نظمت اللجنة الثقافية في “اللقاء الأرثوذكسي”، في فندق سنترال ضهور الشوير، اليوم الثقافي الخامس تحت عنوان “روسيا في قلب لبنان”، تخلله تكريم المتروبوليت نيفون صيقلي لسنته الأربعين في خدمة الكنيسة الأنطاكية في روسيا، في حضور ممثل بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر المتروبوليت انطونيوس الصوري، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، النائب غسان مخيبر، ممثل النائب اسعد حردان ربيع الدبس، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الوزيرين السابقين بشارة مرهج وكابي ليون، النائب السابق سليم حبيب، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد فادي وهبي، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد جوزف توميه، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد بسام ابو فرح، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية- الروسية جاك صراف، رؤساء مؤسسات روسية في لبنان، قضاة، مدراء عامين ورؤساء بلديات ومخاتير من مناطق مختلفة.
قدم المناسبة، أمين سر اللقاء سمير نعيمة، بعد النشيد الوطني والنشيد الروسي، كانت كلمة ترحيبية لرئيسة اللجنة الثقافية في اللقاء الكسا قيامة، اعقبتها كلمة للدكتور اسكندر كفوري عن العلاقات الثقافية بين لبنان وروسيا، فأشار الى انها “بدأت مع الحجاج الذين كان بينهم ادباء وكتاب ومستشرقون وفنانون، نقلوا الى روسيا واقع لبنان في كتب ورسوم وضعت في المتاحف الروسية”، لافتا الى “فتح خط بحري بين البلدين في القرن التاسع عشر، والى ان تلك الفترة شهدت ايضا فتح مدارس موسكوبية في لبنان بلغ عددها 48، لكنها زالت مع بدء الحرب العالمية الاولى”.
ثم عرض المستشرق الروسي الدكتور سيرغي فاروبيوف مضمون كتاب “روسيا في قلب لبنان” شارحا ما قام به الزوار الروس في لبنان من “اعمال هندسية وطبوغرافية وفنية وثقافية”، معتبرا ان “ابداعات الروس في لبنان ساهمت في احداث نهضته الثقافية والفنية منذ عام 1921 الى اليوم”.
ثم شكر سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسيبكين، في كلمة ألقاها “اللقاء الأرثوذكسي على مبادرته عقد النهار الثقافي، الذي يمكن أن نسميه من الجانب الروسي “لبنان في قلب روسيا”، متحدثا عن “روابط المحبة المتبادلة التي تجسدت في الإنجازات الكبيرة خاصة في مجالات الثقافية التربوية، وبناء جسور إنسانية متينة بين شعبينا، ونحترم تراث القرون الماضية والوقائع التأريخية، ونعتمد عليها في الوقت الراهن، وخاصة أن التحولات التي تجري تتطلب التمسك بالثوابت الإستراتيجية، التي تحدد إتخاذ القرارات الصحيحة طبقا للمصالح الحقيقية للشعوب، أن نبني العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين فننطلق من تطابق المواقف حول بعض المبادئ الأساسية، وبدرجة أولى ضرورة تأمين المساواة في الحقوق لجميع المكونات الطائفية والإتنية، وأي إهمال في هذا المجال يؤدي الى أخطر التداعيات. وخلال السنوات الأخيرة، أصبح هذا الموضوع عاملا جوهريا يؤثر على مصير الدول في الشرق الأوسط وحتى في العالم كله”.
ورأى “اننا نعيش اليوم مرحلة تغيير النظام العالمي عبر سلسلة النزاعات، التي أدت الى آثار مأسوية وتهدد بالمزيد من الكوارث، وفي ظل هذه الظروف يؤكد كل من روسيا ولبنان، التفاهم حول الإلتزام بأمرين أساسيين: الأول حوار الحضارات كهدف دائم لتثبيت العدالة والأخلاق والقيم التقليدية الضرورية لضمان وجود البشرية، والثاني إحترام الشرعية الدولية المسجلة في ميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإحترام سيادة وإستقلال ووحدة أراضي الدول، ونرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية والهيمنة وفقدان التوازنات على الصعيد الدولي”.
