أقامت وحدة بيصور في الحزب الديمقراطي اللبناني حفل عشائها السنوي الأول، برعاية رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الامير طلال ارسلان وحضوره الى إلى اعضاء من المجلس السياسي والهيئة التنفيذية، رؤساء دوائر ووحدات حزبية، قائمقام عاليه بالوكالة بدر زيدان العريضي، رئيس بلدية بيصور نديم ملاعب وأعضاء من المجلس البلدي، مخاتير البلدة وحشد من فعالياتها وأبنائها ومن الحزبيين والمناصرين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، رحبت غيدا ملاعب في كلمة لها بالحضور، ثم ألقى رئيس الوحدة أيمن ملاعب كلمة شرح فيها أبرز المحطات والمواقف التي مر فيها الحزب على صعيد لبنان بشكل عام ومنطقة الشحار والغرب وبلدة بيصور بصورة خاصة.
من جهته، ألقى أرسلان كلمة بالمناسبة، قال فيها: “أعزائي وأهلي وإخواني أبناء بيصور…بيصور الكرامة، بيصور العزة، بيصور العنفوان، بيصور الأخلاق، بيصور الإحترام، بيصور العادات التي نعتز ونفتخر بها. أولا، أتوجه بالتحية الكبيرة إلى روح كل شهيد سقط على هذه الأرض، كيف لا وبيصور أم الشهداء، بيصور التي دفعت الغالي والنفيس من أجل عزتنا وكرامتنا وأرضنا وعرضنا ووجودنا في هذا الوطن الغالي على قلوبنا، بيصور وشهداء بيصور لم يبخلوا علينا بالدم، لم يبخلوا علينا بالعطاء لم يبخلوا علينا وعلى هذا الوطن وليس فقط كطائفة. لم يبخلوا على هذا الوطن بالحرب التي خاضوها في وجه المشروع الإسرائيلي الصهيوني الذي اليوم نرى تمدده على مستوى المنطقة والأمة من المحيط إلى الخليج، وما قاله الرفيق أيمن ملاعب صحيح، يختصر الكثير عندما نقول بأن الإرهاب التكفيري هو نفسه الإرهاب الإسرائيلي الصهيوني في هذه المنطقة والعالم”.
وأضاف: “بيصور خاضت الحرب بمشايخها وبشبابها ونسائها وأطفالها منذ أكثر من ثلاثين عاما عندما قاومت بيصور لم يكن هناك على مستوى المنطقة بما يسمى إلا بالمقاومة وبعض الفصائل الحزبية والسياسية والوطنية والقومية. بيصور أخذت إسم أم الشهداء نتيجة الكم الهائل من الشهداء الذي قدمته على مذبح هذا الوطن وهذه الأمة. أوجه تحية إلى رفيق دربي الشهيد صالح العريضي هذا الشخص المميز الذي عايشته لسنوات وسنوات وكان نعمة الرفيق ونعمة الصديق ونعمة الأخ وكان الوفي المخلص الصادق في كل المراحل التي عشناها سويا. وعلى كل حال الشيخ صالح مثله مثل كل شهداء عائلات بيصور الكرام الذين سقطوا دفاعا عن القضية الوطنية الأم. أوجه تحية إلى الجيش اللبناني الباسل وإلى شهدائه الأبرار ونحن معه قلبا وقالبا في معركته في وجه الإرهاب وتطهير هذا البلد من الإرهاب التكفيري وإمتداداته. أوجه التحية إلى كل قطرة دم سقطت من شهداء المقاومة على تلال عرسال أيضا لتحرير هذه الأرض من الإعتداءات المتكررة لهذه الجيوب الإرهابية التي أصبحت بوجودها لا تهدد فقط لبنان والمنطقة العربية إنما أيضا أصبحت تهدد مباشرة السلم العالمي بكل أطره وأبعاده”.
