نظمت وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والانماء حفل افتتاح المبنى الجديد لدار المعلمين والمعلمات في مدينة عاليه في مجمع كمال جنبلاط التربوي عاليه وكذلك وضع حجر الاساس لثانوية مارون عبود الرسمية، برعاية وحضور وزير التربية مروان حماده، وحضره وزير المهجرين طلال ارسلان ممثلا بالدكتور ياسر القنطار، النواب: اكرم شهيب، هنري حلو وفادي الهبر، رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء ندى عويجان، الدكتور وليد صافي ممثلا رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، ومسؤولون من الحزب التقدمي وممثلو احزاب ومدراء جامعات ومدارس وحشد من الحضور.
بعد النشيد الوطني وتعريف من ميسرة قسم اللغة العربية في المركز التربوي سيدة الاحمر، القى رئيس دار المعلمين طلال الريس كلمة قال فيها: “ان دار المعلمين والمعلمات هو مؤسسة تربوية تعنى بشؤون وحاجات المدارس والثانويات الرسمية في قضاء عاليه والمتن الاعلى وقسم كبير من قضاء بعبدا واقامة الدورات التدريبية للمعلمين بكافة الاختصاصات والتي بلغت في العام الماضي ما يقارب 50 دورة تدريبية”.
اضاف: “ولأن عدد الدورات بازدياد مستمر من عام الى اخر كان من الضروري ان يكون لدار عاليه مبنى اكبر ليتسنى لنا تطوير عمل الدار لما فيه خير المدارس الرسمية والمعلمين لتعزيز قدراتهم وامكانياتهم التعليمية والتربوية لينعكس ايجابا على مستوى التعليم في هذه المنطقة”.
مراد
والقى وجدي مراد كلمة شكر فيها “كل من ساهم في هذا المجمع المهم لمدينة عاليه وعندما طلبوا منا المساعدة كبلدية قدمنا لهم هذا العقار والذي يبغ مساحته 11 الف م2 حيث هذا المبنى في مجمع كمال جنبلاط التربوي والذي سيكون نموذجا بالتقدم والاخلاق والحضارة والرقي وعندما التقيت في العام 1972 بالمعلم كمال جنبلاط سرنا على هذا الطريق القويم والسليم والذي هو طريق الشهيد كمال جنبلاط”.
ونوه مراد بكل من ساهم في بناء هذه الدار شاكرا الوزير حمادة على “جهوده الكبيرة من اجل انجاز هذا الدار والمجمع الذي سيكون ليس لمدينة عاليه واهاليها وسكانها انما هو مجمج لكل لبنان”.
عويجان
بعد ذلك تحدثت عويجان فقالت: تحتل دار المعلمين المعلمات في عاليه مكانة مرموقة في الذاكرة التربوية، فقد خرجت على مدى سنوات الإعداد خيرة التربويين الذين صنعوا مجد التعليم الأساسي وجعلوا من المدرسة الرسمية خيارا أساسيا ونقطة استقطاب لجميع أبناء المنطقة. واليوم تجدد هذه الدار شبابها وتتموضع في المبنى الجديد الذي نأمل ونسعى لكي يشهد انطلاقة جديدة في تمهين مهنة التعليم وتدريب أفراد الهيئة التعليمية على المستويات كافة. وذلك انسجاما مع الأطر المرجعية التي اطلقناها منذ أيام والتي ستشكل عنصرا أساسيا في مشروع تطوير المناهج التربوية وعصرنتها، ومواكبتها لمناهج متخصصة لتطوير قدرات أفراد الهيئة التعليمية”.
