أخبار عاجلة

غريب في ذكرى انطلاقة جمول: طعم تحرير الأرض لا يكتمل الا بالتحرير من قيود النظام الطائفي

أحيا الحزب الشيوعي اللبناني، الذكرى ال35 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) وتحرير بيروت، بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام ساحة بسترس، مرورا بمنطقة فردان حتى الأونيسكو، تقدمتها فرقة كشاف التربية الوطنية اللبنانية – فوج كفررمان، حيث سار المشاركون على وقع عزف موسيقى الأغاني الوطنية.

وانضمت المسيرة إلى المهرجان السياسي الفني الذي أقامه الحزب الشيوعي في قصر الأونيسكو، بحضور أسرى وجرحى وعوائل شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية بالحزب، ممثل رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بسام الهاشم، ممثلة عن الوزير طلال أرسلان، ممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي، سفيرة فنزويلا سعاد كرم، ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون العميد الركن جورج درزي، الوزير السابق عصام نعمان، رئيس “حركة الشعب” إبراهيم الحلبي، ووفود حزبية: الكتائب سيرج داغر، الحزب الاشتراكي، حزب طليعة لبنان العربي، الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الديموقراطي الشعبي نزيه حمزة، المرابطون، ندوة العمل الوطني، حزب التوحيد العربي، وفد حزب البعث العربي الاشتراكي، ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وشخصيات نقابية.

وتخلل الاحتفال تحية “للرفاق الثلاثة جورج بطل وكمال البقاعي ورضوان حمزة” في الذكرى السنوية لرحيلهم، ومشهدية شعرية لقضية حسين مروة: كريم دكروب، ياسمين مروة، رانيا مروة، اضافة الى مشاركة فنية للفنانة أميمة الخليل والموسيقي هاني السبليني، وفرقة سامي حواط، رحالة من مهرجان الانسانية من باريس، مرسيل نصر – العازفة صوفي الزين (قانون)، وتم عرض فيلمين عن “جمول” وابرز انجازاتها.

بداية النشيد الوطني، فنشيد الحزب الشيوعي، ثم دقيقة تصفيق تحية لشهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والجيش اللبناني.
ثم تم تلاوة رسالة موجهة من مدير المراسم والعلاقات في رئاسة الجمهورية نقل فيها تحية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتقديره لمسيرتهم وتمنياته لهم بدوام العزم في خدمة لبنان، مع المودة والتقدير.

بعدها القى غريب كلمة شدد فيها على “ان السادس عشر من أيلول يوم مجيد في تاريخ لبنان وتاريخ حزبنا الشيوعي اللبناني وتاريخ المقاومة. هو يوم انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي وبدء مسيرة التحرير من بيروت، هو اليوم الذي سيبقى حاضرا بقوة لدى شعبنا المقاوم المعطاء وفي قلوب الشيوعيين والوطنيين اللبنانيين ووجدانهم، مجسدا عزتهم وكرامتهم وتضحيات المئات من شهدائهم والآلاف من جرحاهم وأسراهم.
نحتفل به اليوم ، تقديرا ووفاء لقرار حزبهم الثوري في اطلاق هذه الجبهة، ولقائدها الرفيق الشهيد جورج حاوي يوم خط بيده مع الرفيق محسن إبراهيم نداءها الأول من منزل القائد الوطني الكبير الشهيد كمال جنبلاط، معلنا الشعار الواضح والحاسم: إلى السلاح، الى السلاح ومقاومة الاحتلال دفاعا عن الوطن ورفضا للاحتلال”.

أضاف: “تحية اكبار واجلال اليهم جميعا، والى قوافل شهداء الحزب الذين سقطوا على كل الجبهات عبر تاريخه المقاوم: من مقاومة الانتداب ومعركة الاستقلال، الى مواجهة عصابات الهاغانا في بدايات الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، الى شهداء القرى الجنوبية الامامية والحرس الشعبي وقوات الأنصار، وشهداء النضال النقابي والاجتماعي من مزارعي التبغ وعمال غندور والحركة الطلابية وشركة الريجي وأولئك الذين سقطوا في الحرب الأهلية ضد مشاريع التقسيم.
وتحية الى جرحى الحزب والرفاق الأسرى والمفقودين والمقاومين الذين لم تزل جثامين البعض منهم محتجزة لدى العدو الاسرائيلي.
كما نحتفل بالمناسبة تقديرا وتكريما للذين كابدوا ما كابدوه من معاناة وآلام، آباء وأمهات زوجات واخوة وأخوات وأبناء، انهم عائلات الشهداء والجرحى الذين ننحني اليوم امامهم وامام عظيم تضحياتهم .
وفي هذه المناسبة نتوقف عند الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفاق الثلاثة جورج بطل وكمال البقاعي ورضوان حمزة لنحيي ذكراهم وهم الذين كانوا في طليعة هذه المسيرة كل من موقعه”.

