مر بمحاذاة الأرض اليوم كويكب يبلغ طوله أكثر من ألف متر، ولئن كان هذا الجرم لا يشكل خطر ارتطام بالأرض إلا أنه يثير تساؤلات حول خطورة هذه الصخور الكبيرة السابحة في الفضاء على كوكبنا. مر الكويكب “2014 – جي أو 25” على مسافة قريبة من الأرض نسبيا، تقدر بمليون و800 ألف كيلومتر، أي أقل بقليل من خمسة أضعاف المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر.
وكان الكويكب في أدنى مسافة له من الأرض عند الساعة 12,20 ت غ، وتمكن المزودون بمناظير في القسم الشمالي من الأرض من مشاهدته.
كان العلماء يقدرون قطر الكويكب بست مئة وخمسين مترا، لكن تبين أن طوله كيلومتر و300 متر، وهو مستطيل الشكل تقريبا، بحسب ما أوضح عالم الفضاء باسكال ديسكان الباحث في مرصد باريس لوكالة الصحافة الفرنسية.
هناك الكثير من الأجرام الفضائية التي تمر قرب كوكب الأرض، ويقدر العلماء الوزن الإجمالي للصخور التي تقترب من الأرض سنويا بما بين عشرة آلاف طن ومئة ألف، وفقا للباحث في وكالة الفضاء الأوروبية يان كارنيلي.
لكن مرور جرم بهذا الحجم ليس أمرا متكررا بوتيرة عالية. ولن يتكرر هذا الحدث قبل عام 2027.
الجرم الأخير الكبير الذي مر قرب الأرض كان “توتاتيس” وقطره بين أربعة كيلومترات وخمسة، وقد مر على مسافة تساوي المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر.
حدد العلماء صنفا من “الأجرام التي يمكن أن تشكل خطرا” على الأرض، ويتوقف ذلك على حجم هذه الأجرام وقربها من الأرض.
وحين يقترب جرم قطره كيلومتر واحد من الأرض إلى مسافة سبعة ملايين كيلومتر، يكون في هذه الفئة.
ويقول يان كارنيلي “أحصينا تقريبا كل الأجرام التي يزيد قطرها عن كيلومتر واحد، كإجراء وقائي تحسبا لوقوع كارثة على صعيد العالم كله”.
لكن تبين أنه لا يوجد أي خطر على المدى المنظور، أي على مدة القرون المقبلة.
وإذا كان الخطر الأكبر هو من الأجرام التي يزيد قطرها عن كيلومتر واحد، لكن ذلك لا يعني أن الأجرام الأصغر لا تشكل خطرا.
ففي حال ارتطام جرم قطره 140 مترا بالأرض، يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة على مستوى بلد واحد.
ولذا يعمل العلماء حاليا على رصد كل الأجرام التي يزيد قطرها عم 140 مترا. وتأمل الأمم المتحدة ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إعداد قائمة بكل هذه الأجرام.
وللدلالة على حجم الأضرار التي قد تنجم عن حادث كهذا، أدى ارتطام جرم صغير لا يزيد قطره عن 15 مترا في شمال روسيا عام 2013 إلى سقوط ألف جريح وأضرار مادية كبيرة.
يقدر العلماء وتيرة ارتطام كويكب قطره أكثر من ألف متر بالأرض بمرة واحدة كل 500 ألف عام، ولذا يرى يان كارنيلي أن خطر اندثار البشرية بسبب جرم فضائي يكاد يكون معدوما مقارنة بالمخاطر الطبيعية الأخرى.
وفي حال ارتطم جرم قطره كيلومتر واحد بالأرض، فهو سيخلف حفرة تزيد عن قطره بعشرين مرة، وسيولد قوة تفجيرية تعادل عشرين مرة قوة انفجار القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، لكنه لن يؤدي إلى انقراض كلي لبعض الأنواع. فالانقراض الكلي يتطلب ارتطام كويكب قطره عشرة كيلومترات وما فوق.
وضع العلماء احتمالات عدة لحماية الأرض من ارتطام كويكب بها في حال تبين أن مساره سيتقاطع مع مسار الأرض في وقت ما بحيث يصطدمان.
ومع أن هذا الاحتمال مستبعد في المدى المنظور، إلا أن احتمالات عدة وضعت لمواجهة خطر كهذا، لكن أيا من هذه الاحتمالات التي تبدو مقنعة نظريا، لم يجرب بعد.
وأهم هذه الاحتمالات وأكثرها منطقا هو قذف الكويكب بجسم ما بسرعة كبيرة تجعله يغير مساره.
وتدرس وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية تنفيذ تجربة قذف كويكب بجسم لحرف مساره في المستقبل القريب.
المصدر: النهار