أخبار عاجلة

باسيل في مؤتمر الطاقة الاغترابية: لمنع توطين أي لاجئ او نازح واستعادة المنتشرين جذورهم لتكون معادلتنا الثلاثية مكتملة “أرض، دولة وانتشار”

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن “لبنان الأرض لن يمحى من الجغرافيا، أما لبنان الشعب فيمكن أن يستبدل، إذا لم ندافع عن “اللبنانية” إلى حد الشهادة، بمنع توطين أي لاجئ او نازح واستعادة المنتشرين جذورهم لتكون معادلتنا الثلاثية مكتملة: أرض، دولة وانتشار”.

واعتبر أن “اللبنانيين أثبتوا قدرة إستثنائية على العيش معا، دون أن تعني هذه القدرة على التسوية والتكيف قدرة على التكيف مع الفساد”، لافتا “وعلينا أن نعترف أن هذه القدرة على التكيف على خصائص بعضنا، لم تتحول الى قدرة على التكيف مع منطق الدولة، وهذا تحدينا القادم”، مشيرا إلى أن “هذا “العيش معا” هو إرث تاريخي، علينا تناقله بين أجيالنا وعدم التفريط به تحت وطأة العصبيات والمزايدات، وهو مفخرة وطنية نتباهى بها أمام كل العالم. يبقى أن ترجمته، لا تكون إلا بالمناصفة الفعلية في السياسة والإدارة، وضمانته هي فقط دولة الحق”.

ورأى أن “لبنان بسبب صغر مساحته وقلة موارده وقدرة شعبه، أوجد توازنه الداخلي بهجرة أبنائه الى الخارج واندماجهم في أوطانه، وهو في الوقت نفسه، بلد مضياف، محب للغريب، معطاء وإنساني، يحس مع كل مظلوم ويأوي كل طالب للحرية، ولكنه يرفض الإندماج الجماعي لشعوب على أرضه ويقاوم التوطين، لجوءا أو نزوحا حتى الشهادة”.

مواقف باسيل جاءت في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطاقة الاغترابية المنعقد في فندق بيلاجيو في لاس فيغاس الأميركية، حيث قال: “أيها اللبنانيون، يا أبناء اللبنانية: نلتقي اليوم في المؤتمر الثاني للطاقة الإغترابية في اميركا الشمالية، وقد تضاعف عددنا عن المرة الأولى في نيويورك، وبعضنا لم يكن مصدقا وقتهااننا سننجح تمويلا، تحضيرا وحضورا. وبعضنا ليس مصدقا حتى الآن أننا سننجح متابعة. وها نحن بوجودنا في فيغاس على مسافة 11500 كلم من لبنان، نثبت ان نجاحنا الجماعي هو نصيب مبادرتنا، بعد أن كان نجاحنا الفردي هو نصيب إنتشارنا في العالم وصمودنا في لبنان.

أضاف: “أيها اللبنانيون: نحن هنا اليوم، (وفي كل مكان نزوره من العالم) لإحياء اللبنانية lebanity، التي هي عنوان إنتمائنا ورابطة إنتشارنا وهوية إنساننا. واللبنانية هي سلالة من ساهموا في الحضارة البشرية، فبنوا جسور التواصل بين الشرق والغرب مع تصديرهم للحرف وسيلة للتخاطب بين البشر، ونشروا ثقافة الآخر مع إبحارهم في العالم تجارة وتبادلا.
واللبنانية هي إيمان اعمى بلبنان،إيمان أرضي زمني، كما الإيمان بالاديان هو إيمان سماوي وروحي أعمى، وإذ صح في الإيمان قول المسيح “أنتم رأيتم وآمنتم، طوبى لمن آمن ولم ير”، يصح فيكم القول: أنتم عرفتم لبنان وأحببتموه، عظيم من أحب لبنان دون أن يعرفه.
واللبنانية هي انتم، أبناء من حفر الصخر بقاء، وتسلق الجبال نجاحا وسلك البحار إنتشارا.
أنتم أرزة لبنان المحفورة في الأرض جذورا، والمرتفعة في السماء شموخا، والمتمددة في الفروع إنتشارا: أنتم لبنان”.

