أكد أمين سر تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ابراهيم كنعان انه “سيكون هناك قانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل لجميع المكونات، فلطالما تحملنا الحملات والاضاليل وانتصرنا من اجل الشراكة والمصلحة الوطنية”.
كلام كنعان جاء خلال تمثيله رئيس “التيار الوطني الحر” في العشاء السنوي لهيئة بيت مري، في حضور النائب غسان مخيبر، منسق هيئة قضاء المتن الشمالي في التيار هشام كنج وأعضاء الهيئة، رئيس بلدية بيت مري روي بو شديد وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، ورئيس بلدية عين سعادة أنطوان بو عون وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير وممثلين للقوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي البلدة.
وقال: “شعر شعبنا ومجتمعنا في الفترة الأخيرة بمحاولات لوضع العصي في دواليب العهد، فانتفض امام ما يرى فيه امكانية لضياع الحلم، وقال الحقيقة مهما كانت صعبة في وجه الاضاليل، حتى لا تغلب الشائعة صوت العقل والحقيقة. انتظرنا 15 عاما لعودة العماد ميشال عون واستعادة السيادة والاستقلال، وقد دفع اللبنانيون الاثمان الكثيرة، جراء ذلك، في السجن والمنفى، حيث شعر بالظلم والقهر، وهو ما ولد طاقة جرى الحفاظ عليها، وفجرت ايجابا في الرابع عشر من شباط 2005، بهدف بناء الدولة، لا بناء نظام محاصصات على حساب احد، ولا سيما على حساب الذين نكل بهم وحرموا من حقوقهم”.
أضاف: “طوال هذه السنوات، لم نلجأ الى شعبويات وديماغوجيات، بل ضحينا، ولا ننكر في الوقت عينه تضحيات سوانا، ولكن، وفي الوقت ذاته، فمن المفترض وعندما نتشارك في الهم والقضية ونتفاهم على الأهداف الكثيرة التي نسعى الى تحقيقها، ان نستمر حتى النهاية مع بعضنا البعض”.
واستذكر “حادثة حصلت العام 1973، يوم كان الراحل البير مخيبر وزيرا للتربية، يوم استقالة الحكومة التي كان يرأسها صائب سلام، جراء خضات وقلاقل في البلاد، وعندما أراد شقيق الراحل البير، الوقوف على خاطره، اجابه الأخير: “لا لزوم لذلك، لقد ارتحنا وعدنا الى المعارضة”. التيار الوطني الحر ولد من رحم المعارضة والنضال، ولكنه ثبت ان المعارضة التي ارساها ومارسها لم تكن شكلية، او سطحية لتسجيل المواقف، وقطف الأصوات في المواسم، انما معارضة قاسية، تمثلت بمعارضة الاحتلال السوري حتى التحرير، وعدم قيام الدولة والمحاصصة عام 2005، وحزنا على ثقة 70% من المسيحيين، و21 نائبا يوم شكل في وجهنا التحالف الرباعي في ذلك الحين، وكنا خط الدفاع الأول عن الحقوق الضائعة. نجحنا في ذلك الحين، واعتقد البعض ان ذلك سيأخذنا الى السلطة، لكننا انتقلنا الى الخطوة الثانية، فحققنا الاستقرار من خلال اصعب تفاهم يمكن ان يرسيه قائد انتفض على الاحتلال وواجه الجميع، وعاد الى لبنان برأس مرفوع، فلا تسوية اعادته، ولم يقدم التنازلات لاحد، وعارض وخاض الانتخابات في وجه الجميع، وحاز على ثقة الناس، بوجه الجميع. ذهب العماد عون في ذلك الحين في اتجاه الثامن من آذار، لا لكي يصبح في الثامن من آذار، بل من اجل مد جسور التواصل بين اللبنانيين، وإرساء الاستقرار. والجميع اليوم يشهد له بذلك ولو متأخرا، والاشادات التي يوجهها اركان ما كان يعرف بالرابع عشر من آذار للرئيس عون، شاهدة على ذلك، والعالم بأجمعه يشهد بأن حامي الدستور والدولة والجيش والعيش المشترك والتنوع في هذا المجتمع، عن جدارة وقوة وحزم في إدارة الأمور، وهو الرئيس ميشال عون”.
وتابع: “عام 2006 ارسينا التفاهم مع “حزب الله”، في خطوة فاجأت الكثيرين، ولم يفهمها الكثيرون. وقرر زيارة سوريا قبل اشهر من الانتخابات النيابية، وعندما طلبنا منه التريث حتى تمرير الانتخابات، في ضوء الحملات والتحريض الحاصل، كانت اجابته: “ليس ميشال عون من يقوم بشيء من تحت الطاولة، واذا لم اكن قادرا على هذه الخطوات، من رصيدي وثقة الناس بي، بعدما خرجت سوريا من لبنان، وبعدما استعاد اللبنانيون دورهم، بهدف إرساء الاستقرار، فلست ميشال عون”. في انتخابات 2009، مورست في حقنا كل الشائعات والحملات الدعائية والتحريضية، واكملنا الطريق، وكانت الخطوات الإصلاحية التي بدأنا بها في لجنة المال والحكومة ومن خلال المشاريع التي بدأنا نضعها على السكة”.