وقال: “التحية الى بيروت ، بيروت الحصار، بيروت التي قصفتها قوات الغزو الصهيوني بالحديد والنار، فدمرت مؤسساتها وأبنيتها فوق رؤوس أبنائها، وارتكبت المجازر في صبرا وشاتيلا، كانت بيروت تحترق تحت نيرانهم ولم ترفع الأعلام البيضاء بل رفعت راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، فتحية الى بيروت الى صمودها وصمود أهلها ومقاتليها الذين دافعوا عنها والى كل الشهداء الذين سقطوا في معركة الدفاع عنها، الى الرفاق جورج قصابلي ومحمد مغنية وقاسم الحجيري جسر عبور لأطلاق جمول، والى الذين نفذوا العمليات الأولى، من صيدلية بسترس الى محطة أيوب وكورنيش المزرعة وعائشة بكار وسينما الكونكورد والجناح وجسر سليم سلام، وفرضوا على العدو التوجه بمكبرات الصوت الى سكان بيروت مستغيثا: لا تطلقوا النار علينا فنحن منسحبون وانسحبوا في 27 أيلول 1982، فكانت أولا بيروت.
فمن بيروت اندفعت مسيرة التحرير باتجاه خلدة وإقليم الخروب والأولي، وصعودا الى عالية والشوف، وبعدها الى صيدا والزهراني وقرى شرقي صيدا، لتستكمل مع تحرير النبطية، وبعدها مرتفعات جبل الباروك والبقاع الغربي ومدينة صور، لتنتقل بعد ذلك اندفاعة الشيوعيين الى تحرير بلدة أرنون الجنوبية باللحم الحي، والى استئناف عمل الجبهة بين عامي 1998 و2000 ليطرد الاحتلال بعد ذلك من جزين والريحان وعرمتى في حزيران 1999.
والتحية أيضا الى كل المقاومين ومن مختلف القوى والأحزاب الوطنية الذين حملوا السلاح ورفعوا راية المقاومة وساهموا في مسيرة التحرير هذه.
والتحية الى شعبنا اللبناني الذي احتضن المقاومين وقاوم معهم بالانتفاضات الشعبية والتظاهرات النسائية في العديد من البلدات متسلحة بالعصي والحجارة والزيت المغلي، والتحية أيضا الى كل من دعم وواكب عمل المقاومة ليلا ونهارا في النضال السياسي والاعلامي والثقافي والاقتصادي، والى الشباب والشابات الطلاب والطالبات الذين انضموا بالآلاف الى صفوف الجبهة، ووقعت على عاتقهم الأعباء الجسام، تعبا وعرقا ودما وشهادة وأسرا في المعتقلات”.

وتابع غريب: “بهذه الرصاصات الأولى أطلق حزبكم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية محولا تلك المغامرة الإسرائيلية – الاميركية إلى حطام وركام، وتلاها انتصار عظيم سجلته مسيرة التحرير، مع المقاومة الإسلامية، في تحرير الشريط الحدودي في 25 ايار 2000 ثم في حرب تموز 2006 عندما خرج المقاومون من مختلف الانتماءات منتصرين، فقدم الوطن المئات من الشهداء الذين قدموا بدورهم له الانتصار تلو الانتصار، والمهمة لم تنته الا بتحرير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
لقد شكلت تلك الانتصارات على امتداد هذا التاريخ، الذخيرة الأساسية لمواجهة التنظيمات الإرهابية من داعش والنصرة في السلسلة الشرقية وجرود عرسال ورأس بعلبك والقاع في 28 آب 2017. ولكن بقيت غصة في القلب نتيجة استشهاد العسكريين اللبنانيين المخطوفين على أيدي ارهابيي داعش، وهذا ما يملي علينا رفع الصوت عاليا مطالبين بالتحقيق في قضيتهم ومحاسبة من تسبب باستشهادهم مهما علا شأنه أو موقعه. فهذه القضية لا تستوجب حدادا وطنيا فحسب، إنما تستوجب وقفة وطنية حقيقية في مواجهة ذلك السلوك المتخاذل الذي انطوى على المتاجرة بهذه القضية. انها تتطلب وضع الاصبع على الجرح، على أصل العلة الكامنة في نظامنا الطائفي ودولته المذهبية التي تجهض الانتصارات”.