وتابع: “يا ابناء اللبنانية: لقد ادركنا أن لا لبنان من دونكم، وأنه علينا إستعادتكم ولأجل هذا نعمل معكم على 5 محاور:

1- التواصل وإدامته: لأول مرة في تاريخ لبنان أقمنا وإياكم مؤتمرات مركزية وقارية سنوية، جمعت آلاف اللبنانيين وهدفت الى ربطهم ببعضهم وبوطنهم الأم، وأقمنا منصات تواصل إلكترونية ستخلق لهم مساحات تواصل وتفاعل بشري وإقتصادي، وقمنا بزيارات الى عشرات البلدان التي لم تطأها أقدام المسؤولين، إهتماما بأوضاعهم. تواصلنا معكم، وسنديم هذا التواصل ونفعله، من بيت إغتراب في البترون الى بيوت لكم في كل لبنان. ولن تستطيع تذكرة طيران مرتفعة الثمن ومفروضة علينا وعليكم تسلطا وظلما ان تقطع هذا التواصل، وسنبقى نقاتل لتخفضتها وفتح اجواء لبنان لكم.

2- الهوية والجنسية: لأول مرة في تاريخ لبنان، صدر قانون يعيد الحق بالجنسية لكل لبناني ورد إسمه على سجلات ال21، ال24 وال32، وأثبت أصوله اللبنانية. يشرفني اليوم ان امنح بموجب هذا القانون لأنطوني الزعني بحسب ما هو يقول “هدية حياته” بحسب ما يقول، وهو في الثمانين من عمره، إذ أسلمه الجنسية اللبنانية. إن هذا القانون فتح الطريق لسلسلة من الإجراءات سنعمل عليها لكي نعطي كل لبناني أصيل ومستحق هويته اللبنانية، اكان ما قبل 1921، أو كان إبنا لأم لبنانية (من دون تهديد لبنان بالتوطين)، أو كان صاحب خدمات جليلة للبنان (من دون تسخير مقدرات لبنان). كذلك سنعمل على نزع الجنسية عن كل أجنبي غير مستحق لها، قضت ظروف التقصير السياسي إعطاءه إياها، وسنبقى نواجه موجات اللجوء والنزوح، التي تجتاح هويتنا الوطنية لنحميها من التوطين بمنعه ولنحصنها بمنحها لأصحابهاالاصيلين.

3- الحقوق السياسية: لأول مرة في تاريخ لبنان، يعطى المنتشر حقه في الإنتخاب في الخارج، ليمارسه هذه المرة ورقة في الصندوق، وليس حبرا في القانون، لا بل يعطى الحق أن يكون له نوابه في البرلمان كدائرة إنتخابية منتشرة مثل دوائر لبنان المقيمة. نريد المنتشرين أن يكونوا شركاءنا في صنع القرار السياسي. نريدهم أن يكونوا شركاءنا في التغيير من الحالة التي تسببت في تهجيرهم وتغريبهم. نريد مشاركتكم فاعلة وليست رمزية، ونحن سنعمل ليكون تسجيلكم وتصويتكم سهلا. واليوم ازف خبر لمنتشري لبنان في العالم، انه بامكانهم ابتداء من اول تشرين الأول (اي بعد اسبوع) أن يتسجلوا الكترونيا على موقعdiasporavote.mfa.gov.lb لتتمكنوا من التصويت في صناديق البعثات في الانتخابات المقبلة.
كونوا بالآلاف، بعشرات الآلاف لكي تدحضوا شك كل من استخف بكم.

4- الحوافز الإقتصادية: لأول مرة بتاريخ لبنان، نطلق اليوم أول مشروع حوافز إقتصادية خاص بالمنتشرين، تعاملهم فيه الدولة اللبنانية على أنهم فئة خاصة تحتاج للتشجيع والتحفيز لكي تشارك وتستفيد إقتصاديا من نهضة لبنان، وليس فقط لتساهم فيه ماديا، فالمنتشر ليس بقرة لبنان الحلوب، هو حصان لبنان في الخارج.
لأول مرة يتعاطى معكم لبنان على أنكم قطاع إقتصادي منتج وفئة مميزة ولستم جيوبا يتوجب تجفيفها. إني اعلن اليوم عن تعميم جديد لمصرف لبنان صدر بطلب من وزارة الخارجية والمغتربين، وبتجاوب مشكور من حاكم المصرف، وبإعلان رسمي يصدر عن نائبه في هذا المؤتمر، تعميم يخص المنتشرين بفوائد متدنية ومنخفضة عن الفوائد الأخرى المماثلة لها في قطاعات السكن، البيئة، الطاقة، الصناعة والسياحة، مع شروط خاصة بهم حول فترات أطول لمدة القروض ولفترات السماح.
وبذلك نكون فتحنا الطريق اليوم لسلسلة من الخطوات الإقتصادية بإتجاه المنتشرين، ستلد تباعا وتبدأ من منصات الكترونية للأسواق المالية والبورصة وتصل الى اعتماد بطاقات امتياز خاصة بالمنتشرين.