وقال: “من المعروف أن روسيا إقترحت بعد تفكك الإتحاد السوفياتي وإنتهاء الحرب الباردة، بناء العلاقات الدولية على أساس الأمن المتساوي وغير المتجزئ والتعاون الواسع والقضاء على خطوط التقاسم، وطرحت مبادرات تشمل عمليا كافة مجالات التعامل بالمجتمع العالمي، ومن بينها إيجاد حلول للمشاكل القائمة، وإقامة منظومات الأمن والتعاون الواسعة الأورو- أطلسية والشرق أوسطية والأسيوية، إلا إننا اليوم نعيش مرحلة تصعيد جديدة وهي نتيجة تطورات الأوضاع الدولية خلال السنين الأخيرة”، معتبرا ان “السبب الرئيسي لهذه الحالة معروف، وهو عدم وجود حلف وارسو منذ زمن بعيد. أما حلف الناتو فتوسع نحو الشرق، واليوم يقف عند حدود روسيا”.
أضاف: “يقولون في الغرب إن دول أوروبا الشرقية ارادت الإنضمام الى الناتو، ولكننا نعرف أن التوازن مطلوب في كل مكان ولا يجوز تخريبه، وتوسع الناتو وإقامة الدرع الصاروخي خطوات غير مسؤولة وتهدد الأمن الدولي”.
ورأى ان “السبب الثاني لإنهيار الأوضاع الدولية، هو الرغبة في تغيير الأنظمة واعتماد أساليب تدخل عديدة، بما في ذلك تشجيع التظاهر وإرسال المقاتلين والسلاح والعدوان المباشر، وهذا مترافق مع تجربة العقوبات وتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام”، ملاحظا ان “ايا من الاهداف المعلنة لم يتحقق، وبدلا من الحرية والديمقراطية انتشر العنف والقمع والبربرية والإرهاب التكفيري”، مؤكدا أن “الأهداف الحقيقية للمخطط هي تدمير الدول الوطنية وإقامة دويلات طائفية، وخلال المراحل الأولى لهذا المخطط، تم تحقيق هذه الأهداف بخاصة في العراق وليبيا، إلا أن سوريا صمدت وأفشلت مخططات الأعداء، ووقفت روسيا بجانب الجيش السوري وحلفائه وتم الهجوم على الإرهابيين من جهات عديدة”.
وأشاد ب”تحرير الأراضي اللبنانية من مجموعات النصرة وداعش”، مؤكدا أن “المعركة ضد الإرهاب في المنطقة ستستمر حتى القضاء عليه نهائيا”، لافتا الى ان “روسيا تستعد لتتعاون مع جميع الأطراف المعنيين في هذا المجال على أساس إقتراح معروف للرئيس بوتين، هو جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، ونعمل سويا على تعزيز مسار آستانا، الذي يجري في إطاره ترتيب الأوضاع في مناطق خفض التوتر واستكمال الإجراءات في المناطق القائمة وتطوير التجربة”، معتبرا “الإجتماع الأخير الذي عقد، هو خطوة هامة في هذا المجال، وقد برهنت مناطق فعاليتها وأدت إقامتها الى تخفيف العنف”، مشددا على “وجوب “توسيع المصالحات الميدانية”، مشيرا الى ان “مرحلة اعادة الاعمار قد بدأت”.
واكد ضرورة “مواصلة الجهود الرامية الى التسوية السياسية من خلال الحوار في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة على أساس القرار 2254″، معتبرا ان “من بين التعقيدات القائمة استمرار الخلافات بين مجموعات المعارضة”، داعيا الى “التخلص من الشروط التعجيزية والإنتقال الى مناقشة بناءة لخطوات ملموسة، مثل تعديل الدستور وتحضير الأنتخابات برعاية الأمم المتحدة”.
ورأى أن “الحل في سوريا يجب أن يكون سلميا سياسيا، على أساس بقاء الدولة موحدة ذات سيادة”، رافضا “التقسيم”، مؤكدا انه “الوجود العسكري الأميركي أم غيره هو وجود مؤقت وسينتهي حتما”.
