افتتحت مستشفى المرتضى في بعلبك، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق، قسم تمييل القلب والعناية الفائقة، في حضور النواب: غازي زعيتر، أنور جمعة، عاصم عراجي، بكر الحجيري ومحمد القرعاوي، الوزير السابق علي عبدالله، مدير عام وزارة الاقتصاد عليا عباس، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح، نائب مدير مخابرات الجيش العميد علي شريف،المدعي العام الاستئنافي القاضي كمال المقداد، رئيس دائرة الأمن العام في محافظة بعلبك الهرمل المقدم غياث زعيتر، وفد من اتحاد المستشفيات العربية، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، ممثل نقابة الأطباء في لبنان الدكتور أسامة شمص، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رئيس مجلس إدارة مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور حسان يحفوفي، مخاتير وفاعليات صحية واجتماعية.
بداية، تحدث مدير مستشفى المرتضى عباس حجازي، فقال: “من بعلبك نحيي فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وباقات الورد نرسلها لشريك النصر والتحرير الرئيس نبيه بري، ونحبك والسما زرقا يا دولة الرئيس سعد الحريري، ونقبل وجنتيك أبا هادي مين قدك لما تطل، وتحية إكبار وإجلال لجيشنا الباسل حامي الوطن وصمام الأمان، فلبنان أمانة بين أيديكم، اعطونا الأمن والأمان وخذوا ما يدهش العالم”.
أضاف: “نلتقي اليوم لافتتاح قسم تمييل القلب والعناية الفائقة في المستشفى برعاية وزير الصحة الدكتور جميل جبق، وقد تم تجهيزه بأحدث المعدات والتقنيات، رغم كل التحديات والوضع المالي والاقصادي الصعب، وكنا قد افتتحنا هذه المستشفى عام 2000 برعاية الوزير والنائب غازي زعيتر، وها نحن اليوم نجتمع معا من كل لبنان من الجنوب الصامد وبيروت الشامخة والجبل الأشم والشمال العزيز وزحلة عروسة البقاع والبقاع الغربي وبعلبك والهرمل ودير الأحمر واليمونة، ومن المملكة العربية السعودية وقطر ومصر، لنعلن بأن بعلبك مدينة الشمس تفتح قلبها للجميع”.
بدوره، قال النائب زعيتر: “نلتقي اليوم في بقاع الخير، بقاع العطاء، في مدينة الشمس والقسم، التي أعطت دون مقابل، وكل لبنان أعطى لهذا الوطن ودافع عنه في مواجهة العدو الصهيوني والعدو التكفيري، وها نحن اليوم نلتقي في هذه الأرض التي احتضنت إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر، نلتقي في خزان المقاومة على عدونا الصهيوني والتكفيري، وبهذه المناسبة، حركة أمل وحزب الله وجميع القوى الحية، من عائلات وعشائر، نؤكد أننا لن نقبل بالمساومة على مصلحة الوطن والمواطن، وسنكون مسؤولين أمام الناس لا عنهم”.
أضاف: “في افتتاح قسم تمييل القلب والعناية الفائقة في مستشفى المرتضى، نرحب بكم يا معالي الوزير، يا ابن هذه الأرض الطيبة المعطاءة، هنا شعب لا يبيع ولا يباع، ولا يشتري ولا يشترى، عنوانه الثبات على المبادئ والعمل لقيام الوطن القوي والعادل بين كل أبنائه. وهنا شعب ليس خارجا على القانون، بل الدولة خرجت منه وعليه، هنا نجدد العهد والميثاق مع أهلنا، أن نستمر في البقاع وفي كل لبنان في مسيرتنا من أجل الدفاع عن لبنان”.
وتابع: “سنبقى نطالب بحقوق أهلنا، ونضحي في سبيل تحقيق مطالب المحرومين من كل الطوائف، وسنبقى متمسكين بوعدنا وعهدنا بالعمل على تعزيز الأمن والأمان، سنبقى متمسكين بالمثلث الذهبي الشعب والجيش والمقاومة، وكما نؤمن بمقاومة الاحتلال، نؤمن بمقاومة الحرمان والإهمال في هذه المنطقة، سنبقى كما قال السيد عباس الموسوي، سنخدم أهلنا بأشفار عيوننا”.