وتابع: “خياراتنا واضحة وإنتماؤنا واضح وتوجهاتنا واضحة لا نغير ولا نبدل ليس من موقع المصلحة إنما من موقع الإيمان بأن هذه الطائفة العربية المعروفية هي امتداد طبيعي وللتذكير بأن علة وجودنا كموحدين على هذه الأرض وفي هذه التلال وفي هذه الجبال إمتداد للسواحل، علة وجودنا منذ 1200 عام هي الحفاظ على هذه الهوية العربية الصادقة المخلصة ولم نأت الى هذه المنطقة نزهة إنما على الأسس العربية التي جدودنا جميعا دفعوا الغالي والنفيس من أجلها لتثبيت أقدامنا بهذه الأرض. لا أريد الليلة أن أتحدث بالسياسة، أود أن أستغل هذا اللقاء في بيصور وما تعني بيصور من رمز وطني ومن رمز أساسي لطائفتنا الكريمة في هذا البلد”.
واضاف: “من المؤسف كنا نسمع دائما وأنتم تسمعون بأن مصلحة الدروز ودورهم يقتضي فقط على أيام الصعاب والمراحل الصعبة ويلحق بهم الإجحاف ويهدر حقهم في الأيام العادية والطبيعية وهذه معادلة يجب أن تكسر، هذه معادلة يجب أن تصحح، هذه معادلة لا تجوز ومن الجريمة الخضوع لها، نحن لسنا طائفيين ونحن لسنا مذهبيين إنما إسمحوا لي أن أقولها لكل اللبنانيين من بيصور بدون إستثناء، منذ الطائف وأنتم تقولون لنا بأن لبنان متجه إلى إلغاء الطائفية والمذهبية ولبنان متجه إلى بناء الدولة المدنية وإذ نفاجئ يوما بعد يوم بأن لبنان يغرق أكثر وأكثر في الإنقسامات والمخصصات والتبادلات من منطلق طائفي ومذهبي. إذا كنا متجهين إلى الدولة المدنية وهذا الكلام قلته في جلسة الحوار الأخيرة التي حصلت في قصر بعبدا منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، قلته على الطاولة ومع الأسف لم أحصل على جواب مقنع إنما رأيت بأننا ما زلنا نخوض في الغمار الطائفي والمذهبي. أنا من بيصور أدعو الوزراء والنواب الدروز الى اجتماع فورا وبدون تلكؤ ووضع مذكرة خطية موقع عليها بالإجماع لتقدم إلى كل المراجع في هذا الوطن على مستوى المؤسسات الدستورية، وإذا احتاج الأمر حتى اذا اضطررنا للذهاب الى المقاطعة وخلق مشكلة ميثاقية في البلد أنا جاهز لهذا الموضوع وحاضر أن أواجهه. لم نعد نستطيع تحمل هذا الضغط من الحرمان الوظيفي والإنمائي، أصعب ما يواجهنا اليوم وأنا أتكلم بإسم كل القوى السياسية في الجبل، هو تأمين الوظائف لشبابنا إن في القطاع العام أو في القطاع الخاص”.
وتابع: “الاخوان المسيحيون وهم شراكاؤنا في هذا الوطن يطلبون علنا ويصرون على المناصفة ونحن معهم لأن المناصفة أصبحت نصا دستوريا إنما إذا طبقت المناصفة بين المسلمين والمسيحيين من حق الدروز أن يحفظوا حقهم بالنسبة المتاحة إليهم كعرف مفروض على الجميع في هذا البلد… تجرى دورات في القضاء العدلي تحت شعار إلغاء الطائفية الوظيفية بأكثر من ثلاثة دورات في القضاء العدلي، ولم يكن هناك ولا أي درزي، مجلس الخدمة المدنية ينفذ مباراة ل 40 أو 50 موقعا فئة ثانية أو ثالثة أو رابعة في الدولة ودورات كثيرة من أصل الأربعين إن كنا أقوياء فنحصل على واحد أو اثنين وأحيانا لا نحصل على شيء، ما هو العذر؟ لأن العذر أن الطائف يقول إلغاء طائفية الوظيفة ما دون الفئة الأولى. هذا الأمر إنما يطبق على الجميع أو لا يطبق على أحد. لم نعد نستطيع العيش في بلد ترفع الشعارات فيه شعرا رنانا يستقطب الأهواء وعندما تأتي للتنفيذ نجد الشعار مفخخا. طبعا أنا آسف لاننا نتكلم بهذا الموضوع، ولكن ذلك اتى نتيجة التراكمات الهائلة، فاذا اردنا تنفيذ مشروع مياه لقرية وليس بئرا إنما شبكة مياه داخلية، إذا لم تطبق على قاعدة الستة وستة مكرر لا تستطيع الحصول عليها”.
