افتتح ممثل رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب وائل أبو فاعور أمانة السجل العقاري ودائرة المساحة في راشيا، في حضور وزير المالية علي حسن خليل، باحتفال أقامته وزارة المالية والمديرية العامة للشؤون العقارية واتحاد بلديات جبل الشيخ وبلدية، برعاية جنبلاط.
وشارك بالاحتفال، النواب: أنطوان سعد، زياد القادري، أمين وهبي وروبير غانم، النائب السابق ناصر نصرالله، مفتي راشيا الشيخ أحمد اللدن، المطران جوزيف معوض، المطران عصام درويش، محافظ البقاع أنطوان سليمان، الرئيس الأول لمحاكم البقاع القاضي أسامة اللحام، القاضي أنطوان أبو زيد، القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، القضاة: اسدالله الحرشي، إبراهيم اللدن، عبد المجيد سالم، عباس ذيبي وحسن فرحات، الإكسيرخوس ادوار شحاذي، الاب ابراهيم كرم، لفيف من المشايخ وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي، نائب رئيس “منتدى التنمية اللبناني” وهبي أبو فاعور، الناشط السياسي علي حسين الحاج، منسق تيار “المستقبل” محمد حمود، رئيس اقليم حزب “الكتائب” فراس عجمي وعضو المكتب السياسي فرج كرباج، مسؤول حركة “أمل” الشيخ حسن اسعد، مسؤولو الأحزاب: “الجماعة الإسلامية” علي أبو ياسين، “القوات اللبنانية” مفلح مفلح، تيار “المردة” موسى زغيب، “الشيوعي اللبناني” شربل صابر، “الديمقراطي اللبناني” يحيى حمص و”السوري القومي الاجتماعي” نزيه العريان.
وبداية، تحدث الزميل عارف مغامس كلمة، سائلا: “من اين للوطن أن يكون كبيرا، إذا لم يبتكره الكبار؟”، أعقبه رئيس بلدية راشيا بسام دلال، فقال: “نلتقي لنفتتح صرحا اداريا جديدا، حتى يستطيع كل أبناء راشيا وجوارها، أن يقولوا اننا نستعيد بعضا من حقوقنا، ونرى مؤسسات الدولة الخدماتية حاضرة، لتؤكد رعايتها لابنائها وتخفيف العناء”، معربا عن “شكر أهالي راشيا للنائب جنبلاط، ولجهود النائب أبو فاعور والوزير علي حسن خليل”.
رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، قال: “في خضم ضجيج ما قبل الانتخابات والحديث عن انجازات بعضها دون كيشوتية، وفي وقت لا زالت تتردد فيه أصداء بعض الخطابات والبيانات الموتورة، يصدح القول والفعل في منطقتنا، لان سفينة إنمائنا يقودها نائب صدق ما عاهد الله عليه، بتوجيهات النائب وليد جنبلاط، الذي عزز مؤسسات الدولة، والانماء قولا وفعلا ورؤيا وتخطيطا، وليس خدمات ضيقة ومشاريع غير مستدامة”.
وألقى وزير المالية كلمة، فقال: “إن شرفاء هذا الوطن الذين رفعوا الصوت عاليا دفاعا عن قضايا الناس المحرومة والبعيدة عن القرى والمدن النائية، نقدم اليوم خطوة متواضعة لكنها اساسية في سياق مشروع واضح، بأن نعمل بكل جد على تطوير مناطقنا دون استثناء، على تطويرها في تأمين الخدمات بأقل كلفة ممكنة، والوصول الى تلبية احتياجاتها. وواحدة من هذه القضايا الاساسية، التي لا تقوم عليها الدولة بواجباتها كما يجب، فاللامركزية الادارية تخدم الناس، ولا تفرق بينهم على المستوي السياسي او الانمائي”.
أضاف: “نحن نريد ان نمارس هذا الالتزام بوعينا الاكيد، الذي نحرص فيه على وحدة الدولة وعلى وحدة مؤسساتها. اليوم امام السجل العقاري ودائرة المساحة في راشيا هي خطوة ستساعد الناس على تخفيف اعبائهم، من الانتقال الى مركز المحافظة، ويجب ان تتلوها خطوات تطويرية، ليس فقط في راشيا، بل اقول بكل ثقة، وانا متفق مع معالي الوزير ابو فاعور ونواب المنطقة، ان يكون مركز للسجل العقاري في جب جنين، وهي ايضا استكمال لهذا المشروع، ليس على قاعدة ان نقسم، بل على قاعدة ان نسهل بين الناس لتزداد علاقاتهم قوة، بعيدا عن اي فرز طائفي او مذهبي او سياسي. لان الاساس في عملنا هو كيف نصل الى ارضاء هؤلاء الناس، وهذه الامر يحتاج الى جهد استثنائي نستكمل به ما بدأناه”.
