استغرب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “كيف لم يستقل الرئيس سعد الحريري قبل الآن، اذ حصلت اشياء كثيرة في الأشهر الثمانية الأخيرة لا تترك المجال لأحد يحترم نفسه ان يتمكن من الاستمرار”، واعتبر ان “رئيس الحكومة استقال لأن الحكومة لم تكن قادرة على ممارسة صلاحياتها كما يجب، ولأن هناك حكومة ظل تتخذ القرارات”، وشدد على أن “الحل يكون بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى طاولة حوار ببند وحيد على جدول اعمالها هو كيفية العمل لوضع خريطة طريق للانتقال من وضع نصف دولة الى دولة فعلية، مع كل ما يعنيه هذا الكلام”.
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي للقوات اللبنانية في المتن الشمالي، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، النائب ستريدا جعجع، النائب شانت جنجنيان، ومرشح القوات في المتن ادي ابي اللمع وعدد كبير من المحازبين والمناصرين، وقال: “أنا مسرور جدا بهذا اللقاء، فمن سيدني الى ملبورن وصولا الى المتن الشمالي، قضية واحدة، ايمان واحد، عقيدة واحدة، نضال واحد، تنظيم واحد، قوات واحدة، فلا خوف عليك يا لبنان”.
أضاف: “ان احد عناصر قوتنا هو تنظيمنا، فكل وسائل الاعلام تتحدث عن التنظيم الحديدي للقوات، ما يجعلنا نكون بهذه الفاعلية، فالعقيدة والقضية والايمان بدون تنظيم تنتهي بدون فاعلية، وحينها لا يمكننا ان نخدم قضيتنا. المتن الشمالي هو لؤلؤة جبل لبنان، ديموغرافيا وثقافيا وتربويا وانمائيا واقتصاديا، وهكذا نريد ان تكون لؤلؤة القوات اللبنانية تنظيميا”.
وعن الانتخابات النيابية قال: “نشتكي كمواطنين من الوضع الذي نعيشه، من الطرقات وزحمة السير والمياه والكهرباء وعدم توافر فرص العمل، كما نشتكي من نقص الكرامة الوطنية والسيادة في الدولة القوية التي نتمناها جميعنا، ولكن ولا في اي يوم من الايام “النق” والتشكي والتذمر تمكنوا من حل مشكلة، فكل ما نشتكي منه حله في يدنا نحن، مفتاح الحل بين ايديكم، فالسلطة في لبنان موجودة بيد المجلس النيابي الذي ينتخب رئيسا للجمهورية ويسمي رئيسا للحكومة ويعطي الحكومة الثقة او يحجبها عنها، وهو الذي يشرع ويقرر السياسات العامة، ونحن ننتخب اعضاءه الـ128، فبدل “النق” علينا التصويت كما يجب لنغير الوضع القائم، صحيح انه ينقصنا الكثير في لبنان ولكن تتوافر لدينا ديموقراطية فعلية غير موجودة في دول الشرق الاوسط”.
أضاف: “بعد أشهر قليلة لدينا انتخابات نيابية، ونحن قادرون بأيدينا ان نصنع هذا التغيير، فالبعض يقول:”من سننتخب؟ ما كلن متل بعضن”، ولكن هذا غير صحيح، فالقوات ليست “كلن متل بعضن”، ولا سيما بعد ما شهدتموه من ممارسة وزراء القوات هذا العام أو ما قامت به القوات في الاعوام الماضية، فأنتم قادرون على القيام بعملية تغيير كبيرة مع القوات اللبنانية اذ سيكون لدينا مرشحون في كل مناطق لبنان وحيث لا يجرؤ الآخرون، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وفي المتن الشمالي وحيث لا يجرؤ الآخرون، تريدون التغيير انتخبوا قوات لبنانية، ان مرشحنا في المتن الشمالي هو رفيق النضال ادي ابي اللمع، فرصة التغيير بين ايدينا فلنتوجه الى صناديق الاقتراع وننتخب قوات لبنانية لنحقق ما نريده”.
وعن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، استغرب “كيف لم يستقل الحريري قبل الآن، اذ حصلت اشياء كثيرة في الأشهر الثمانية الأخيرة لا تترك المجال لأحد يحترم نفسه ان يتمكن من الاستمرار، فنحن كقوات حاولنا ان نصنع تغييرا في مجالات كثيرة، نجحنا في بعضها وفشلنا في البعض الآخر، وكما رأيتم في آخر اسبوعين او ثلاثة طرحنا نحن موضوع الاستقالة من هذه الحكومة اذا كانت ستستمر على هذا الشكل، وابلغنا من يعنيهم بالامر”. وأشار الى ان “رئيس الحكومة استقال لأن الحكومة لم تكن قادرة على ممارسة صلاحياتها كما يجب، ولأن هناك حكومة ظل تتخذ القرارات، فجيشنا مثلا يتوجه الى القتال في معركة “فجر الجرود” التي هي من اهم خطواتنا العسكرية، ولكن قام “حزب الله” باستثمار ومصادرة نتائج هذه المعركة وفاوض مع فلول “داعش” ليس لصالح الشعب اللبناني بل لصالح أمور أخرى لا علاقة للبنان بها، فكيف تريدون من رئيس حكومة ان يصمد في ظل تصرفات بهذا الشكل؟”
وقال: “منذ سبعة أشهر حتى اليوم، يقوم بعض الوزراء بزيارة سوريا ونظام الأسد وكأن هناك دولة في سوريا، بينما في الواقع هناك جيوش ايرانية، تركية، اردنية، اميركية وروسية، وفي الوقت عينه يضغطون من داخل الحكومة لتعيين سفير للبنان في سوريا ليقدم اوراق اعتماده، وهنا نسأل: لدى من سيقدم اوراق اعتماده؟ إذ لا يوجد دولة في سوريا، والمفاوضات تحصل بين تركيا وروسيا او بين روسيا واميركا او اطراف آخرين، وآخر من يعلم بها هي مجموعة بشار الأسد، في حين ان البعض هنا يريد فرض تعيين سفير للبنان هناك”.
واعتبر أن “الحل يكون بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى طاولة حوار ببند وحيد على جدول اعمالها هو كيفية العمل لوضع خريطة طريق للانتقال من وضع نصف دولة الى دولة فعلية، مع كل ما يعنيه هذا الكلام، والا سنبقى مستمرين على المسكنات والمهدئات بينما المرض يفتك بلبنان من حصارات وعقوبات وغياب سواح واستثمارات واموال ضائعة وغيرها، فلماذا علينا ان نتحمل كل ذلك؟ من اجل معادلات يسمونها ذهبية بينما في الواقع هي خشبية او بالأحرى تدميرية واكبر دليل هو الوضع الذي اوصلتنا اليه، فنحن لدينا معادلة وحيدة قائمة هي: شعب لبناني مع دولة لبنانية يحكمها دستور وقوانين لبنانية ونقطة على السطر”.
وختم جعجع: “الأمل كبير، صحيح اننا غارقون في هموم يومية ولكنها ليست عضوية بل مفتعلة من جراء عدم وجود دولة فعلية، وفي نهاية المطاف لن يصح الا الصحيح، وسنحقق الحلم الذي بدأ به بشير الجميل ونحقق لبنان الذي نريد وسنستمر”.