وفي ما يتعلق بالمهجرين، قال: “سأعطي أرقاما يمكن أن تذهل البعض ولا تذهل الآخرين، وزارة المهجرين حتى هذه الساعة وأنا اقف أمامكم، مسجل لدي 129000 طلب حتى الآن لم يدفعوا، 129000 طلب قيمتهم النقدية إذا صرفوا 1472 مليار ليرة، ما يعني 970 أو 980 مليون دولار، أتكلم فقط عن التعويضات للطلبات ولم أتكلم بعد عن صرف صحي وشبكات مياه ولا كهرباء وخزانات وحيطان دعم وطرقات وزفت فقط نتكلم عن تتميم ال 129000 طلب. ستسألون لماذا أصبحوا 129000 طلب؟ لأن وزارة المهجرين التي أسست من اجل أهل الجبل والتهجير الذي حصل في الجبل لإجراء المصالحات، ودفع الدولة التعويضات لأهل الجبل بعد سنة ال 98 أصبحت كل قرية في لبنان من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب لديها طلبات في وزارة المهجرين بإستثناء منطقة واحدة التي تخضع فقط لمجلس الجنوب وهو الجنوب وقسم من البقاع الغربي. إذا أردنا تأمين نقود للجبل لا أحد سيعطينا وستبدأ المقايضات: نعطيكم هذا المبلغ للجبل وتدفعوا المبلغ التالي لهذه المنطقة وإلى آخره. 27 سنة لا نعلم كيف نقلص من هذا التراكم. المصالحات فقط، 28 مصالحة تم إجرائها في الجبل، وليس هناك مصالحة واحدة مقفلة ولا أي واحدة على الإطلاق، كلها ملفات تنتظر المعالجة”.
وختم أرسلان: “طبعا البعض في هذا البلد لا يوافقني الرأي وأحترم آراءهم، مستحيل النهوض في هذا البلد بالنظام السياسي الحالي، مستحيل هذه الدولة بتركيبتها. هناك 86 في المئة في الموازنة مخصصة للانماء من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال بعد 12 عاما من اقرار الموازنات العامة. نتكلم كثيرا وننظر كثيرا وهذا يقول هدر وهذا يقول فساد. ما هو الهدر وما هو الفساد؟ البلد ليس بحاجة لا لإصلاح مالي ولا لإصلاح إقتصادي ولا لإصلاح إداري، البلد بحاجة لإصلاح سياسي جذري وإذا لم نعترف بهذه الحقيقة في الأيام المقبلة، فان السنوات الآتية ستكون أصعب وأصعب على كافة المستويات الإقتصادية والإجتماعية والتربوية والإنمائية والإدارية والمالية. البلد بحاجة إلى إعادة نظر وأذكر بال 2009 بالذكرى السنوية الأولى لإستشهاد الشيخ صالح العريضي في بيصور، أعلنت حينها وطالبت بمؤتمر تأسيسي هوجمنا بسببه وبعد 8 سنوات لم أعدل رأيي وإنما أصبحت واثقا أكثر مع مرور الوقت أن هذه النظرية صائبة، وإلا فان وضع البلد سيكون من سيء الى أسوء. أشكركم على هذا الحضور وعلى هذه الأمسية أعذروني إذا لم أستطع مصافحة كل فرد بمفرده نتيجة الجمعة الجميلة. إن شاء الله نلتقي دائما بالأفراح ولا أزوركم سوى بالأفراح وبيصور ستبقى بيصور الأبية، بيصور الكرامة، ستبقى بيصور الشهداء، ستبقى بيصور التي لها الفضل الأول والأخير علينا جميعا في العيش الكريم في هذا الجبل وشكرا”.
ختاما تم توزيع دروع تذكارية في المناسبة.