اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن “ما كان مستحيلا إنجازه في قانون انتخابي جديد تحقق في فترة قياسية، ما شكل مدخلا للتجديد في البنية التشريعية لأنها الركن الاساس للتعبير الحقيقي عن إرادة اللبنانيين”.
موقف الرئيس عون نقله عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بعد استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث اجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والاوضاع المحلية.
بعد اللقاء، أدلى الوزير الخازن بالآتي: “تشرفت بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون عشية مرور سنة على تسلمه مقاليد الحكم، مثنيا على الانجازات التي حرص على تحقيقها قبل الانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2018. كما اعتبر فخامة الرئيس أن ما كان مستحيلا إنجازه في قانون انتخابي جديد، تحقق في فترة قياسية، ما شكل مدخلا للتجديد في البنية التشريعية لأنها الركن الاساس للتعبير الحقيقي عن إرادة اللبنانيين”.
أضاف: “في رأيي أن إنجاز الاستحقاق الانتخابي هو السبيل الوحيد للتخلص من آفة الفساد المستشري ويمهد لقيام حكومة جديدة تنسجم مع تطلعات العهد التي يسعى اليها فخامة الرئيس عون بكل طاقته لإحداث النقلة المنشودة، وصولا الى انتظام عمل المؤسسات الرسمية وإعادة الثقة بالدولة التي طال انتظارها”.
ولفت الى ان “فخامته ابدى اصرارا على إيلاء ملف النازحين أهمية قصوى، مستعجلا إنهاءه بأسرع وقت ممكن، وعودتهم الآمنة والمطمئنة الى ديارهم، بعدما اطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل العنان محذرا من النتائج التي بدأنا نعاني منها”.
الى ذلك، اكد الرئيس عون “اهمية السياحة في تعزيز الصداقات بين الشعوب”، معتبرا أن “لبنان الذي يجمع الحضارات الحديثة والقديمة، انطلقت من ارضه الحضارات الاولى وانتشرت في العالم”.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من جامعة الحكمة برئاسة الاب خليل شلفون ورئيس جامعة لوزان للعلوم الفندقية الدكتور ارنست بروغر وممثلي جامعات عربية وغربية من كل من تايلاند ومكسيكو والسعودية والصين والجزائر والهند وسويسرا، المتعاونة مع جامعة لوزان، والذين يعقدون مؤتمرهم السنوي في كلية العلوم الفندقية التابعة لجامعة الحكمة بإشراف عميد الكلية الدكتور طانيوس قسيس.
وفي مستهل اللقاء، ألقى الاب شلفون كلمة، فقال: “هذا الوفد الوافد اليكم من جامعة الحكمة، يضم رؤساء كليات ومدراء معاهد من احد عشر بلدا تجمعهم علاقات تعاون اكاديمي مع معهد لوزان الفندقي في سويسرا، وهو الاعرق والاشهر عالميا في هذا الاختصاص منذ عام 1893، وهم من مختلف الثقافات والحضارات واللغات والاديان. لقد رغبنا في ان نتوج اعمال مؤتمرنا الدولي الذي عقد في كلية العلوم الفندقية في جامعة الحكمة بزيارة فخامتكم لاطلاعكم على روحية عملنا المشترك الذي يندرج في خدمة النشاط السياحي الذي يعني الانفتاح على الآخر وثقافته وتراثه وغناه، بعيدا عن العنف والتطرف. فالعالم اصبح في محيط آمن تتقرب الشعوب فيه من بعضها البعض وتتخطى كل الحواجز البشرية”.
اضاف: “لقد كان لنا في مؤتمرنا خلال هذين اليومين، والذي يتم لاول مرة في لبنان، أن نقرأ معا مناهجنا المتقابلة والمتداخلة وان نتبادل التجارب والخبرات، بغية تصويب افضل يهدف الى إعطاء هذا القطاع كل ابعاده الانسانية الثقافية والمهنية. فالقطاع السياحي مع إدارة الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية عامة، اصبح اليوم رافعة اساسية للنهوض الاقتصادي في الكثير من البلدان وحافزا للتنمية المستدامة. وإن ما يهمنا حقا هو لقاء الانسان بأخيه الانسان لمعرفته واحترامه وقبوله كما هو، وهذا ما ترددونه دائما يا فخامة الرئيس من خلال سعيكم الحثيث لاعتماد لبنان دوليا، مركزا لحوار الحضارات والثقافات والاديان. وهو ما نريده جميعا ونعمل من اجله باستمرار، وما هذا المؤتمر الدولي وهذا الوفد الكريم سوى تكريس لرغبتكم الرئاسية الجليلة”.