اضافت: ما ينفع التربية، لو بنينا الحجر وأهملنا البشر؟ من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في التنمية المستدامة، لا بد من الارتكاز على الجودة في التعليم، وبالتالي لا بد من اعطاء عناية خاصة للمعلم، الحجر الأساس في عملية التعليم والتعلم، بحيث نعمل على اعداده اعدادا جيدا وعلى تدريبه وفتح آفاقه وتطوير كفاءاته وامكانياته، وخلق بيئة تدريبية صالحة ومجهزة بالأدوات والتجهيزات اللازمة والمتطورة، ليصبح قادرا على التكيف بسهولة مع الذكاءات المتعددة عند المتعلمين وعلى التمكن من استثمار جميع المواد التعليمية المتوفرة في محيطه”.
صافي
والقى وليد صافي كلمة رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر فقال: “كان ليسعدني ان اكون بينكم اليوم لتدشين مشروع حيوي يعتبر مرحلة اولى من مجمع تربوي رائد سيضم دار المعلمات والمعلمين وثانوية مارون عبود الرسمية. يكتسب حفلنا هذا اهمية مضاعفة ورونقا خاصا اذ انه يتزامن مع الذكرى المئوية لولادة الزعيم الشهيد كمال جنبلاط. لقد كان الزعيم الراحل مؤمنا بأهمية التربية والتعليم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. كان رجل فكر وعلم قبل ان يكون زعيما سياسيا، واذا كنا نحتفل بصرح جديد للتربية والتعليم في القطاع العام يجب ان نتذكر دور كمال جنبلاط في تعزيز التعليم الرسمي وفي مسيرة الجامعة اللبنانية كرافد من روافد الوطنية والتنمية.
اضاف: “بالعودة الى مشروعنا لقد بدأنا به على اساس ان يكون مدرسة ثانوية ثم تقرر ان يكون دار للمعلمين والمعلمات، انجزت المرحلة الاولى منه ونحن بانتظار تأمين الاعتمادات لاستكمال القسم المتبقي، كما نأمل في الحصول على التمويل اللازم لثانوية مارون عبود التي سنضع اليوم الحجر الاساس لها”.
واكد صافي ان “هذا المشروع هو احدى ثمار التعاون والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم العالي ومجلس الانماء والاعمار، فالوزير الصديق مروان حمادة يحمل هم التربية في كل لبنان، فكيف اذا كان الامر يتعلق بصرح تربوي في مدينة عاليه ويحمل اسم كمال جنبلاط فوق كل ذلك”.
شهيب
والقى النائب اكرم شهيب كلمة قال فيها: “بمئوية كمال جنبلاط نلتقي في مجمع كمال جنبلاط التربوي لنفتتح دار المعلمين والمعلمات مؤمنين بأنه عبر العلم والثقافة نرتقي بمجتمعنا نحو الافضل. وحينما نتحدث عن التربية والعلم والثقافة نعود الى كمال جنبلاط شهيد فلسطين والعروبة الانسانية، لنسأل ماذا كنا نراه ليقول عن تكريس القدس عاصمة لدولة الكيان الغاصب. وعن الحكام العرب الذين فضلوا الانظمة على الارض وباعوا قضية فلسطين من اجل مواقعهم البائدة فيما استباحة الارض مستمرة وهم غارقون في الحروب والنزاعات وصفقات التسلح التي اضعفت العالم العربي واخرته وجعلته عاجزا عن المواجهة الحقيقية والفعلية”.
اضاف: “ورغم الصعاب نؤكد على متابعة المسيرة مسيرة كمال جنبلاط الوفية لقضية فلسطين التي ستبقى حاضرة في نبض الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يهزم. كل الشكر لوزارة التربية ومجلس الانماء والاعمار على هذه المنارة التربوية الجديدة في عاليه، ووجودنا اليوم في هذا الصرح التربوي الجديد يؤكد بأنه لا بديل عن الدولة، فالدولة وحدها وبمؤسساتها تبقي هي ملجأ الجميع وهي التي تحميهم وتحتضنهم هي الاساس لتطوير المجتمع وتحقيق تطلعات الشباب ونحن كنا ولا نزال مع كل تسوية تصون امن واستقرار لبنان وتحفظ عمل الدولة وتفعل عمل مؤسساتها في خدمة الوطن والمواطن”.