وتابع: “وصية الرئيس نبيه بري كانت والشيخ قبلان قبلان يشهد، ان البقاع الغربي وراشيا، هو توأم الجنوب، لقد دفع معه ضريبة الدم في مواجهة العدو الاسرائيلي، دفع ضريبة الصمود، وبالتالي كل خدمات الجنوب هي ايضا للبقاع الغربي وراشيا، لأنها جزء من مشروع المواجهة المفتوحة على مستوى الوطني”.
وأردف: “هذه هو التزامنا، وهذا هو خيارنا، يا اهلنا في راشيا. معكم اليوم نجدد بعضا من ثوابتنا في الدفاع عن لبنان، الذي نضالنا من أجله، وخضنا المعارك الكبرى على كل المستويات في السياسة وغيرها، من اجل ان يبقى وطننا واحدا موحدا لجميع ابنائه، لهم كل الحق في ان يمارسوا ما لهم وما عليهم بكل ثقة وبكل التزام وطني”.
وقال: “نجدد معكم ايماننا بان لا قيامة لهذا الوطن الا بوحدة ابنائه، الا بتكريس استقراره، الذي لا يقوم الا على قاعدة المصالحة والتزام الخيارات الوطنية الكبرى، لنتجاوز كل مشاكلنا، التي مرت على مستوى الاعوام والعقود الماضية. معكم نريد ان نؤكد ان لبنان، لا يقوم بالاحقاد، وان السياسة لا تمارس باستحضار المشاهد السوداء، بل ان نستفيد من التجارب لنقفز فوق مشكلاتنا نحو رحاب وطنية، وخطاب وطني بعيد عن التعصب الاسلامي الاسلامي او الاسلامي المسيحي. ونرفض اي مس بالانجازات الوطنية الكبرى، التي تحققت بجهود القادة والزعماء، الذين اثبتوا وعيا وطنيا عميقا، يوم تجاوزوا كل المشكلات من اجل المصالحة، ومن اجل تكريس منطق الوحدة على مستوى هذا الوطن، لبنان”.
أضاف: “من الجبل الاشم الذي كان مع الضاحية في موقع المواجهة الواحدة دفاعا عن لبنان، عن وحدته، عن بقائه، عن قيام الدولة فيه، اليوم نقول اننا حريصون على سلمنا الاهلي، ووفاقنا الوطني وميثاقنا الوطني، الذي ارتضيناه، ولن نرضى ابدا ان نتجاوز هذا الامر، او ان نسمح باعادة الخطاب الى مرحلة الانقسام والتباعد بين اللبنانيين”، مؤكدا “نحن ما زلنا على مستوى وطننا لبنان، في مواجهة حقيقة مع يجري على مستوى المنطقة، في تحد حقيقي في مواجهة الارهاب، اولا الذي توحد حوله كل اللبنانيين، واعتبروه يمس بقوتهم وخصوصياتهم بتجربتهم الغنية، هذه التجربة التي نراها اليوم في هذا المشهد الجامع، وعلينا ان نعي ان صورة هذا الاجتماع اليوم بتنوعه هي الصورة المفقودة في العالم العربي اليوم، وربما على مستوى العالم. هي نموذج ان يلتقي رجال الدين مسلمين ومسيحيين على اختلاف مذاهبهم، يتوحدون تحت عنوان مشروع او قضية او حدث، هذا امر على بساطته بالنسبة الينا، لأنه يعكس جوهر ابناء هذه المنطقة. هو انموذج للعالم في مقابل ما يحاك له من فرز على قواعد مذهبية او طائفية او عنصرية”.
أضاف: “مشهدكم اليوم، هو اكبر رد على كل الذين يشككون في الداخل وفي الخارج، بقوة لبنان وبقدرته على ان ينهض من مشكلاته. وها نحن بالامس قد تجاوزنا مشكلا دستوريا ماليا عمره اكثر من 13 عاما، عبر اقرار الموازنة. هو عرف بسيط في عرف الدول، وفي انتظام عملها، لكن في بلد وصل الى مستوى الاشتباك السياسي فيه الى تعطيل المؤسسات اصبح حدثا اسثنائيا”، لافتا إلى أن “ما اقدمنا عليه هو تجديد ثقتنا انه لا خيار لنا سوى اعادة الانتظام والقوى الى المؤسسات الدستورية والرسمية. وحدها الدولة وانتظام عملها هو ما يحمي وما يقوي مناعة هذا الوطن، واعادة ثقة ابنائه فيه، على اختلاف انتماءاتهم. وهنا وعد منا بان نعمل بكل جد مع شركائنا وحلفائنا في هذه الحكومة، بان نصوب اي اختلال يمس صورة الدولة ومؤسساتها او احترام القواعد الدستورية والقانونية في التعاطي مع الملفات، التي تطرح اليوم. الحكم يجب ان يكون هو الدستور، والحكم يجب ان يكون القوانين الراعية، التي وحدها يجب ان تحترم، خدمة للناس”.