وبشر بأن “التطورات الإيجابية في سوريا تفتح مجالا لعودة اللاجئين السوريين الى وطنهم”، داعيا المجتمع الدولي إلى “المساهمة في تحقيق العودة وترتيب التنسيق بين الأطراف المعنيين، وبخاصة سوريا والدول المجاورة”، لافتا الى ان “هذا الأمر يتعلق أيضا بموضوع إعادة البناء في سوريا”، مبديا قناعته بأن “التقدم نحو الحل في سوريا سيساهم في الجهود المبذولة من أجل إيجاد الحلول للنزاعات الأخرى، ولكن المسألة هنا تتعلق بمواقف الأطراف الذين شجعوا الفتن”، محذرا من ان “تفوق العناد والمماطلة سيؤدي الى استمرار الإنهيار ليس فقط في الشرق الأوسط بل على المستوى الدولي”.
واشار الى “تطوير العلاقات مع الدول الأوروبية، لا سيما ان معظمها يتعرض لضغوط أميركية، ولا يريد إستمرار العقوبات ضد روسيا، ومع الصين”، مؤكدا ان “روسيا تتواصل مع أوسع عدد من الأطراف الدوليين والإقليميين، وتركز على القواسم المشتركة وتحاول تجاوز الخلافات وإيجاد المخارج”، معتبرا ان “الخلاف الذي لا يزال قائما في الفئة الحاكمة الأميركية لا يسمح بممارسة سياسة موحدة لدولة، وبرغم النهج الأميركي المعادي لروسيا، نحن مستعدون للتعامل بدرجة جهوزية الجانب الأميريكي لذلك”.
وقال: “في الشرق الأوسط يجب تأمين إستمرار وتطوير التعاون بين الأطراف المحليين لتحويل المنطقة من حال الفتن الطائفية والفوضى الى وقف سفك الدماء واعادة الأمن والأستقرار والبناء والتعاون، وهنا دور كبير لروسيا ولبنان” مؤكدا ان “الهدف الإستراتيجي هو إقرار السلام الدائم في الشرق الأوسط، على أساس قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة ومبادرة عربية مطروحة من بيروت، وان هناك افاقا واسعة للتعامل السياسي الديبلوماسي الروسي – اللبناني في المرحلة المقبلة ومن ضمنه جميع نقاط الأجندة الدولية الأقليمية”.
وإذ ثمن زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو، نقل الى المشاركين في هذا النهار الثقافي “أطيب التحيات والتمنيات من الأوساط السياسية الديبلوماسية الروسية، وشخصيا من وزير الخارجية السيد لافروف ونائب الوزير ممثل الرئيس بوتين لشؤون الشرق الأوسط السيد بوغدانوف”.
وتحدثت نائبة رئيس الجمعية “الامبراطورية الارثوذوكسية الفلسطينية” ايلينا اغابوفا عن “الوجود الروسي في لبنان”، مستشهدة ب”نشاط الجمعية التي دخلت لبنان في القرن التاسع عشر مع الحجاج”.
ورأت ان “العلاقات اللبنانية – الروسية تتطور على الصعيد الاستراتيجي”، لافتة الى ان “رئيس الحكومة سعد الحريري عندما زار روسيا اخيرا، طلب تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات”، معلنة رغبة روسيا في “بناء مدرسة موسكوبية في لبنان، بعد زوال المدارس التي كانت بنتها سابقا، لما فيه مصلحة البلدين”، مثمنة “العلاقة بين روسيا والبطريركية المارونية”.
أما رئيس قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وسائر الروسيا المتروبوليت هيلاريون، فرأى ان “العلاقات الروسية -اللبنانية جذورها عميقة واساسها الاحترام المتبادل بين الشعبين والكنيستين”، مذكرا بان “روسيا ساعدت على انتشار المسيحية وحمايتها في لبنان في القرن التاسع عشر”، مشيرا الى ان “الحجاج الروس عندما كانوا يزورون الاراضي المقدسة في فلسطين، كانوا يزورن لبنان ايضا، لانه كان وسيبقى بالنسبة الى الحجاج الروس ارضا مقدسة”.