واعتبر ان “الخطوة الاستراتيجية والمصيرية الثانية التي ارساها ميشال عون، كانت التفاهم المسيحي، لان من الأهمية بمكان الالتحام وتكوين رؤية مشتركة، وما اعتبره البعض مستحيلا بعد 30 عاما من الفراق والدماء، تحقق من خلال اعلان النيات في الرابية والاتفاق الرئاسي في معراب. نحن عارضنا نعم، وقلنا لا للاحتلال وحررنا ولا للفتنة الداخلية وارسينا التفاهمات، وقلنا نعم للوحدة المسيحية وحققناها. اليوم نحمل هم الإصلاح، ولا نكتفي بالشعارات. فنحن من وضعنا “الابراء المستحيل” واكتشفنا الخلل المالي والحسابات الضائعة، وال11 مليار. ومن شاركنا بالموقف وايدنا وتفوه بكلمة وساهم معنا باكتشاف الخلل المالي الكبير، ان في ال11 مليار او سواه، فليتفضل اليوم ويسألنا، ولا يحق لاحد ان يسألنا لاننا اصحاب القضية والمؤتمنون عليها. ومن يظن ان ميشال عون ومدرسته تقوم بتسويات على المبادىء والقناعات والمال العام، فهو مخطىء ولا يعرفنا. عندما نرسي أي اتفاق او تفاهم مع أي مكون من مكونات الجمهورية اللبنانية، نقوم به وفق قناعاتنا وافكارنا، ولا نبدل ثيابنا ونترك قناعاتنا من اجل كرسي او منصب. وميشال عون لم يذهب الى الكرسي، بل الكرسي جاءت اليه بحضوره وقوته ودوره وحضوره وقدرته على مد جسور التواصل بين اللبنانيين”.
وقال كنعان: “تحملنا كل الاتهامات التي كيلت الينا بالتعطيل والفراغ، ومعارضتنا كانت محقة من اجل الوصول الى لبنان الشراكة والمساواة. واستذكر اليوم موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتبر ان موقف الرئيس عون من قانون الانتخاب ورفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على أساس قانون الستين، هو الذي يدفع عمليا في اتجاه إقرار قانون انتخاب جديد”.
وأشار إلى ان “المسار الذي حققه التيار لا يلغى بالشائعات والاستهداف ، ونحن ذاهبون باتجاه إقرار قانون انتخاب جديد، وكما استفادت كل المكونات من استعادة الرئاسة القوية، فكل المكونات سستتمثل من خلال قانون الانتخاب الجديد”، مجددا التأكيد ان “التفاهم المسيحي لا يريد الغاء احد، بل يسعى لان يكون رافعة للشراكة والانماء المتوازن، وليس مشروع سلطة. الانماء في المتن يوجه الى نواب التغيير والإصلاح، والتيار الوطني الحر، كما ان الشكر يوجه في ما نحن عليه اليوم، لكل من ضحى واستشهد ونفي ونكل به، وصمد على قناعاته، واليوم نهدي كل هؤلاء ما نقوم به، وكما اهديناهم الرئاسة القوية، سنهديهم قانون الانتخاب والموازنة الإصلاحية الشفافة. الإصلاح ليس بالمزايدات ولا سيما لا بالمزايدات علينا، ومن حق كل من يوجه الينا الأسئلة من اهل الحكم والسلطة، حول الإصلاح، ان يقوم بذلك، لو انه كان له دور في المشروع الإصلاحي الذي كنا لوحدنا فيه، ولم يصمت بدل الوقوف الى جانبنا”.
وختم كنعان: “حملنا الصليب وحدنا وسنستمر، ولا يزايدن علينا احد. نريد تغليب لغة العقل والمنطق، والمصلحة المسيحية والوطنية، من اجل الجميع. تفاهمنا مع القوات ولا عودة الى الوراء على هذا الصعيد، ونريد هذا التفاهم ان يتسع ليشمل تيار المردة وحزب الكتائب وكل المستقلين من دون استثناء. الجميع مدعو لان يشهد للحق والحقيقة والاتحاد والتضامن من اجل تحقيق الإنجاز الأهم وهو قانون الانتخاب والتمثيل الصحيح والإصلاح الحقيقي”.
وكانت كلمة لمنسقة هيئة بيت مري في التيار ريما حداد، شكرت فيها الحضور، وحيت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مؤكدة “استمرار التيار بصلابته وقناعاته لمصلحة مجتمعه وجميع اللبنانيين”.
اما بو شديد فاعتبر ان “عهدا جديدا بدأ بوصول الرئيس عون، وهو عهد الثقة والإصلاح والمصلحة العامة لجميع اللبنانيين”، شاكرا لكنعان “اسهامه في انماء بيت مري وتأهيل البنى التحتية فيها من اشغال وتعبيد وصرف صحي”.
بدوره أوضح كنج ان “المسيرة لم تنته بمجرد وصول الرئيس عون الى سدة الرئاسة، لا بل انطلقت مسيرة انتهاء الصيف والشتاء فوق سقف واحد، وبدأ زمن الإصلاح الفعلي والمساواة بالحقوق والواجبات”، مؤكدا ان “التيار يتهم ولا يتهم، لان ليس على يديه عمولة او هدر او فساد”.