أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لأحد عناصره عبد الله أحمد الرز في حسينية بلدة قانا الجنوبية، في حضور عدد من القيادات الحزبية وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشد من الأهالي، أنه “كان لشهيدنا النصيب الوافر في كل معركة خضناها في سوريا لا سيما في معركة حلب، وكان جزءا من الذين واجهوا وصنعوا ملحمة الانتصار في حلب، والتي كانت نقطة فاصلة باستراتيجية المواجهة، لأن ما كان بعد حلب لم يكن ما كان قبلها، ومن يطلع على الإنجاز الذي تحقق في حلب، يعرف الطعم الشهي للنصر الإلهي، لا سيما وأننا نتحدث عن شباب قلة صمدوا في وجه أعتى الهجومات التي تخللها اقتحامات للانتحاريين بأطنان من المتفجرات، ولكنهم ثبتوا وواجهوا وكسروا الموجات الانتحارية والانغماسية، وبعدها شنوا هجوما مضادا حرروا من خلاله حلب بأسرها، وكان شهيدنا حاضرا في حلب منذ أن كانت محتلة، وواكبها حتى النصر”.
وقال: “إن شهيدنا كان من الأسماء التي كانت إلى جانب الحاج أبو مصطفى في دير الزور حين كانت محتلة ومحاصرة، وكان حضوره سريا فيها، فلم يترك ساحة للجهاد، وحتى في عام 2006 كان خارج الجنوب، وقد فعل كل ما بوسعه وأكثر من وسعه من أجل القدوم إلى الجنوب، واصطنع السبيل ليأتي إلى الجنوب، ويقاتل الإسرائيليين في أرض الجنوب، فهذه السيرة يعشق الواحد منا أن تكون سيرته في الثقافة والصلاة والعبادات والقتال”.
وأشار الى أن “المعركة في سوريا في طريقها الآن للاختتام إلى حد ما، لا سيما بعد تحقيق الانتصارات الاستراتيجية فيها، فقد سقطت المعاقل الجغرافية للمجموعة التكفيرية التي اسمها داعش، وبالتالي تحقق الانتصار الاستراتيجي في سوريا عندما سقط المشروع الأميركي الصهيوني السعودي الذي كان يستهدف إسقاط المقاومة في سوريا، بوصفها أولا دولة مقاومة، وثانيا عمقا استراتيجيا للمقاومة في لبنان وفلسطين، ومعبرا للدعم الذي تقدمه جمهورية إيران الإسلامية لفصائل المقاومة في المنطقة، وهذا قد جربوه منذ العام 2011 حتى عام 2017، وأفشلنا بشهدائنا ومجاهدينا مشروعهم وأسقطناه، بل قلبنا مشروعهم إلى انتصار لنا، لا سيما وأنه لأول مرة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تحقق هذا الوصل البري الميداني من طهران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان، وهذا ما قرر الإسرائيلي ومعه الأميركي والسعودي أنه قلب المشهد الاستراتيجي في المنطقة، بما جعله يشكل تهديدا حقيقيا، لأن المعارك التي كانت تحصل من قبل على شاكلة عدوان إسرائيلي على لبنان، بات العدو الصهيوني يعرف أن أي عدوان في المرحلة المقبلة لن يكون حربا على لبنان، وإنما بحسب العبارات الإسرائيلية، ستكون حربا في الساحة الشمالية التي تبدأ من الناقورة وتنتهي بآخر قرية على الحدود الأردنية الفلسطينية السورية، وهذه أصبحت ميدان الحرب والعمليات، ولكن مكونات المواجهة لن تقتصر على مكونات الميدانية التي كانت في عام 2006، بل إن الذين واجهوا في العراق وسوريا الهجمة الصهيونية الأميركية السعودية عليهما، قادرون على مواجهة العدوان الصهيوني في ما لو شن على لبنان، أو على المقاومة في لبنان في هذا الإطار الجغرافي الممتد والمتسع”.
أضاف: “في عام 2006 لم يتمكنوا من كسر حزب الله بوصفه رأس حربة المقاومة في المنطقة، ولم يتمكنوا من سحقه والقضاء عليه واستئصاله، وهذه كانت أهداف العدوان الأميركي أولا، فالعدوان في عام 2006 كان عدوانا أميركيا الهدف منه كسر رأس الحربة التي اسمها المقاومة، ولكنهم فشلوا، وصار حزب الله أقوى، فذهبوا لضرب سوريا من أجل إسقاطها، معتبرين أنهم إذا ضربوا سوريا يحققون أمرين، الأول وهو القضاء على موقع للمقاومة وعمق استراتيجي لها، والثاني هو تطويق المقاومة في لبنان في عملية تبدأ وتتكامل من أجل القضاء عليها في لبنان، وكان هذا ديدنهم من العام 2011 إلى العام 2017، إلى أن وصلنا منتصف العام 2017 وحققنا الانتصار على داعش في سوريا، ما خلا إدلب التي فيها الآن جبهة النصرة في إطار وضع لا يستمر طويلا، لأن الدولة في سوريا مصرة على استعادة سيادتها الكاملة على جميع المناطق، وعدم السماح لا بتقسيم سياسي جغرافي معترف به، ولا بتقسيم ميداني سياسي يجري تسريبه وإدامته مع الوقت، وهذا لن يحصل، فكما سقط مشروع التقسيم في العراق ابتداء من كردستان العراق، سيسقط مشروع التقسيم في سوريا”.