وعرض واقع المسيحيين في دول المنطقة و”تراجع وجودهم بعد ما سمي بالريبع العربي الذي حرضت عليه دول خارجية وسياسيون اجانب، ادعوا انهم سيقيمون الديمقراطية في هذه الدول”، سائلا “أهذه هي الديمقراطية التي يتباهى بها هؤلاء السادة في العراق وسوريا؟ انظروا الى ما حصل في العراق، ولولا التدخل الروسي في سوريا لكان حصل فيها ما حصل في ليبيا والعراق، ولما بقي فيها مسيحي واحد”، مؤكدا ان “روسيا كانت وستبقى مع شعوب الشرق الاوسط ومع لبنان لان هذا البلد يحتل مكانا مميزا في هذه المنطقة”.
والى مسحيي لبنان، قال: “لا تتركوا ابدا هذه الارض، ابقوا فيها، لديكم كل المسارات القانوينة للبقاء على ارض اجدادكم، مسارات يكفلها الدستور”، مشددا على ان “بكم انتم يتعلق مصير اولادكم واحفادكم واحفاد احفادكم، لذا قوموا بما عليكم لحماية المسيحية على هذه الارض، واسسوا عائلات كبيرة، واستندوا الى دعم روسيا التي لن تترككم ابدا”.
وبعدما اشار الى ان “الكنيسة الارثوذوكسية الروسية كانت تتعرض لخطر التدمير في القرن العشرين زمنيا وروحيا”، قال “ها هم ابناؤنا بعد سبعين عاما يعودون الى المسيحية وحصلوا على ما ارادوا، لذا نحن نعرف الالم والقلق الذي يعاني منه المسيحيون في لبنان”.
وتحدث ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وكل روسيا المطران نيفون صيقلي عن “العلاقة الروحية بين الكرسي الانطاكي والكنيسة الارثوذوكسية الروسية وعن مسيرته الكهنوتية طوال 40 عاما”، فقال: “رأيت الكثير من الايمان ومن الالحاد، وكنت انظر الى هذا الالحاد سياسيا وليس عقائديا”.
اضاف: “عشت مع الكنيسة الروسية الاضطهاد الذي مورس في حقها، واذا عشنا الاضطهاد عرفنا بعده مجد الكنيسة، فالمجد يأتي بعد الاضطهاد وليس من دونه”.
ورأى أن “اللبنانيين ينقصهم شيء واحد، هو التمسك بهذا البلد الفريد من نوعه، الذي اثار اعجاب المتروبوليت هيلاريون، الذي وصفه بانه بلد عظيم”، معتبرا ان “العظمة ليست بمقدار ما تملك من دبابات بل بمقدار ما فيها من ايمان”.
ختاما، تحدث الامين العام للقاء النائب السابق مروان ابو فاضل، فأكد “حرص اللقاء على نجاح روسيا في توطيد التسوية السياسية في سوريا وترسيخها، بعد استكمال المعارك على الإرهاب بحيزها الميداني، فروسيا بفعل اتزان رؤيتها المبنية على فائق استراتيجية وحدوية، توسعت رعايتها السياسية من المشرق نحو الخليج العربي، حيث نجحت باكتساب ثقة نابعة من جراء وفائها بالتزاماتها اتجاه حلفائها وأصدقائها، والدليل على ذلك النتائج الإيجابية لجهود الوزير لافروف، وقد مهدت للزيارة المرتقبة لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، للاجتماع برئيسها فلاديمير بوتين”، معتبرا انه “لولا التكامل ما بين روسيا وإيران والعراق وسوريا والمقاومة، والاستبسال في الميدان، لما بلغنا نحو تلك النتائج الماثلة أمام الجميع”.
قال: “منذ عام طالبنا الدولة اللبنانية بالحرف الواحد، بالخروج من العقد البالية والتواصل مع الحكومة السورية والمنظمات الدولية لإقفال ملف البؤس بإعادة النازحين إلى قراهم وبلداتهم، بكرامة وبخاصة بعد تكاثر الدعوات لاندماجهم في لبنان، وهذه السنة نقول وفي السياق عينه إسبقوا الدول، التي شجعتكم على مقاطعة سوريا، بينما تعمل تلك الدول بالذات على الانفتاح كنتيجة للواقع المستجد من جراء الانتصار الميداني على الإرهاب التكفيري”.
