تفقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والوفد المرافق، في إطار جولته في منطقة زحلة، محطة تكرير مياه الصرف الصحي في ابلح.
وكان في استقباله رئيس بلدية ابلح روبير سمعان، الذي القى كلمة، قال في مستهلها: “الشكر العميق للوزير باسيل على هذه الزيارة الفريدة، لمحطة تكرير الصرف الصحي في ابلح، حيث بالامس كان معاليه في نيويورك يعالج امور لبنان من على اعلى المستويات، واليوم يزور بلدة ابلح في البقاع المضياف، وعلى ضفاف نهر الليطاني، للاطلاع على هموم وشجون وانجازات البلدية”.
أضاف “انتم اليوم يا معالي الوزير، ضمن محطة تكرير مياه الصرف الصحي لبلدة ابلح، التي من خلالها تعالج مياه الصرف الصحي لبلدات مجاورة، وهي: النبي ايلا ونيحا بالاضافة الى الثكنة العسكرية لقيادة المنطقة. تكفلت البلدية منذ حوالي 10 سنوات مشروع الهبة المقدمة من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية usaid مشكورة، والتزمت بالتشغيل والعناية، حيث تم شراء الارض المناسبة للمحطة من قبل البلدية، وتم بناء هذه المنشأة من قبل ال usaid، لتستوعب الفي متر مكعب يوميا، والمحطة تعمل منذ 6 سنوات 24/ 24، مع ما تكلفه من اعباء تشغيلية، وكل ذلك على نفقة البلدية، اي ما يعادل اكثر من 25% من الموازنة السنوية للبلدية”.
وتابع “اخذنا على عاتقنا أن نضيء شمعة على ضفاف الليطاني خير من ان نلعن الظلام. ومن خلال هذا العمل الناجح، ساهمت وزارة الزراعة وبالتعاون مع الاتحاد الاوروبي بالمساعدة في انشاء البركة الزراعية، على مسافة 5 آلاف متر مربع، حيث تصب المياه المكررة الى البركة الزراعية، لمساعدة اكثر من 40 مزارع لري كرومهم العنب في فصل الصيف، وبالتالي اصبح مشروعا متكاملا من تكرير مياه الصرف الصحي لاستعمالها للري”.
وأردف “لكن بعض المتضررين في جوار البركة الزراعية من هذا المشروع، يحاولون عرقلة هذه المسيرة التنموية وبالافتراء والكيد. لكن المراجع القضائية سوف تفصل بهذا النزاع ولدينا ملء الثقة بالقضاء اللبناني. وهذا المشروع فريد من نوعه في العالم العربي ومشروعا يحتذى به”.
وختم “هناك الكثير من المطالب سوف نضعها لمساعدتنا ضمن المنهجية، التي تسيرون عليها، اهمها التخطيط والتنفيذ والمساعدة على العمل، ومن خلالكم نوجه تحية اكبار واجلال لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لانه “بي الكل”، الذي لا يترك مناسبة الا ويعطي اهتمامه الكامل للمشاكل البيئية والزراعية، خاصة في هذه الظروف الصعبة، التي تمر بها البلاد، وذلك لكي يبقى المزارع في ارضه. دمتم وعاش لبنان”.
بدوره، قال باسيل: “اشكركم على هذه الفرصة لزيارة هذا الموقع، الذي سمعت عنه كثيرا، ولكني اليوم اطلعت عليه عن قرب، وأحب ان اتكلم عن هذا المشروع بالذات من تجربتي التي عشتها في وزارة الطاقة، وان نستفيد مما تعلمناه مما نراه، لان لبنان بلد الطبيعة المتميزة، وفرطنا بها بيئيا، واحد اسباب التلوث هو الصرف الصحي، الذي يلوث كل شيء، واقله بحيرة القرعون ونهر الليطاني، وعمليا نحن بحاجة الى ما يقارب المليار دولار لتنظيف مجرى الليطاني وحمايته من هنا حتى الاولي، وهذه الكلفة الكبيرة سببها الاهمال، بالوقت الذي كلف فيه السد حينها خمسين مليون دولار، ومشكلة الصرف الصحي في لبنان، قد صرفنا عليها فوق المليار ونصف دولار، وقليلة جدا هي محطات التكرير، التي تعمل التي بنتها الدولة. لان التخطيط والتنفيذ متناقضان مع بعضهما البعض. فاكثر المشاريع لم يتم اكمالها نتيجة عدم المعرفة. اعتقد ان هذا شكل من اشكال الفساد”.
أضاف “وامام هذا الواقع، عملنا في وزارة الطاقة خطة كاملة للصرف الصحي على كامل الاراضي اللبنانية، وعملنا منظومات كاملة ورفعناها للخطة على مجلس الوزراء، واخذنا موافقة عليها. لكن يبقى التنفيذ والاولوية والمراحل وهذا الموضوع الاساسي”.
وتابع “ما رأيته اليوم، يعزز لدي قناعة منذ ان كنت وزيرا للطاقة، هناك محطة للصرف الصحي في البقاع الشمالي، عندما انتهى عقد صيانتها، وافقنا استثنائيا في مجلس الوزراء على اعادة تشغيلها بمبلغ 4 مليار ليرة، من وقتها كل سنة تصرف الحكومة هذا المبلغ لتشغيل محطة صرف صحي واحدة. ومنذ فترة بدأت بالاعتراض، لانه على البلديات تشغيل هذه المحطات، من دون تمييز بين المناطق. مثلا الجميع يدفعون للخلوي، ويدفعون للمياه، فلماذا لا يدفعون لمحطات تكرير المياه؟”.
وأردف “قد اكد لي الرئيس سمعان ان الجباية داخل هذه البلدة الصغيرة نسبتها مئة بالمئة، وهي بلدة مختلطة المسلم مثل المسيحي، لا يوجد فيها اي نقص، كما هو الحال في البترون، لا يوجد فيها اي شواذ، هنا نعود للعدالة والمساواة بين المواطنين. هذه البلدية الصغيرة تأخذ من موازنتها 75 مليون ليرة لاستعمالها في تشغيل محطة الصرف الصحي، بالوقت الذي يوجد فيه بلديات عريقة وميزانياتها كبيرة وليس لديها محطات صرف صحي”.
وختم “انا احببت زيارة هذه المحطة لكي اخبر عنها، ولكي تكون مثالا لباقي البلدات ونتعلم من هذه البلدية ومن رئيسها الذي يعطي جهدا، لانه مشروع نموذجي. وساخبر انه ببلديات صغيرة، وبمقدرات بسيطة وبامكانيات قليلة نستطيع ان نحمي بيئتنا وبلدنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام