تتصدر حرائق الغابات والنفايات ومصادر الطاقة غير النظيفة والموقع الجغرافي السيئ قائمة أسباب تلوث جو المدن العالمية الكبرى.
حيث قدم علماء البيئة معلومات جديدة عن تلوث الجو في تلك المدن، وتصدرت هذا التصنيف البيئي عاصمتا باكستان والهند حيث سجلتا أعلى درجة لتلوث الجو.
وقد أجرى فريق من العلماء الأمريكيين دراسة في هذا الموضوع برئاسة الباحثة، جينيفير هيغارتي، حيث استخدم مطياف الانبعاثات التروبوسفيرية المنصوب على متن القمر الصناعي الأمريكي للأرصاد الجوية.
ومن مميزات القمر الصناعي قدرته على رصد نقطة معينة على الأرض مرة كل 16 يوما، في التوقيت المحلي ذاته تقريبا، وسمح ذلك بمتابعة تغيرات كميات الأمونيوم والميثانول وحمض الفورميك والأوزون وغيرها من الغازات، لفهم تأثير خصوصيات التضاريس والمناخ على حالة الجو في المدن الكبرى.
وعلى سبيل المثال فإن نسبة الأوزون في الطبقات السفلية لجو كراتشي التي بلغ عدد سكانها 24.3 مليون نسمة فاقت خلال ثلث أيام السنة ما هو مسموح به.
أما مدينة كالكوتا ( 14.8 مليون نسمة) ودلهي ( 21.8 مليون نسمة) الهنديتان ودكا (18.3 مليون نسمة) في بنغلاديش فحطمت أرقاما قياسية من حيث نسبة الأمونيوم السام في الجو، والتي فاقت المعدل المسموح به خلال 47.1% و73.5% و51.5% من أيام السنة على الترتيب.
وأشار العلماء إلى أهم العوامل التي تؤدي إلى تلوث الجو، وهي احتراق المادة البيولوجية مثل حرائق الغابات واحتراق بقايا النباتات في الحقول، والنفايات.
وترتفع نسبة الغازات السامة في جو مكسيكو سيتي مثلا بشكل سريع في الفترة بين شهري مارس ويونيو، حين يحرق المزارعون بقايا النباتات في الحقول.
أما النظام القديم لتوليد الكهرباء والتخلص من النفايات فيعد سببا مؤثرا في تلوث الجو في لاغوس ( 21 مليون نسمة ) بنيجيريا. وأشار العلماء أيضا إلى دور العوامل الجغرافية، فعلى سبيل المثال فإن مكسيكو سيتي تحيطها الجبال من 3 جوانب، الأمر الذي يحول دون انتشار التلوث الناجم عن الحرائق البعيدة.
ويساعد موقع لاغوس القريب من خط الاستواء في نشوء الأوزون في جوها، أما الرياح التي تهب من جانب البحر فتساعد على استقرار التلوث فوق المدينة.