أضاف: “لا مصلحة لنا في لبنان في أن ننعزل عن هذا الواقع، وندفن رؤوسنا في الرمال كالنعامة، ونغامر بعمقنا الجغرافي ونخاطر بمصالحنا الاقتصادية واستقرارنا السياسي، ألم تسمعوا اعتراف المراجع الدولية بمعظمها بنتائج ما حققه هذا التحول على الصعد كافة، أو لا تريدون أن تسمعوا”!”.
وأكد ان “عيوننا مسمرة على فلسطين وقلوبنا مع المناضلين الشرفاء فيها، ومنهم المطران عطالله حنا، الذي يتعرض لتهديدات وضغوط شديدة لمحاولة ثنيه عن متابعة نضاله في سبيل القضية العربية الأم، بينما يتمادى البطريرك ثيوفيلوس في بيع أوقاف الكنيسة الأرثوذوكسية الفلسطينية العربية للعدو الإسرائيلي، فنحن لا نستغرب ذلك في ظل تماديه في التعدي على كنيسة أنطاكية في قطر”، مكررا التنبيه الى أن “أي عمل من شأنه ضرب مركزية كنيسة أنطاكية وسائر المشرق الأرثوذوكسية ووحدتها، سواء أتى من الداخل أو الخارج، نعتبره مشبوها على غرار ما اعتبرناه لفلسطين، ويندرج في سياق محاولة الهيمنة على كنيستنا الانطاكية”.
وإذ حيا ارواح شهداء الجيش والعناصر الأمنية من الأجهزة كافة والمواطنين الأبرياء، امل في أن “تكون العمليتان البطوليتان في تحرير جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك من رجس الإرهاب بمثابة اقتراب الخاتمة لأحزاننا”.
وقال: “نشد على أيادي قيادة وضباط وأفراد قوانا المسلحة وقيادة ورجال مقاومتنا ونثمن تماسك شعبنا وشجاعته وصبره”، مطمئنا “لوحدة الموقف السياسي لأركان دولتنا بدءا من صاحب الفخامة وأصحاب الدولة، والقيادات السياسية الشريفة في بلادنا”.
ونبه الى “ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، ولا يوهمنا أحد أن الدولة غير قادرة على إنجاز بطاقات الهوية البيومترية أو إصدار جوزات السفر البيومترية وتوزيعها على الناخبين، فتصبح أدوات ضامنة لنزاهة التصويت المؤدي إلى صحة التمثيل، فتسقط أيضا بدعة ضرورة تسجيل الناخبين في مراكز الاقتراع الكبرى المخصصة لكل دائرة انتخابية”.
وختم بالتأكيد أن “حقوق الطائفة الأرثوذوكسية في لبنان في التعيينات الإدارية والدبلوماسية في معظم المرافق والمؤسسات والدوائر ليست مصانة”، عازيا الامر الى “خلل بنيوي من جراء عدم اختيار بعض من يمثلون الوجدان الأرثوذوكسي بصورة فاعلة في الحكومات والمجالس النيابية”.
وتخلل فعاليات النهار الثقافي بالإضافة الى تكريم المطران صيقلي، حضور أعضاء جوقة سينودس موسكو وجوقة ابرشية جبل لبنان بأصواتهم من خلال تراتيل بيزنطية وروسية، كما سلم رئيس المركز الثقافي الروسي في لبنان فاديم زايتشيكوف شهادات التخرج لطلاب الدفعة الثانية من دورات تعلم اللغة الروسية، شاكرا للقاء الارثوذكسي “تنظيم هذه الدورات، لان اللغة الروسية هي احدى اكثر اللغات انتشارا في العالم، ولها حضور في لبنان من خلال الطلاب الذين يتابعون دراساتهم في روسيا وعلاقات الزواج وانتشار الجالية الروسية فيه”، معتبرا “اللغة الروسية مفتاح التواصل الروسي مع دول المنطقة”.
بعدها دعي الحاضرون الى مائدة محبة.