وأكد “ملتزمون ايضا، بالعمل على اقرار موازنة العام المقبل في اسرع وقت، وقبل نهاية العام، وفيها يجب ان يكون خطة انمائية تطال كل المناطق، ويكون لراشيا وللبقاع الغربي حصة اساسية فيها. اليوم ايضا الحكومة تناقش مشروع تنمية كبيرة على مستوى الوطن، وهنا ايضا مطلوب من النواب والفاعليات والوزراء ان ينخرطوا بشكل جدي في النقاش، لكي يؤمنوا ما يستطيعون وما تحتاجه هذه المنطقة من مشاريع كبرى اساسية تنقل فيها مستوى الحياة من مكان الى مكان اخر. وأعدكم انني سوف اكون صوتا اضافيا لمنطقة راشيا والبقاع الغربي في هذه الخطة”.
وختم “مرة جديدة أعبرعن تقديري للشراكة الكبيرة والعميقة والقائمة بيننا وبين الزعيم وليد جنبلاط، من خلال التزامنا بقضايا الوطن والقضايا التي تحمي لبنان”.
من جهته، قال ابو فاعور، في كلمته متوجها إلى خليل: “تأتي حاملا راية الدولة التي انتظرناها طويلا، وحاملا راية الإنماء المتوازن وإقناع المواطن في الريف، بأنه ينتسب فعلا إلى دولة، وليس على ضفافها. تأتي حاملا راية الوجه، الذي حمل أمانة الإمام موسى الصدر، حاملا أمانة الرجل الذي اسميته سابقا واسميه اليوم أنه يعسوب الوحدة الوطنية، وصمام امان الوحدة الوطنية وحاميها. حاملا راية الرجل الصديق الصدوق والحليف الوثيق لوليد جنبلاط راية الرئيس نبيه بري”.
أصاف: “اذا كان هناك من يغتاظ من الشراكة والحلف بين نبيه بري ووليد جنبلاط، فعلى مقولة أبو عمار فليشرب ماء البحر. اذا كان هناك من يعتقد أنه يمكن أن يأتي يوم تنفك فيه عرى التحالف بين جنبلاط وبري هو واهم، نحن والرئيس بري لسنا في نزهة عابرة، فبيننا سياق وتاريخ نضالي طويل، لأجل تغيير وجهة هذا النظام الطائفي والطبقي والمناطقي، وما وصولك اليوم، ممثلا أولا وأخيرا الدولة اللبنانية إلى راشيا، وغدا إلى البقاع الغربي والى كل المناطق اللبنانية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، الا تحقيقا لهذه المسلكية، وهذا السعي الذي يتكامل مع الجهود، التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري القابض على جمر الوحدة الوطنية، وعلى حرصه على الاستقرار والتفاهم بين اللبنانيين”.
وتابع: “نسعى لأجل أن نحفظ الاستقرار في هذا الوطن، والاستقرار لا يحفظ بالخطابات، بل يحفظ بالخيارات الوطنية والمصالحة، وهذه مناسبة اليوم، لكي نشكر كل المواقف التي صدرت الاسبوع الماضي، من أحزاب وقوى سياسية ومرجعيات وشخصيات أعادت التأكيد والتمسك بالمصالحة، التي رسخها رجلان كبيران: البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والنائب وليد جنبلاط. المصالحة التي تابعناها مع البطريرك بشارة الراعي، والتي نتمسك بها اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولا نعتبر انها تخضع للسياسيات، ولا للتزاحم الإنتخابي، فهي فوق السياسة والانتخابات والمقاعد النيابة، وهي مناسبة اليوم لكي نشكر كل المواقف، التي صدرت سواء من القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار وحزب الكتائب والشيخ أمين الجميل وغيره من الشخصيات، التي أكدت على هذه المصالحة”.
وختم “هنا استغل الفرصة لكي أقول: نحن ومن باب إعلائنا شأن المصالحة فوق اي شأن اخر، ومن باب تأكيدنا وتمسكنا بها، وهي اصبحت واقعا يوميا يعيشه أهالي الجبل، بعيدا عن السياسة والسياسيين. هذه المصالحة لأجلها سنعتبر الكلام، الذي سمعناه الاسبوع الماضي اننا اسأنا فهمه، وأننا فسرناه على غير محله، ونحن كنا وما زلنا نعتبر أن التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون هما من شركاء المصالحة”.