أقامت بلدية حمانا، بالتعاون مع حركة “لبنان الشباب” ومكتبة الدكتور نجيب ابو حيدر العامة، لقاء حواريا مع وزير شؤون المراة جان اوغاسبيان، في مركز البلدية، حضره ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العقيد الركن نزيه الجبيلي، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا الرائد رواد المهتار، رئيس مكتب امن عاليه في مخابرات الجيش المقدم يوسف نجم، رئيس بلدية حمانا بشير فرحات، رئيس حركة “لبنان الشباب” وديع حنا، مسؤولة الاتحاد اللبناني التقدمي في عاليه هادية شهيب وفاعليات وحشد من الحضور.
وبعد النشيد الوطني وتعريف من المربي وديع رعد، القى فرحات كلمة اعتبر فيها “ان المجتمعات التي ايقنت اهمية المرأة في الحياة هي المجتمعات التي تطورت ونمت ووصلت الى حد الكمال”، وقال: “نحن نعي تماما ان المرأة مدرسة حياة بذاتها، ولا بد لنا من الاستفادة من هذه الطاقة الحيوية المتجددة”.
أضاف: “على صعيد بلدة حمانا، فان المجلس البلدي تمثل بثلاث سيدات أثبتن الجدية والنجاح والالتزام في المهمات الموكلة اليهن، من هنا يجب على المراة خوض غمار الحياة بكل تفاصيلها، وعلينا ان نقتنع باهمية وجودها وفاعلية انتاجها وجديتها، كما علينا ان نعبد الطريق امام للوصول، ووصولها لا يعني ابدا غياب الرجل بل التكافؤ بين الرجل والمرأة لكي ينمو المجتمع بشكل افضل ويصبح الرقي ميزة الحياة”.
ثم القت منسقية لجنة شؤون المرأة في حركة “لبنان الشباب” الهام نصر الله كلمة قالت فيها: “نعيش اليوم في مجتمع واع ومثقف، ولكن للاسف مازال مغلقا على بعض حقوق المراة التي بامكانها لعب دور اساسي وفعال في مجتمعنا، خاصة في المجال السياسي وغيره، ففي اكثر دول العالم تبوأت المرأة أعلى المراكز وفي شتى المجالات ونجحت، ومن العدل ان تحظى في لبنان بفرصة لتثبت نفسها وقدراتها. اليس من حق المراة حضانة اولادها حتى سن السابعة وان تعيش بكرامتها دون تعنيف من قبل زوج او اهل جهلة؟ اليس من حقها ان تختار شريك حياتها؟ الامثلة كثيرة، والوزير اوغاسبيان اكثر من يعرف معاناة المرأة اللبنانية، مهمته كبيرة ونحن على ثقة تامة ان بامكانه تحقيق القسم الاكبر من هذه الحقوق”.
وتحدثت ماري فرحات فتوجهت الى اوغاسبيان بالقول: “يفرحنا وجودك هنا اليوم، انت الذي تحاول جاهدا ايجاد المناسبات للنهوض بقضية المراة وحقوقها، وهو عنوان قديم لنضال طويل وصعب”. وطالبت ب”اقرار قانون مدني للاحوال الشخصية يحقق المساواة بين المراة والرجل”.
ثم تحدث اوغاسبيان، فقال: “حين تكلفت بهذه الوزارة شعرت انني امام مسؤوليات انسانية كبيرة. اليوم عندما نقول شؤون المراة، والمرأة بالدرجة الاولى هي انسان، وبالتالي لا اصعب من مسؤوليات تعنى بالانسان الذي هو الاساس في تركيبة المجتمع اللبناني”.