وسأل: “كيف لوطن تمكن من تحرير ارضه ولم يتمكن من إقامة احتفال وطني بالمناسبة لتكريم شهدائه وشهداء جيشه بتحرير ارضه؟ لذلك قلنا ونقول لا يكتمل طعم تحرير الأرض الا بتحرير اللبنانيين من قيود النظام الطائفي ودولته الفاشلة وبناء دولة وطنية ديموقراطية مقاومة حفاظا على انجاز التحرير وتقديرا لدماء الشهداء”.

أضاف: “في مناسبة ذكرى السادس عشر من أيلول، يجب أن لا نكتفي بتمجيد هذه الذكرى المحفورة في وجداننا الجماعي فحسب، بل المطلوب أيضا التأسيس عليها والمضي قدما في عملية النهوض بالحزب وتوسيع قاعدته وتنويعها، كي يحتل موقعا مؤثرا في الحياة السياسية في البلاد، في وقت تتهدد الوطن مخاطر خارجية وداخلية من كل حدب وصوب، ويجب أن ندرك أن مهمات كثيرة تنتظر حزبنا الذي يكاد يشكل اختراقه للطوائف والمناطق كافة، أحد أهم المعالم المتبقية من وحدة لبنان وشعبه، بعدما أمعنت القوى السياسية الطائفية في تمزيق هذه الوحدة والتلاعب الأرعن بها تحقيقا لأغراض سياسية وزبائنية خاصة. وفي طليعة هذه المهمات:استمرار المساهمة الفاعلة، وبجميع الأشكال المتاحة، في استكمال الحراك الشعبي في العاصمة والمناطق ضد التحالف السياسي بين قوى السلطة المتنفذة والمتمسكة بهذا النظام الطائفي والرافضة لأي محاولة للاصلاح السياسي في بنيته من اجل تأبيد سيطرتها الطبقية، واستمرار سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، اننا مدعوون للدفاع عن حقوق الفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة من الأجراء والمزارعين والشباب والطلاب والنساء وخريجي الجامعات وأصحاب الحاجات الخاصة والمتعطلين من العمل – في كل ما يتصل بالمرافق والخدمات العامة الأساسية التي تغطي حقول التعليم والصحة والعمل والسكن والنقل العام والرعاية الاجتماعية والتقاعد والتنمية المحلية. وقد بدأ الحزب باجراء اتصالات وعقد لقاءات مع ممثلي هذه الفئات والجمعيات والمنظمات للعمل معا والتداعي المشترك حول كل ما يجمع بينها من مطالب وقضايا، كي تتمكن من تعديل موازين القوى وانتزاع موقعها الفاعل في مواجهة قوى السلطة التي لم تعدم وسيلة إلا واستخدمتها لقهر الناس وتعميم ثقافتها في الفساد والنهب وهدر المال العام وافقار اللبنانيين بطالة وهجرة”.

ودعا “لمواصلة الضغط الشعبي عبر تطوير كل أشكال الحراكات من أجل تعديل القانون الانتخابي الجديد، الذي يتضمن اختلالات وتشوهات كثيرة، على أمل التمكن مع أوسع القوى والشخصيات الوطنية والديموقراطية والتقدمية والعديد من المنظمات والحركات النقابية والمدنية، من فرض أقرب الصيغ الى القانون الذي لطالما ناضلنا وناضل الكثيرون من أجل تحقيقه، والقائم على قاعدة النسبية خارج القيد الطائفي في لبنان دائرة واحدة. وفي هذا الاطار علينا أن نتصدى أيضا، عبر هذا الضغط الشعبي المنظم لمنع أي محاولات مشبوهة يمكن أن تلجأ اليها القوى المتنفذة بهدف التمديد الرابع لسلطتها، وبهدف زيادة القانون الانتخابي سوءا على سوء، خدمة لمصالحها وحساباتها الضيقة والزبائنية”.