5- مأسسة الإنتشار: لأول مرة بتاريخ لبنان، أطلقنا وإياكم مشروع تحويل الإنتشار اللبناني الى قوة ضغط فاعلة، تعرف “باللوبي اللبناني” وتهدف الى مساعدة لبنان-الوطن سياسيا واقتصاديا، دون تمييز بين أبنائه وأحزابه وطوائفه. لأجل ذلك ننتظر أن تكتمل الظروف لتقديم مشروع قانون أعديناه لإنشاء المجلس الوطني للانتشار، يرأسه رئيس الجمهورية اللبنانية ويضم كافة المسؤولين المعنيين وكل الإنتشار اللبناني. لا تخافوا، لن يكون وصيا عليكم بل راعيا لكم وفي خدمتكم، فلا أحد في لبنان أو العالم بإمكانه أن يكون وصيا عليكم”.

وأكد أن “هذه المحاور الخمسة تشكل إستراتيجيتنا لإعادة الإنتشار الى حضن الوطن، فلبنان الأرض لن يمحى من الجغرافيا، أما لبنان الشعب فيمكن أن يستبدل إذا لم ندافع عن اللبنانية إلى حد الشهادة، فنمنع التوطين “لأي لاجئ او نازح مهما كان الثمن” ونستعيد المنتشرين إلى جذورهم. (وتكون معادلتنا الثلاثية مكتملة: أرض، دولة وإنتشار)”.

وقال: “أيها الأحبة: “لقد أثبت اللبنانيون بفعل حلهم للمشاكل الداخلية، وتخطيهم لمشاكل المنطقة قدرة إستثنائية على العيش معا، دون أن تعني، لنا نحن، هذه القدرة على التسوية والتكيف، قدرة على التكيف مع الفساد. وعلينا أن نعترف أن هذه القدرة على التكيف على خصائص بعضنا لم تتحول الى قدرة على التكيف مع منطق الدولة، وهذا تحدينا القادم.
كذلك فإن هذا “العيش معا” هو إرث تاريخي، علينا تناقله بين أجيالنا وعدم التفريط به تحت وطأة العصبيات والمزايدات، وهو مفخرة وطنية نتباهى بها أمام كل العالم. يبقى أن ترجمة هذا العيش معا، ليبقى لبنان فريدا، لا تكون إلا بالمناصفة الفعلية في السياسة والإدارة. وضمانة هذا “العيش معا” هي فقط في “دولة الحق”.

أضاف: “ايها الحضور الكرام: “هذا كله في الثابت، أما المتحرك فيطرح علينا أسئلة وجودية كيانية وخلافية. إن لبنان وطن، بسبب صغر مساحته وقلة موارده وقدرة شعبه، أوجد توازنه الداخلي بهجرة أبنائه الى الخارج واندماجهم في أوطانه، وهو في الوقت نفسه، بلد مضياف، محب للغريب، معطاء وإنساني، يحس مع كل مظلوم ويأوي كل طالب للحرية، ولكنه يرفض الإندماج الجماعي لشعوب على أرضه ويقاوم التوطين، لجوء أو نزوحا حتى الشهادة. فهل في هذا إنفصام لبناني؟.
كذلك إن للبنانيين حلقات إنتماء متعددة تبدأ من الأسرة الى العائلة أو العشيرة، الى الحي أو البلدة، الى المذهب أو الطائفة، وصولا الى الوطن ومنهم الى ما هو أبعد منه، قومية، أو عروبة أو مشرقية، ومعروف عنهم أنه كلما صغرت الحلقة زادت عصبية الإنتماء، وكلما كبرت نمت مفخرةالإنتساب. تراه متعصبا لإنتمائه الضيق ومتحررا بإنتمائه الأوسع، فهل في هذا إنفصام لبناني آخر؟”.