أضاف: “استطيع ان اقول انه بفترة زمنية قليلة اصبح هناك وزارة كاملة لشؤون المراة، لدينا موظفون واستراتيجية واضحة ورؤية وقيم، والموازنة موجودة، وقدمنا البرامج للامم المتحدة، وبنفس الوقت وضعنا استراتيجية تعاون مع المجتمع المدني وجاءنا خبراء اوروبيون عملوا معنا عليها والان رفعت لمجلس الوزراء لاقرارها وقدمنا 8 مشاريع لمجلس النواب اقر واحد منها وهو تجريم التحرش الجنسي. بفترة زمنية قليلة اصبح لدينا وزارة كاملة، وكل المؤسسات الدولية الموجودة في لبنان بدات بالتنسيق معنا وتأتينا الهبات التي وصلت حتى الآن الى 250 الف دولار لتنفيذ مشاريع ترتبط بتمكين المراة خصوصا في المناطق الريفية، وانا مؤمن بهذه القضية ومؤمن ايضا بان المراة في لبنان هي طاقة فكرية علمية ثقافية، لديها قدرات وانجازات كثيرة، وقد قمنا بدراسات أثبتت ان انتاجية اي مجلس ادارة يكون عدد النساء فيه اكثر من ثلاثين بالمئة، تفوق انتاجية أي مجلس ادارة ليس فيه هذه النسبة من النساء”.
وتابع: “منذ 3 ايام اتت شابة عمرها 20 عاما مع امها، تحمل شهادة ماجيسير بالاتصالات وهي من بعلبك من مجتمع على قدر الحال، وبالحقيقة انا اهنئ الام التي توفي زوجها ولديها صبيان وبنت، فأخرجت الولدين من المدرسة وعمل الثلاثة من اجل تعليم الفتاة. هذا هو التطور، هذا هو المجتمع الذي نريده، المجتمع المبني على الكفاءة وليس على العقلية الذكورية، وبالتالي يجب ان يكون التعاطي مع الانسان على اساس الكفاءة. هذه الشابة جاءت تطلب مني مبلغا من المال للسفر الى المانيا لان شركة ايرباص وهي اكبر شركة طيران في العالم اجرت مسابقة لتختار عددا قليلا من المهندسين في العالم ليخضعوا لدورة بالمانيا، وهذه الفتاة تقدمت ونالت المركز الاول في الامتحان من بين خمسة الاف طالب من انحاء العالم، وقد جاءت تطلب ثمن انجاز الفيزا وشراء تذكرة السفر وتأمين مصروف الدورة لانها لا تملك شيئا، وانا اكيد ان هذه الفتاة عندما تصل الى المانيا لن تعود الى لبنان، وأنا أعطيكم هذا المثل لاقول: هذا نموذج عن المراة اللبنانية”.
وقال: “اذا كنا نطالب بمرحلة معينة بالكوتا، فالمسألة ليست بالشكل. يهمنا ان يكون هناك سيدات في المجلس النيابي، لكن الموضوع الأهم يرتبط بقدرات المراة اللبنانية وطاقاتها وامكاناتها وعلمها ومعرفتها، فان الدولة اللبنانية تخسر هذه الامور وتخسر وجود المراة في المجلس النيابي والحكومة”.
أضاف: “في الجامعة اللبنانية هناك 82 الف طالب، 71% منهم فتيات، والاساتذة فيها الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما 60% منهم سيدات، وبالتالي هذا المسار لا احد يستطيع ايقافه، المرأة هي حكما من يغير الوضع في لبنان ويجب أن تفرض نفسها في كل المجالات”.
واكد ان “هناك ثقة بهذه الوزارة، ففريق العمل مؤلف من 8 نساء خبراتهن عالية، ونشكل واياهن فريقا لتصبح هذه الوزارة سيادية، وكل ما اقوم به يهدف لتكون هذه الوزارة ثابتة ومستمرة، هذه الوزارة لن تلغى لانه اصبح لدينا التزامات مع كل الجهات المانحة الدولية”.
وتوجه الى النساء، قائلا: “انتن طاقة وقيمة وجوهرة وعلينا ان نستمر معا في هذه القضية من اجل مصلحة الوطن والمجتمع”. أضاف: الانسان باخلاقه، بامكاناته وقدراته، وفي السياسة تعلمت ان الكرسي لا يصنع الانسان بل الانسان هو الذي يصنع الكرسي ويصنع البيوت والدول”.
وختم اوغاسبيان شاكرا الجميع مؤكدا ان “وزارة شؤون المرأة هي من اهم الوزارات”.