وقال: “ان الشيوعيين الذين قاتلوا وقاوموا والذين ملأوا الشوارع واضربوا وتحركوا في المصانع والجامعات، وكان لهم في كل معركة وطنية وسياسية واجتماعية مساهمات مشهود بها، سيتابعون المواجهة ايضا من موقعهم المستقل من خلال صناديق الاقتراع ضد المنظومة الحاكمة وسياساتها. اننا سنعمل بدون كلل على تجميع وتأطير كل قوى الاعتراض في أوسع تحالف انتخابي ديموقراطي في العاصمة وفي ارجاء الوطن كافة، من أجل المشاركة معا في المعركة الانتخابية باعتبارها معركة سياسية بامتياز وتحت شعارات ولوائح موحدة وبرنامج عمل متفق عليه، على أن يتم بناء هذا التحالف في جميع الدوائر الانتخابية”.

ولفت الى “ان الحزب أنجز برنامجه الانتخابي وسوف يعرضه للنقاش قريبا مع شعبنا ومع الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية والتيارات والمنظمات والشخصيات الديموقراطية وهيئات المجتمع المدني، وكلنا أمل أن يشكل برنامجنا هذا مساهمة جدية للبرنامج المشترك، الذي يفترض أن تلتقي حوله هذه القوى في المعركة الانتخابية القادمة من اجل التغيير وإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، مضيفا “ما دمنا نتكلم عن السياسات وضرورة تغييرها لا بد ان نقول كلاما واضحا، باننا لن نقبل ان تستمر السياسة النقدية خارج اي مساءلة. فهناك واجبات ومسؤوليات على مجلس النواب تحملها في دعوة حاكم مصرف لبنان الى جلسة استماع رسمية لمعرفة حيثيات تحويل الثروة الوطنية والمداخيل الى المصارف وكبار الرأسماليين، ولتبيان حقيقة ما سمي بالهندسات المالية، ولمعرفة حقيقة وضع النقد الوطني. وفي هذا الأطار، نحذر من اي تماد لخنق الحريات، ومنها حرية البحث العلمي ونقد السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والنقدية، وحرية الوصول الى المعلومات وحرية الصحافة والاعلام. فلا يجوز مطلقا إبقاء أي مسؤول مهما علا شأنه خارج دائرة المراقبة والمساءلة”.

وأكد “ان الحزب وانسجاما مع حجم ونوع المهمات الملقاة على عاتقه، على أولوية المضي في إستكمال بنائه الداخلي ومعالجة أوضاعه التنظيمية، وذلك عبر تحفيز الهيئات القيادية المنتخبة حديثا على الاضطلاع بدورها الأساسي في بناء حيثيات جماهيرية خاصة بها، على الصعد كافة”.

وتوجه الى الشيوعيين بالقول: “كما لبيتم نداء حزبكم وحملتهم السلاح دفاعا عن لبنان في وجه الاحتلال والارهاب، وكما كنتم طليعة الحراك المدني والنقابي والبلدي، وتصديتم للثنائيات المذهبية وللتهميش والإقصاء، وخضتم معارك مشرفة، وحققتم نتائج كبيرة، كونوا اليوم ايضا في الطليعة، وعلى مستوى التحديات، انتصارا للقضايا الوطنية والقومية لفلسطين قضيتنا المركزية وبوصلة الصراع لنبني على تجربة المقاومة الوطنية اللبنانية مقاومة عربية شاملة ضد المشروع الاميركي الصهيوني الرجعي العربي دفاعا عن فلسطين ولتحرير شعوبنا العربية من انظمة الاستبداد وبناء انظمة ودول وطنية ديموقراطية مقاومة، لقضية الأصلاح السياسي، للنسبية والدائرة الواحدة خارج القيد الطائفي، للقضايا الاقتصادية – الاجتماعية، انتصارا لقضايا الناس وانحيازا لفقراء لبنان وعماله وموظفيه ونسائه وشبابه، وأعملوا على توسيع دائرة الاعتراض وتجميعها”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *