اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان “استقلالية السلطة القضائية مصانة بموجب الدستور والقوانين والانظمة المرعية، واي اجراء يمكن ان يؤثر على هذه الاستقلالية تتم معالجته وفقا للأصول القانونية التي تضمن تعزيزها”.
وابلغ الرئيس عون رئيس واعضاء مجلس القضاء الاعلى الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، انه حرص على “تضمين خطاب القسم موقفا واضحا من استقلالية السلطة القضائية على غرار السلطتين التشريعية والتنفيذية، مع التأكيد على اهمية التعاون بين هذه السلطات لما فيه الخير العام”، لافتا الى ان “المادة 20 من الدستور تعطي القضاة ضمانات ليس في وارد احد نزعها منهم”.
وذكر رئيس الجمهورية الجسم القضائي ب”ضرورة توافر عناصر ثلاثة، الاستقامة اولا ثم ارادة العمل وبعدهما المعرفة القانونية”، داعيا الى “الاسراع في انجاز التشكيلات والمناقلات القضائية”.
وكان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد قدم لرئيس الجمهورية، عرضا موجزا عن “وضع القضاء العدلي والتطورات التي استجدت بعد اقرار مجلس النواب سلسلة الرتب والرواتب وما تضمنته من نصوص قانونية تؤثر على نظام الحماية الاجتماعية التي يستفيد منها القاضي العامل والمتقاعد من خلال صندوق تعاضد القضاة”.
ولفت القاضي فهد الى ان “القضاة لا يخضعون لنظام الموظفين في الملاك الاداري العام والمؤسسات العامة والهرميات المنصوص عليها في هذا النظام، ما يجعلهم مستقلين برواتبهم ومخصصاتهم وتعويضاتهم لانهم اعضاء في سلطة دستورية مستقلة”، شاكرا الرئيس عون على “الاهتمام الذي اولاه لمطالب السلطة القضائية”، مؤكدا “السعي الدائم ليكون القضاء سلطة مستقلة ومسؤولة في آن”.
وضم وفد مجلس القضاء الاعلى الى القاضي فهد، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، ورؤساء الغرف في محكمة التمييز القضاة ميشال طرزي وجان عيد وغسان فواز، الرئيس الاول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي طنوس مشلب، رئيس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان القاضي عفيف الحكيم، رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ممثل محاكم البداية في مجلس القضاء الاعلى القاضي محمد وسام مرتضى.
الى ذلك، عرض رئيس الجمهورية مع وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الاوضاع الامنية العامة في البلاد، لا سيما “في هذه الظروف الدقيقة التي يعيشها لبنان والمواجهات التي تحصل على الحدود اللبنانية – السورية”.
وشكر الوزير الصراف الرئيس عون على “الدعم الذي يقدمه بشكل دائم للجيش”، واطلعه على “التدابير والاجراءات المتخذة لمناسبة الاحتفال الذي سيقام في الاول من آب في الكلية الحربية لتسليم السيوف الى دفعة من الضباط المتخرجين”.
واستقبل الرئيس عون وفدا اغترابيا من “النادي اللبناني الكندي” الذي تحدث باسمه رئيسه مارون عون، شاكرا رئيس الجمهورية على “ما يفعله لاعادة المنتشرين اللبنانيين الى حضن الوطن، لا سيما استعادتنا للجنسية اللبنانية الذي كان حلما فاصبح حقيقة بفضل انجازاتكم وتوقيعكم على القانون الذي انصف المغتربين”.
اضاف: “باعتزاز نستمع الى خطابكم فخامة الرئيس ونشعر ان للجمهورية رئيسا يحميها وللدولة رئيسا يسهر على استقرارها. فمنذ زمن لم نسمع كلاما رئاسيا يفيض بالمبادىء الوطنية ويحترم ارادة اللبنانيين ويصون كرامتهم مقرونا بالافعال والقرارات المناسبة. ومن اهم هذه القرارات التمسك بقانون انتخابي جديد عادل يؤمن صحة التمثيل لكافة الشرائح. فجسد هذا القانون قولكم بأن “البعض قد يخسر مقاعدهم لكن الوطن يربح”، فشكرا لكم لانكم جاهدتم في سبيل اقرار قانون انتخابي جديد يعيد تكوين السلطة بشكل عادل. ونتطلع الى اجراء الانتخابات وفق هذا القانون الذي يضمن صحة وعدالة التمثيل. وان يكون لنا كمغتربين حق الترشح والاقتراع لنواجه من خلال مجلس نيابي جديد التحديات المصيرية الكبرى كالدفاع عن الارض والهوية ضد مؤامرات التوطين والتجنيس”.