ورأى أن “هذه المنطقة مسؤولية الدولة ومسؤوليتنا الأكبر والأوسع سكانيا وجغرافيا، وتحملت الكثير الكثير، وعانت الحرمان ولم تزل، وخصوصا في القطاع الصحي”، مشددا على “ضرورة الاهتمام بالمستشفيات الحكومية وتعزيزها والوقوف إلى جانبها”.
وتوجه إلى الوزير جبق قائلا: “ثقتنا بكم وبجديتكم، وعلى أمل إنشاء وتعزيز المراكز الصحية، وبناء مستشفى حكومي بين بعلبك والهرمل”. وطالب وزيرة الداخلية ريا الحسن بـ”إعادة العمل بمركز السجل العدلي في الهرمل، أسوة بإعادة العمل في مركزي قضاءي البقاع الغربي وراشيا”.
وختم:”عندما يكون الرجل أكبر من المنصب تجده متواضعا وعادلا ومنتجا، كما هو حال الوزير جبق، وبالعكس تماما، إذا كان المنصب أكبر من الرجل، تجده مغرورا وظالما وأحمق”.
من ناحيته، أكد جبق في كلمته “نحن في وزارة الصحة منذ اليوم الأول الذي وصلنا فيه نفتش عن الطاقات وعن المستشفيات لإيجاد قدرة لخدمة شعبنا، ليس في بعلبك الهرمل فقط، وإنما في كل لبنان، ولن نقبل بفتح مستشفيات دكاكين، نحن بحاجة إلى مستشفيات متخصصة لنعود البوابة الطبية والاستشفائية لمل الشرق الأوسط، هكذا كنا، وهكذا سنبقى”.
واعتبر أن “توقيع البروتوكول مع العراق يهدف إلى استعادة لبنان مجده في القطاع الاستشفائي، ولكي يطمئن من يأتي إلى لبنان للاستشفاء بأنه سيتلقى أعلى مستوى من العلاج”.
وقال: “مبروك عليكم قسم تمييل القلب والعناية الفائقة، وإن شاء الله بالتوفيق، وأنا أهنئك يا أستاذ عباس على هذه الخطوة التي قمت بها، لأننا بحاجة إليها”.
ورأى أن “بعلبك هي مدينة التعايش، وأفضل مثال على ذلك هذا الحضور الكريم من المدينة ومنطقتها في بعلبك التي صمدت رغم كل ما عصف بلبنان من حوادث منذ عام 1975 حتى الآن، وأهلها يتعايشون مع بعضهم البعض بأمان وسلام، ولكن أحب التعليق على مسألة مهمة جدا، هذه المدينة وهذه المنطقة بالذات، مثل مناطق كثيرة في لبنان وخصوصا في عكار، عانت من حرمان وتخلف اجتماعي وصحي وبيئي بكل ما للكلمة من معنى، واليوم قد تقتصر مهمتي على إصلاح الوضع الصحي ليس في بعلبك الهرمل فقط، وإنما في لبنان كله، لأن هذا واجبي كوزير صحة، وواجبي كطبيب قبل أن أكون وزيرا، لأن ما عايشته مع الناس خلال فتره عملي لـ35 سنة في كل المناطق، جعلني أعلم مقدار الحاجة الملحة للناس ليجدوا وسيلة كريمة ليتعالجوا، وأنا بعد أسبوع من وصولي إلى الوزارة تحدثت في عكار بأن كل مستشفى لا تستقبل مريض على بابها وتدعه يموت أو تقصر بعلاجه، سوف أقفلها، وقلت أنا لن أرد على أي جهة سياسية مهما علا شأنها، لأن الإنسان عندي في لبنان مقدس”.
وقال: “ليس نحن من يساوم على صحة الوطن ولا على صحة المواطن، والجهة التي أوصلتني إلى هذا المكان اعتقد انها بغنى عن التعريف، والتضحيات التي قدمتها لهذا الوطن للحفاظ عليه وعلى شعبه، انا مهمتي أن أحافظ على كرامة الإنسان في كل لبنان، لكن نحن بحاجة الى بعض المساعدة، فنحن اليوم في وزارة الصحة ميزانيتنا في بند الدواء والإستشفاء لا تتجاوز 600 مليار ليرة، ونحن نغطي ما يقارب 1800000 مواطن. اليوم في كل ميزانيات دول العالم وزارة الصحه ميزانيتها عادة تشكل بين 7 و10 في المئة من الميزانية العامة، نحن في لبنان تشكل 2 في المئة فقط من الميزانية العامة، هذه مشكلة نعاني منها، ولدينا عجز سنوي يزيد عن 150 مليار ليرة مع كل التقشف”.