وختم: “هنيئا للمعلمين والمعلمات دارهم الجديد وندعو لمعالي الوزير الصديق مروان حمادة بالتوفيق في معالجة مطالب المعلمين المحقة وملاحقة قضايا مدارس الجبل العطشى الى كل دعم ورعاية. مبروك المبنى الجديد والشكر لمن نفذ وواكب اعمال البناء والامل بخريجين على مستوى المسؤولية. الامل ان يستكمل هذا المشروع ببناء يليق بثانوية مارون عبود التي خرجت ولا تزال كوكبة طيبة من ابناء هذا الجبل”.
حماده
والقى الوزير مروان حماده كلمة قال فيها: “ان نلتقي في عاليه في هذه المسية لحظة سرور، اتذكر عاليه في الايام الحلوة والمرة قلعة الصمود في الجبل، اتذكر عاليه وهي عاصمة كمال جنبلاط الثانية، اتذكر عاليه من خلالها هذا الجمع الكريم وزملائي النواب في اللقاء الديموقراطي وعلى رأس هذه الكوكبة الاستاذ اكرم رفيق الايام الصعبة الصعبة والتي ما زالت قائمة واتذكر هذه الكوكبة الموجودة هنا الدكتورة ندى عويجان والتي انا على تواصل دائم معها وقد جمعنا معها احترام وحب المعلم واحترام السعي الى وضع مناهج جديدة وهي منكبة مع كل زملائها في المركز التربوي على عملية لا تقل عن اهمية الحجر وربما لا تقل عن البشر، المنهاج، تربية ، تاريخ، علوم وكل ما توقف في لبنان عام 1997 وهي الان في ورشة كبرى لتحقيق هذا الحلم. واذكر ايضا من ساهم في هذا المشروع من ساهم قبل ان آتي الى الوزارة ومن ساهم معي وانا في الوزارة واخرها كان التوقيع اليوم على الاقتراح الاتي من الدكتورة ندى الذي حولناه الى مجلس الوزراء لاقامة مجمع تربوي كامل والذي هذا المبنى هو جزء صغير منه، وهناك مشروع الثانوية الجديدة والملاعب وكل ما تطرق اليه الاستاذ طلال مشكورا وذكرنا به وقبل ذلك كله التجهيز وسوف ننكب انا والدكتورة ندى ومجلس الانماء والاعمار على هذا الموضوع”.
اضاف: “سأكون كما كنت لكلية التربية واكثر لان عاليه لها علينا الكثير وعلي ايضا، واريد ان اشكر شخصا اراه كل يوم بعد الظهر ولكنه لا يطل كثيرا على الناس ولكن كل ورقة وكل نظام في وزارة التربية يمر عبر الرئيس القاضي سميح مداح ولولاه كنا نحن وربما اسلافنا قد وقعوا بأخطاء كثيرة ولكن الحمدلله نظام وزارة التربية قدر الامكان في هذا المحيط وهذه البيئة المؤسساتية الحمدلله شكرا سميح على كل ما عملته واريد ان اشكر الدكتور وليد صافي وعبره المهندس نبيل الجسر صديق كبير والذي عمل الدكتور وليد بالحاح دائم. الدكتور وليد الذي نراه دائما يحث ويلاحق، واشكر ايضا احد الرفاق في عاليه الذي لم يفارقني دائما يطالب وهو خضر الغضبان لذا الحزب هنا وانت لكم الكثير على هذا المشروع بفضل متابعتك والحاحك”.