وتحدث الدكتور بروغر عن “دور لبنان السياحي والدعم الذي تلقاه الكلية الفندقية في جامعة الحكمة”، وقال: “إن المؤتمرين اختاروا لبنان لعقد مؤتمرهم لإيمانهم بدور هذا البلد الذي اكتسب من خلال رئاستكم اهمية خاصة، كبلد للحوار والانفتاح، وها نحن نضع خبرتنا بتصرف لبنان ومؤسساته الجامعية وشبابه”.
ورد الرئيس عون شاكرا للوفد زيارته، منوها ب”أهمية المؤتمر الذي يعقد في بيروت”، وقال: “ان السياحة تعكس تلاقي الانسان مع أخيه الانسان واكتشاف حضارات وثقافات وعادات الدول وشعوبها، ما ينشئ صداقات تشكل السياحة اساسا لها”.
وقال: “سعينا لجعل لبنان مركزا امميا لحوار الاديان والحضارات والاعراق، لايماننا بدوره المميز في محيطه والعالم، وهو مهد حضارات كثيرة انطلقت من ارضه وعمت العالم”. ونوه ب”دور جامعة الحكمة في الحياة التربوية الجامعية اللبنانية”.
واستقبل الرئيس عون المعتمد البطريركي للكرسي الانطاكي في موسكو المطران نيفون صيقلي، الذي عرض معه “الاوضاع العامة والعلاقات اللبنانية-الروسية على المستويين الرسمي والكنسي”، كما شكره على منحه “وسام الاستحقاق اللبناني المذهب لمناسبة مرور 40 عاما على خدمته الاسقفية في موسكو”.
واستقبل الرئيس عون، المدير العام لمؤسسة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس العميد وليم مجلي والدكتور مناف منصور، اللذين قدما لرئيس الجمهورية النسخة الاولى من الكتاب الذي اعده الدكتور منصور، بعنوان “عصام فارس وبناء الدولة الحديثة”، وهو من جزئين و600 صفحة يتضمن مقدمة ودراسة عن الرئيس عصام فارس وانجازاته ومواقفه وتصريحاته ومحاضراته في لبنان والخارج، والنهج الذي رسمه لبناء الدولة الحديثة بالفعل لا بالقول لاسيما من خلال ترؤسه اللجان الوزارية في الحكومات التي كان عضوا فيها.
واشار الدكتور منصور الى أن “الكتاب يعرض لأبرز المهام التي تولاها الرئيس فارس، لا سيما منها كونه اول نائب رئيس وزراء يمثل لبنان في الامم المتحدة، وكذلك تمثيل الحكومة في جلسات الاستجواب النيابية وفي توقيع اتفاقيات دولية باسم لبنان بتفويض من مجلس الوزراء”.
هذا، وستعقد ندوة في 14 تشرين الثاني المقبل في نقابة الصحافة لاطلاق الكتاب.
وقد نوه الرئيس عون ب”الدور الذي لعبه الرئيس فارس ولا يزال في خدمة لبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وبالمواقف الوطنية التي اتخذها في مختلف المناسبات”، معتبرا ان “هذا الكتاب يؤرخ من خلال مواقف الرئيس فارس لمرحلة مهمة من تاريخ لبنان”.
الى ذلك، ابرق الرئيس عون الى نظيره الصيني شي جين بينغ مهنئا لمناسبة إعادة انتخابه أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لفترة ثانية، في الجلسة الأولى للجنته المركزية التاسعة عشرة، وأكد “القيام بكل ما من شأنه دعم جهود العمل المشترك الذي يرتقي بالعلاقات بين لبنان والصين الى اسمى مراتب التعاون المثمر، خصوصا في مقاربة التحديات التي تواجه بلدينا، انطلاقا من قيم السلام والعدالة والحق التي تجمعنا.”