهاب إلى الدولة المدنية الشاملة وإلغاء الطائفية وليس فقط الطائفية السياسية”.
وقال باسيل :” نحن خيارنا واضح، نريد الدولة المدنية الشاملة ولنصل اليها لن نتنازل عن المناصفة الشاملة والتوزيع العادل لكل مكونات الوطن، وفي التكتل معنا العلويون والدروز وفي التيار السنة والشيعة والسريان وكل الاقليات المسيحية، وعلى الجميع أن يشعروا انهم ممثلون بشكل كامل والانتقال الى حالة ثانية يشعر فيها الجميع بالطمأنينة هي الدولة المدنية ما يجعلنا ننتقل ليس الى معركة طائفية بل الى معركة حقوقية الكل معني بها والكل يشعر انه مهدد والحلول موجودة كما يحصل مع العسكر وفي كثير من المؤسسات من خلال مراعاة الكفاءة والاختصاص ونحافظ على التنوع لكل المكونات في الإدارة اللبنانية”.
أضاف: “تطرقنا ايضا الى موضوع النفايات مع وزير البيئة واستخلصنا اننا سنصل الى حالة طوارئ بيئية، وزير البيئة يدير هذا الملف ويعرف كيف يديره، انما نحن لن نقبل ان نعود الى المشكلة وتنفجر فينا في كل مرة وللأسباب ذاتها، في حين ان أمام الحكومة خطة بيئية كاملة للنفايات وتعطي الحل الحقيقي اذا كان هناك قرار سياسي بتحقيقه”.
وختم باسيل: “كل المواضيع التي بحثناها اليوم مهمة جدا، نحن أمام فترة انتاج مطالبين فيها ان نحل مشكلة المهجرين ومشكلة النازحين وخطة الاقتصاد ماكينزي وان نقر خطة سيدر وخطة النفايات والمقالع والكسارات، أمامنا الكثير من العمل المنتج وآمل ان نعطي الثقة للبنانيين لانه الأمر الوحيد الذي ينهض بالاقتصاد ويجعل اللبنانيين يثقون بدولة تقوم بما يلزم لإنقاذ البلد، من هذا المنطلق كان اجتماعنا اليوم مفيدا ونأمل ان نكمل الشراكة معا على هذه الطريق”.