أضاف: “نحن بحاجة الى إعانة بترشيد المال الذي نضعه في المستشفيات، لأن بعض المستشفيات الخاصة للأسف لكي تستفيد من السقف المالي، تدخل مريضا لا داعي لإدخاله إلى المستشفى، أو أن مريضا يعاني من ألم في بطنه تجري له صورة رنين لرأسه أو تمييل لقلبه، هذا إسراف وهدر للمال العام، ونحن في الوزارة طلبنا من المراقبين الصحيين التشديد على الفواتير من المستشفيات”.
وتابع: “أما في بند الدواء، فمنذ استلامنا للوزارة توقعاتنا لآخر السنة أن نكون قد وفرنا بحدود 90 مليار ليرة في بند الدواء، ولكن المشكلة التي واجهتنا عند استلام الوزارة أنه من أصل ميزانية بند الدواء البالغة 165 مليار ليرة، بقى لدينا 30 مليارا للفترة الممتدة ما بين 1 شباط ولغايه 1 كانون الثاني 2020، نحن عملنا نوعا من الاتفاقات مع شركات الأدوية وموردي الأدوية إلى لبنان حتى تمكنا من إنزال الفاتوره الدوائية للأمراض المستعصية ما بين 40 و80 في المئة”.
واعتبر أن “السقوف المالية للمستشفيات الحكومية والخاصة هي متواضعة، وبالطبع الكلام في السنة المقبلة سيكون مختلفا بخصوص السقوف المالية، ففي الكثير من المستشفيات نجد أنه في 10 الشهر لا يعود هناك سقف مالي، والمريض في هذه الحالة إلى أين يذهب، وخصوصا أن المستشفيات الحكومية مازالت تعاني من وضع صعب، وعلى سبيل المثال في أول زيارة لي إلى مستشفى بعلبك الحكومي الذي هو مستشفى مركز المحافظة، وجدت أنه ليس لديهم جهاز أشعة، وغرفة الطوارئ غير مجهزة بأي جهاز تقني لمساعدة أو لمراقبة المريض ريثما يتم تحويله إلى مستشفى آخر، والمياه تنش من السقف، هذه المشكلة نفسها نجدها في معظم المستشفيات الحكومية باستثناء عدد قليل من المستشفيات التي دخلت مع الـBOT وعملت لتصبح مستشفيات تخصصية. الخطة عندي هي لإنماء المستشفيات الحكوميه في كل المناطق، وهناك مشروع لتجهيز المستشفيات الحكومية بمبلغ 130 مليون دولار، وحصة بعلبك ستكون حوالي 3 مليون دولار، لتجهيز غرفة تمييل وعناية فائقة وتجهيز الطوارئ وأجهزة أشعة”.
وأعلن: “نحن على موعد في بعلبك يوم الأربعاء، لأن هناك جهة دولية رغبت بأن تتبرع لمدينة بعلبك لإنشاء مستشفى حكومي جامعي جديد، سيكون على المستوى الحديث، وسنعمل منه النموذج لكل المستشفيات في لبنان، لأن المستشفيات الحكومية هي واجهة البلد وعلينا تنميتها وتجهيزها لتكون محط آمال اللبنانيين، مع احترامي لكل المستشفيات الخاصة، وأنا لا أخفي عليكم بأن للمستشفيات الخاصة فضل كبير علينا، وقد تحملتنا خلال هذه السنوات الطويلة، ولم يكن لدينا القدرة أبدا على تأمين الاستشفاء لشعبنا لولا مساعدة المستشفيات الخاصة”.
وختم جبق: “أما بالنسبة للأوضاع الأمنية في المنطقة، علينا أن نتحدث عن وجه بعلبك الحضاري، بعلبك مدينة عمرها أكثر من 4000 سنة، وهي تحتوي على أهم آثار العالم، هذه المدينة لديها حضارة من أقدم الحضارات، والمطلوب منا إظهار الوجه الحضاري لبعلبك، مبروك عليكم هذه المستشفى، وإن شاء الله نحن وإياكم إلى الأمام لما فيه صالح القطاع الاستشفائي”.
وفي الختام، قص جبق وحجازي والنواب شريط الافتتاح، وجال مع الحضور على أقسام المستشفى.