وتابع حمادة: “هذه الجمعة وهذه الامسية هي الحلوة بكل الاحد عشر شهرا التي قضيتها في وزارة التربية، هذا اللقاء معكم خصوصا انه يصادف مؤيتين مئوية هي مئوية الاعتزاز والفخر بشخص كان فخرا للبنان، مئوية كمال جنبلاط الذي تعرفت عليه بالمختارة وبيروت وايضا في عاليه الذي كان يزورها ذهابا وايابا وربما يوم استشهاده كان سيمر على بيروت وربما كان سيأتي الى عاليه، وطبعا عندما نتحدث عن كمال جنبلاط نتكلم ايضا عن المختارة والذي حافظ عليها وليد جنبلاط الذي رعى مسارا طويلا وصعبا ودفع غصبا عنه الى قرارات كانت صعبة واخذ قرارات اصعب لان قرار السلم دائما هو الاصعب، واتخذ قرار السلم ليس عندما عملنا مصالحة الجبل، مصالحة الجبل مع البطريرك صفير كانت تتويجا لجهد طويل اتى في نهاية الثمانينات عندما وعينا على حالنا جميعنا الى اين ذاهبون”.
واردف: “اول من وعى ذلك وليد جنبلاط حاول ونظم مؤتمرا في بيت الدين للمهجرين وكان لامير طلال معنا وقد دفعنا ثمنها وقتل منا رفاق بعد ايام قليلة نتيجة هذا الجهد ثم اصطدمنا بمحطات وعقبات كثيرة على طريق السلم اكثر من طريق الحرب التي “تنذكر وما تنعاد” وطوينا صفحتها ونحن اليوم شعب واحد في بلد واحد، وانا اشعر انه اصبح هناك فعلا وطن واحد وانا وكما تعلمون لدي ملاحظات كثيرة على ما يجري في المؤسسات واحيانا ما يجري في مجلس الوزراء، ولكن انا بتوجيه من وليد جنبلاط، انا جندي في هذه المسيرة التي هي مسيرة السلم الاهلي في لبنان ومسيرة الوفاق الوطني في لبنان وتجاوز كل العقبات لكي ينجو لبنان من هذا الاتون. مئوية كمال جنبلاط تأتي اليوم في وقت نجتاز في هذه اللحظات وعلى ما اسماه الرئيس نبيه بري الصديق الكبير بوعد بلفور الجديد لان هناك مئوية بلفور 1917 -2017″.
وقال حمادة: “ان مئوية وعد بلفور لا تعني ان نقل سفارة من تل ابيب الى القدس هي نهاية المطاف، ليس هناك من مستقبل لاسرائيل في هذه المنطقة وكما تعرفون ان نسبة الانجاب للمرأة الفلسطينية هو الاكبر في العالم، المعركة الديموغرافية محسومة سلفا، والخائف من نقلة دبلوماسية او محطة عسكرية وكم من النكبات مررنا بها 1956 – 1967 – 1973 جمدت الوضع، نحن ذهبنا من نكبة الى نكبة ولكن في نهاية الطريق هناك فلسطين عربية ديموقراطية هذا لا يعني اننا ندعو للقضاء على كل يهود العالم لا، ولا مرة كنا هكذا”.
وختم: “ان مثلث بيرمودا الذي سماه وليد صافي نقلا عن نبيل الجسر، هذا المثلث هم لجان الاهل، رابطة المعلمين ورابطة معلمي المدارس الخاصة، ونحن في الوسط نحاول عبر خطة قد تتطلب بعض التدرج بالدفع مع الاحتفاظ الكامل بالحقوق، لن اتراجع عن حق عائلة المعلم ولكن لا اريد ان اقضي على الاهل في لبنان في مرحلة يمر فيها الاقتصاد اللبناني بأسوء ايامه منذ الاستقلال، لذا الصبر والعمل والثقة ومحبتنا لبعضنا البعض بوحدتنا الوطنية وبكل ما تعلمناه من كمال جنبلاط وكل ما دلنا على طريقه وليد جنبلاط انا اهنئكم واهنىء عاليه واهنىء نفسي على هذه الدار واهنىء نفسي سلفا على الثانوية الجديدة المرتقبة.
بعد ذلك قدم درع تقديري للوزير حمادة وازحيت الستارة عن لوحة تذكارية وكذلك جرى وضع حجر الاساس للثانوية بعد قطع قالب الحلوى وحفل كوكتيل وجولة في الدار.