وتابع: “كذلك إن العالم اليوم يتأرجح بين سيادية وطنية وعولمة أممية، ففي حين ينحو البعض الى الإعتقاد أن نشوء الكيانات والإتحادات الكبرى يحتم إنصهار المواطنين على إختلاف أصولهم، ثقافاتهم، دياناتهم، لغاتهم ومعتقداتهم، (وهو ما يمنع بعضكم من إستعادة الجنسية)، ويسوقون بالتالي لفكرة الإندماج (وصولا الى التجنيس والتوطين)، فإن البعض الآخر يجنح صوب العودة الى الأصول والجذور متمترسا وراء حدود الدول وقوانينها لحماية الهوية والشخصية الوطنية، وينظر الى عدم نجاح الكيانات الكبرى بازالة المترتبات السلبية للتنوع الثقافي، الأثني والديني، برهانهم على ذلك التفككات والتفسخات الناجمة عنها، ومثالهم على ذلك كل ما يحصل في الإتحاد الأوروبي، الجامعة العربية، مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، الإتحاد الأفريقي ورابطة دول جنوب شرق آسيا”.

وأردف: “السؤال هنا: أين هو لبنان في هذا العراك الدولي، وهل هو مدعو الى إنفصام آخر ليحافظ على ذاته ما بين هذين المعتقدين؟ والجواب تجدونه في “اللبنانية” التي تجسدونها أنتم في حياتكم اليومية وفي قدرتكم على الجمع بين إنتمائكم لوطنكم الأم وانتمائكم للوطن المضيف، وأن لا تناقض في هذا بل تكامل. نحن نرى فيكم التأكيد أن العالم عائد حكما الى الجذور، دون أن يتخلى عن فكرة الإنفتاح كما أنتم.
هذه هي اللبنانية التي تجدون فيها جذوركم ووطينتكم دون إنغلاق أو إنعزال، والتي تجدون فيها إندماجا في أوطان أخرى وتكيفا مع عاداتها وإحتراما لقوانينها ووفاء لها، دون أن تتخلوا عن أصولكم وعاداتكم وخصائصكم وشخصيتكم.
هذه هي “اللبنانية” التي تعتبر حدود لبنان ال 10425 كلم2 مقدسة، وتعتبر أن حدوده هي العالم دون إعتداء على حدود أحد في العالم.
هذه هي اللبنانية التي فيها عصبية وإندماج، وطنية وعولمة، والتي هي إنعكاس لتراكم الحضارات في ما سبق وإمتداد لتفاعلها مع بعضها في ما سيلحق. هذه هي اللبنانية وفرادتها ولهذا انتم فريدون”.

واستطرد: “ايها المنتشرون: أعلم أن لبنان هجركم ونسيكم، فيما أنتم لم تنسوه بل حفظتموه في قلبكم. وأعلم أن كثيرين منكم يحملون ذكريات الحروب والظلم والجوع، وأنها كلها تراكمت خوفا ومرارة وتحولت الى لاوعي جماعي يمنعكم من إستعادة الثقة بوطنكم. وأعلم أن الحنين والشوق الى لبنان هو الذي يدفعكم باتجاهه وإلا لكنتم نسيتموه منذ زمن. وألمس أنا مقدار الحب الذي تحفظونه لوطنكم ولذا اسمح لنفسي ان أقوللكم: بتحب لبنان؟ تواصل معه.
بتحب لبنان؟ إحمل هويته.
بتحب لبنان؟ صوت له.
بتحب لبنان؟ اشتر لبناني.
بتحب لبنان؟ فكر لبناني، إحكي لبناني، وإشتغل للبنان”.

وختم :ايها اللبنانيون: “إن قدرنا ان نتشبث بارضنا وان ننتشر في الوقت عينه في بقاع الارض. إنها اللبنانية، سر الصمود وسر النجاح، هي هوية وإرث، هي كنز ورسالة نمارسها ونعيشها بالتواصل وبإستعادة الجنسية وبإلانتخاب للبنان وبالمشاركة في اقتصاده وبالمثابرة على مأسسة انتشاره، فلا نفوت فرصة إلا ونلتقي ولا نضيع موعدا دوريا لنا. وعليه نعلن لقاءنا المقبل لأميركا اللاتينية في كنكون المكسيك في 24-25 تشرين الثاني، وفي افريقيا في شباط، وفي استراليا في آذار، وفي اوروبا في نيسان، ومؤتمرنا السنوي المركزي في أيار 2018 في بيروت، ونعلن ان مؤتمرنا الثالث لأميركا الشمالية هو في ايلول 2018 في مدينة مونتريال في كندا.
نحن لسنا أصحاب رهانات لنراهن عليكم، (حتى في فيغاس)، نحن أصحاب خيار، وخيارنا هو أنتم. عشتم، عاشت اللبنانية وعاش لبنان”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *