اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن شكره لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على “الدعم الذي قدمه للبنان والحفاوة التي لقيها خلال وجوده في الكويت مع الوفد الرسمي الذي رافقه في الزيارة”.
بدوره، اعتبر امير الكويت ان “العلاقة التي تربط بلاده بلبنان، هي علاقة اخوة متجذرة عبر التاريخ وترتكز على المحبة والوفاء المتبادلين”.
كلام الرئيس عون والامير الصباح، جاء خلال الخلوة التي عقداها في قصر بيان قبيل مغادرة الرئيس اللبناني الكويت، في ختام الزيارة الرسمية التي استمرت يومين.
وفي مستهل الخلوة، اطلع الرئيس عون امير الكويت على “نتائج اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الكويتيين، لا سيما مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورؤساء الصناديق الكويتية التي تمول مشاريع انمائية في لبنان”، شاكرا للامير “التوجيهات التي اعطاها لتفعيل التعاون بين اللبنانيين والكويتيين”.
ورد امير الكويت، مؤكدا على “المكانة الخاصة التي يكنها والشعب الكويتي للبنان واللبنانيين، اضافة الى العلاقة القديمة التي جمعته بالرئيس عون”.
وقال: “للبنان مكانة خاصة في قلوبنا والكويتيون يشعرون وهم في لبنان انهم في وطنهم الثاني”.
ثم تناول البحث عددا من المواضيع، من بينها “القمة العربية المرتقبة في الرياض في الربيع المقبل، والقمة المرتقبة في بيروت في العام 2019، حيث اكد امير الويت انه سيكون في طليعة المشاركين على رأس الوفد الكويتي”.
والتقى الرئيس عون والشيخ الصباح على “الامل في ان تكون القمة المقبلة في الرياض قمة تعكس التضامن العربي في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الدول العربية نتيجة الحروب التي عصفت ببعضها، وان تمهد قمة الرياض لقمة ناجحة في بيروت تكرس المصالحة العربية”.
وشرح الرئيس عون لامير الكويت “المراحل التي قطعتها الحياة السياسية في لبنان منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، والانجازات التي تحققت ومسيرة الاصلاح التي بدأت والتي تهدف الى اعادة ثقة اللبنانيين ببلدهم وبمؤسساتهم”.
كما تداول الرئيس والامير الكويتي “الاوضاع الاقليمية والوضع في فلسطين وعدد من المواضيع التي تهم البلدين”.
وشكر الرئيس عون امير الكويت على “الرعاية التي يوليها للبنانيين المقيمين والعاملين في الكويت، والذين يشعرون بأنهم في وطنهم الثاني وبين اهلهم واحبائهم”.
وبعد انتهاء الخلوة، اصطحب الشيخ الصباح الرئيس عون الى المطار الاميري في الكويت، حيث اقيم وداع رسمي عزفت خلاله موسيقى النشيدين اللبناني والكويتي.
وعرض الرئيس والامير ثلة من الحرس الاميري قبل ان يصافح الرئيس عون ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الامة السيد مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الاحمد الصباح، وكبار المسؤولين الكويتيين من وزراء ومسؤولين في الديوان الاميري والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي، فيما صافح الشيخ الصباح اعضاء الوفد اللبناني المرافق.
وقبل مغادرة الطائرة الرئاسية اللبنانية الاجواء الكويتية، وجه الرئيس عون الى امير الكويت البرقية الآتية: “صاحب السمو الاخ الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، امير دولة الكويت. يطيب لي وانا اغادر الاجواء الكويتية، ان اتوجه الى سموكم بالشكر والامتنان لحفاوة الاستقبال التي لقيتها والفوج المرافق خلال وجودي في دولة الكويت الشقيقة، وللدعم الذي اظهرتموه للبنان والنابع من محبة كبيرة تكنونها لوطني وللبنانيين اشقاء الكويتيين.
وعلى امل اللقاء بسموكم قريبا في بيروت، اتمنى لكم دوام الصحة والعافية والتقدم لدولة الكويت الشقيقة بقيادتكم الحكيمة، الى مصاف الامان والازدهار. اخوكم العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية”.
وفي الواحدة والنصف بعد الظهر، حطت الطائرة التي تقل رئيس الجمهورية والوفد المرافق في مطار رفيق الحريري الدولي.
وكان الرئيس عون استهل يومه الثاني في الكويت، بلقاء المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية عبد الوهاب احمد البدر في مقر اقامته في قصر بيان، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، المستشارة الاولى لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الوزير السابق الياس بو صعب، حيث كان عرض للسبل الآيلة الى “تفعيل عمل الصندوق في لبنان بعد الرغبة التي ابداها لبنان وتلبيتها من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح خلال القمة اللبنانية – الكويتية امس”.
وتم التطرق الى “بعض المشاريع، ومنها مشروع تأهيل طريق جعيتا – عيون السيمان، والاوتوستراد النفقي الجديد على طريق ضبية – كسروان، فضلا عن مشاريع اخرى في كافة المناطق اللبنانية، وتحسين البنى التحتية التي تدخل في صلب الخطة الاقتصادية الموضوعة والتي ستطبق قريبا”.
وشكر الرئيس عون السيد البدر على “مساهمات الصندوق في المشاريع اللبنانية والرغبة في تعزيز التعاون والاستثمارات في لبنان”.
كما استقبل الرئيس عون، رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم، الذي رحب بالرئيس اللبناني باسمه وباسم مجلس الامة الكويتي، معتبرا انه “في بلده الثاني، وان الزيارة تجسد متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين”، مشيدا على “ما يربط بين البرمان الكويتي ومجلس النواب اللبناني من تعاون”.
وشدد على “اوجه التشابه بين النظامين الديموقراطيين في كل من الكويت ولبنان”، وعلى “الاهمية الخاصة التي يوليها امير الكويت لتطوير العلاقات مع لبنان”.
وقد نوه الرئيس عون ب”مواقف السيد الغانم، خصوصا بالنسبة الى معارضته الاجراءات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني”، متمنيا ان “يتعزز التضامن العربي في وجه المخاطر الاسرائيلية التي لا تخفي اطماعها ورغبتها بتجريد الفلسطينيين من حقوقهم، فضلا عن مطامعها تجاه لبنان”.
واعرب السيد الغانم عن تأييده “لمواقف الرئيس عون الداعية الى التضامن العربي ووحدة الموقف وتعزيز العلاقات اللبنانية – الكويتية على المستويات كافة”.
والتقى الرئيس عون ايضا، السيدين مرزوق وبدر ناصر الخرافي وعرض معهما “العلاقات الاقتصادية وسبل تعزيز الاستثمارات الكويتية في لبنان في كل المجالات”.