اطل الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله اليوم، متحدثا في اختتام مسيرة العاشر من محرم التي جرت في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط حشد جماهيري كبير.
وشدد على انه “علينا ان نقول الحق ولو كان مكلفا، وحتى لو أزعج كثيرين في هذا العالم، فالحياة مع الظالمين هي حياة الضجر والسآمة”.
وقال: “ان داعش من أسوأ الظواهر التي برزت في منطقتنا، انظروا الى حجم الخسائر والدمار الذي ألحقته في مناطقنا، وبالإسلام وبرسول الله، والى حجم الخدمات التي قدمتها لأميركا وإسرائيل وأعداء الأمة”.
ودعا الى “مواصلة المعركة في كل مكان للقضاء على داعش والإنتهاء منها، وايضا في مراجعة هذه الظاهرة التي أوجدها ومولها ومكنها وساعدها، فهذا الامر لا يجوز أن يمر، إذ هناك الآلاف قتلوا ومدن دمرت والذين أوجدوا داعش وسهلوا لها يجب أن يعرفهم العالم، سواء كانوا قوى إقليمية أو محلية من اجل معاقبتهم، وان لم يكن معاقبة على المستوى الدولي فعلى الأقل محليا وإعلاميا، ويجب أن يعقد علماء ونخب وشباب وقوى الإسلام السياسية مؤتمرات لدرس هذه الظاهرة”.
وتابع: “ان داعش هي امتداد للمد التكفيري وأساسه الوهابية، والذي يمكن أن ينتج داعش في كل زمان ومكان”.
وشدد على اتخاذ موقف حاسم من داعش وظاهرتها.
وعن إسرائيل، قال: “انها لا تتوانى عن توجيه التهديدات للبنان، وهي تواصل عدوانها في سوريا وتواصل خروقاتها في لبنان”.
وتابع: “معركتنا هي مع الغزاة الصهاينة وليست مع اليهود كأتباع دين سماوي، فالحركة الصهيونية استغلت اليهود من اجل إقامة مشروع احتلالي خدمة للانكليز قبل مئة عام ولاحقا خدمة للسياسة الأميركية”.
وخاطب اليهود قائلا: “استخدموكم وقودا للمشاريع والسياسات الأميركية التي تستهدف شعوب المنطقة، وإذا لم تقم شعوبنا لمواجهة العصابات الصهيونية فإنهم يتهموننا بالعداء للسامية”.
وتابع مخاطبا علماء اليهود ومفكريهم قائلا: “من جاء بكم خدمة لمصالحه يعملون على دماركم في هذه الأرض، ان الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو تقودكم الى الدمار، فهو لا يخطط إلا بالحرب، أنه يعمل على دفع المنطقة الى حرب جديدة مع ترامب، وأنا اقول لكم انكم ستدفعون الثمن غاليا نتيجة سياسات نتنياهو الحمقاء، كما انه يدفع باتجاه حرب على سوريا وغزة بدعوى حرب استباقية”.
ودعا اليهود غير الصهاينة الى ان يعزلوا حسابهم عن حساب الصهاينة، كما دعا “الذين جاؤوا الى فلسطين المحتلة الى مغادرتها والعودة الى البلدان التي جاءوا منها حتى لا يكونوا وقودا لحرب تأخذهم اليها حكومة نتنياهو الحمقاء”.
وتطرق السيد نصر الله الى ما جرى في العراق وسوريا ولبنان، وقال: “لو لم يعتمد هؤلاء على أنفسهم واستعانوا ايضا بإيران وروسيا وفصائل المقاومة العراقية وألوية المجاهدين افغانيين وباكستانيين والمقاومة في لبنان، ولو لم يعتمدوا مساعدة هؤلاء لكانت داعش موجودة وتتمدد”.
وقال: “ان الذي غير الوضع هو اتحاد هؤلاء على أنفسهم وعلى حلفائهم. التقسيم سيحصل إذا اعتمدتم على اميركا، لأن المشروع الحقيقي في المنطقة هو مشروع اميركا لتقسيم المنطقة”.
وخاطب شعوب المنطقة، قائلا: “لا تثقوا بالأميركيين أو تراهنوا عليهم”، مطالبا إياهم ب “الإعتماد على النفس والإستعانة بالحلفاء”.
وأكد ان “الإدارة الأميركية الحالية هي سبب هذه المآسي في منطقتنا، فهي تحضر الى حروب جديدة ليس في منطقتنا بل في العالم سواء في كوريا الشمالية أو الصين أو فنزويللا وغيرها”.
وجدد إدانته العدوان الأميركي – السعودي على اليمن وشعب اليمن، وإدانة المجازر اليومية الذي يرتكبه هذا العدوان بحق هذا الشعب، داعيا الى “وقف هذه الحرب الظالمة التي لم يحقق فيها السعوديون أي نجاح أمام صمود شعب اليمن”.
ولفت الى ان “جنوب اليمن الذي أخذ خيارا آخرا صار محتلا ومصادرا”.
وطالب العالم بـ “النظر الى شعب البحرين المحاصر، والذي يزج بعلمائه وشعبه ونسائه في السجون”، مستذكرا الشيخ عيسى قاسم المحاصر وعائلته، “في وقت تفتح أبواب التطبيع مع الصهاينة بالرقص والأفراح”.
وأعرب نصر الله عن تضامنه مع المسلمين في ميانمار، “الذين قتلوا وتم تهجيرهم من قبل نظام مجرم وفاشي، وما هذه الفاجعة إلا من نتائج فشل منظمة دول العالم الإسلامي”، داعيا الى “انقاذ هؤلاء المسلمين قبل أن يقتلوا جميعا”، محذرا من “تحويل الصراع الأميركي-الصيني هناك وإدخال العالم في صراع وكأنه بوذي-إسلامي”.