استقبل لبنان الرسمي والشعبي، مساء اليوم، جثامين عائلة شقير الستة، ضحايا الاغتراب اللبناني الذين قضوا منذ أربعة أشهر، في حريق برج غرينفيل في العاصمة البريطانية لندن، وهم: باسم طعان شقير (مواليد 1976) وزوجته ناديا (مواليد 1984) وبناتهما ميرنا (14 عاما) وفاطمة (11 عاما) وزينب (3 أعوام) ووالدة ناديا سرية (مواليد 1956).
وقد حطت الطائرة التابعة لطيران الشرق الأوسط، في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، حوالى السابعة والنصف من مساء اليوم، وسط جو من الحزن والأسى خيم على المستقبلين، وفي مقدمهم وزير الزراعة غازي زعيتر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة حركة “أمل”، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، المقدم ادمون كعدو، وفد من بلدية نحلة البقاعية وذوو الضحايا.
وقال اللواء خير: “نقلنا اليوم جثامين كوكبة من شهداء الاغتراب اللبناني في بقاع الأرض، حيث كتبت علينا ضريبة الانتشار في كل العالم. وبتوجيه من دولة الرئيس سعد الحريري نستقبل ستة شهداء لبنانيين قضوا في لندن منذ فترة، بعدما كنا قد سافرنا بعيد الحريق إلى لندن لمتابعة الوضع عن كثب، وللتخفيف عن كاهل أهل الضحايا هذه المعاناة الجلل. ونسقنا مع القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية الاستاذ مازن كبارة والجالية اللبنانية وأقرباء الضحايا الموجودين في لندن وأكملنا الاجراءات كافة. واليوم نستقبلهم على أرض الوطن الذي طالما اشتاقوا إلى ربوعه، ملفوفين بعلمه الحبيب، ليواروا الثرى بين حبات ترابه الغالية”.
أضاف: “نؤكد اليوم كهيئة عليا للاغاثة، وبتوجيهات دولة الرئيس سعد الحريري، اننا لن نترك لبنانيا واحدا في لبنان وخارجه، إلا وهو من اهتماماتنا، لن نتخلى عن واجبنا اتجاهه مقيما كان ام مغتربا”.
وختم متقدما ب”العزاء باسمي وباسم دولة الرئيس، من أقرباء وأهالي بلدة نحلة البقاعية، سائلين الله الرحمة للضحايا ومثواهم الجنة”.
كما تحدث الوزير زعيتر فتوجه بالعزاء لأهالي الضحايا “في هذه الفاجعة التي حصلت في لندن”. وقال: “نأمل أن تكون هذه الكارثة هي آخر الكوارث بحق المغتربين اللبنانيين. وكما تعلمون فهناك حوادث قتل وحوادث طيران دفع اللبنانيون ثمنها، وهذه ضريبة الهجرة التي يقومون بها”.
ودعا “الحكومة اللبنانية والدولة إلى الاهتمام بهذا الموضوع أكثر، وخصوصا على صعيد عودة المغتربين، فنحن لسنا ضد الاغتراب انما معظمهم يسعى وراء لقمة العيش، وأذا ما وفرنا لهم هذه اللقمة في وطنهم لبنان، نكون بذلك نخفف باب الهجرة وبالتالي نخفف مثل هذه الاحداث الأليمة التي تحصل، كما يجب ألا ننسى الجرائم التي ترتكب بحق اللبنانيين في الخارج بقصد السرقة والنهب”.
وتوجه زعيتر بالعزاء لكل اللبنانيين بهذه الفاجعة، وشكر الرئيس الحريري واللواء خير على مواكبة “هذا الحدث المأساوي منذ البداية، وعلى جهودهما، على أمل ألا تتكرر هذه المأساة بحق شبابنا والعائلات اللبنانية الموجودة في الاغتراب”.
كذلك تقدم الوزير الحاج حسن ب”العزاء من أسرة الشهداء فالمصاب كبير جدا”. وقال: “كل اللبنانيين في الأغتراب يعانون نتيجة الأزمات الأقتصادية والأجتماعية والأمنية والحروب في المنطقة، التي أدت إلى هجرة سابقة وهجرة حاليا، واللبنانيون يبحثون دائما عن فرص عمل في الخارج، ونأمل أن يحل هذا الأمر، أما الآن فالوقت للحزن والعزاء لعائلات ستة لبنانيين سقطوا ضحايا، نتيجة احتراق مبنى في لندن، وهذ اللحضات هي لحظات عزاء للعائلة الكريمة وتضامن وطني”.
وتحدث باسم العائلة المحامي رياض شقير، فقال: “بمزيد من الألم ننعي لوطننا لبنان، كوكبة من أبنائه، من أبناء آل شقير وبلدة نحلة البقاعية، كلمتنا لولا أن الموت حق وكل نفس ذائقة الموت، لكان حزننا لا يقاس، لكننا لسنا أول من فقد قريبا، إذ أنه من دواعي فخرنا أن يكون فقدانهم في سبيل لقمة العيش، وهذه ضريبة المغترب اللبناني، إذ أنه بدمائهم تخلق الأوطان، فيا رباه رحمتك الواسعة، وتقبل منا هذا القربان”.