وألقت الطفلة ريتا عون كلمة، فقالت: “فخامة الرئيس، لقد اتينا من كندا كي نراك اليوم. نحن نحبك كثيرا. شكرا لك، لأنه بفضلك تمكنا من المجيء الى لبنان الآمن والجميل”.
ورد الرئيس عون بكلمة، اكد فيها “اهتمامه الدائم بالمغتربين اللبنانيين، ليس فقط في مسألة اعادة الجنسية، ولكن من خلال تشجيع القسم الاكبر منهم للعودة الى لبنان”. وقال: “ان لبنان يفقد بسبب الهجرة خيرة شبابه. ونحن نريد ان يبقى الشباب اللبناني هنا على ارضه، وسنبذل كل جهدنا كي نخلق فرص عمل جديدة تبقيهم هنا، فيعطوا لبنان افضل ما عندهم. وشباب لبنان لم يقصروا في بلاد الاغتراب، وقد باتت لديهم الكفاءة والخبرة كي يفيدوا بالمقابل وطنهم ومجتمعهم”.
اضاف: “من جهتنا، كان لنا الاهتمام بالاغتراب ونظمنا اللقاء الرابع للبنانيين في بلاد الانتشار في ايار الماضي، وهو لقاء سيتكرر عاما بعد عام هنا، فنربط بذلك اللبنانيين بعضهم البعض في كافة انحاء العالم، فيتعاونوا وتبقى نقطة التقائهم المركزية لبنان. ونحن نأمل مشاركة اكبر عدد ممكن من اللبنانيين المنتشرين في العالم في مثل هذه اللقاءات”.
وتوجه الرئيس عون الى الحاضرين بالقول: “نأمل ان نراكم دائما في لبنان، وهو اليوم الدولة الوحيدة التي تشهد استقرارا امنيا وسط منطقة يلفها الحديد والنار، وما من احد بامكانه التكهن متى تنتهي هذه المرحلة. وقد وضع هذا الواقع لبنان في ازمة اقتصادية كبرى، وعلى الرغم من ذلك تمكنا من الصمود وسنعمل على تحسين الوضع الاقتصادي في مختلف القطاعات تدريجيا”.
واستقبل الرئيس عون، وفدا من نقابة مخرجي الصحافة ومصممي الغرافيك برئاسة نائب رئيس النقابة علي كمال الدين، نظرا لوجود رئيس النقابة باتريك ناكوزي خارج لبنان.
واطلع كمال الدين رئيس الجمهورية على “واقع عمل المخرجين الصحافيين ومعاناتهم، لا سيما لجهة وجود مؤسسات تعطي شهادات في الاخراج وتصميم الغرافيك وهي غير مستوفاة للشروط العلمية والاكاديمية المطلوبة وسنوات التدريس الواجب توافرها”.
وعرض كمال الدين “رغبة النقابة في شراء مقر جديد لها من خلال زيادة مساهمة وزارة الاعلام في موازنتها”، لافتا الى ان “العاملين في هذا القطاع يشكون من منافسة غير اللبنانيين لهم وامتناع مؤسسات اعلامية عن دفع تعويضات بعضهم”.
وهنأ الرئيس عون مجلس النقابة الجديد، متمنيا له التوفيق، مشيرا الى ان “المطالب التي قدمها الوفد ستكون موضع عنايته وسيوعز الى الجهات المعنية متابعتها”.
وفي قصر بعبدا، السيدة ترايسي شمعون التي شكرت الرئيس عون على “الثقة التي منحها اياها بتعيينها سفيرة للبنان في الاردن”.