حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قوى الامن الداخلي في عيدها الـ 156 الذي يصادف غدا الجمعة، منوها بالدور الذي تقوم به في المحافظة على الامن في لبنان “الذي اذا فقد، فقدت معه مقومات الحياة في المجتمع، ذلك لان الامن والازدهار يسيران معا، ولا يمكن ان يزدهر بلد لا أمن فيه وتتعطل كل قطاعاته ويصبح هم المواطن كيف يحمي نفسه بنفسه وكيف يؤمن عائلته واهله”.
وتوجه الرئيس عون الى ضباط قوى الامن الداخلي ورتبائها وافرادها، مقدرا تضحياتهم، داعيا الى المزيد وقال: “اذا كان دوركم هو نشر الامن وبسط الطمأنينة، فان وجودكم على الارض هو عامل ثقة وضمانة للجميع، خصوصا عندما تكثر التعديات والحوادث المخلة بالأمن. فحماية المواطن امانة في اعناقكم، حماية حياته ورزقه وعائلته من المخاطر التي تتهددها. من هنا اهمية المسؤولية الملقاة على عاتقكم”.
واضاف: “خلال سنوات الحرب، عانى اللبنانيون كثيرا من الامن المتفلت ومن امن الميليشيات، وكان هذا من أهم اسباب الهجرة التي أفقدتنا الكثير من الطاقات. واليوم اذا تمكنا من التأسيس لحالة من الرخاء الامني، فإننا نكون قد قطعنا احد اهم الدروب التي تأخذ ابناءنا خارج حضن الوطن، ومهدنا طريق العودة لقسم كبير منهم، ولا سيما ان الرخاء الامني كي يتحقق يحتاج الى عمل دؤوب ولا يكتمل الا بجميع دعائمه، وانتم وسائر المؤسسات الامنية الاخرى احدى هذه الدعائم، والقضاء دعامة اخرى”.
وبعدما استذكر الرئيس عون شهداء قوى الامن الداخلي الذين سقطوا مؤخرا وهم يؤدون واجبهم العسكري، قال: “لا شك انكم تتعرضون في حياتكم المهنية لضغوطات شتى وايضا لمغريات، حصانتكم هي الانضباط والتمسك بالقيم والفضائل العسكرية وبالمناقبية التي تربيتم عليها، حصانتكم هي تجردكم سواء خلال تنفيذ مهامكم، او في معاملتكم للمواطنين، فالتجرد مرادف للعدالة وعدم الظلم، فتطبقون القانون على الجميع بالسواء”.
واكد الرئيس عون عزمه توفير كل ما يساعد القوى العسكرية والامنية على ادائها مهامها بنجاح وحرفية عالية.
وكان الرئيس عون اطلع على التحقيقات التي اجريت في الجريمة التي أودت بحياة الشاب روي حاموش ليل امس الاول والتي ادت الى توقيف احد المتهمين بتنفيذها. وقد طلب الرئيس عون من الاجهزة الامنية والقضائية المعنية التوسع في التحقيق لمعرفة الاسباب الحقيقية للجريمة وانزال اشد العقوبات في حق مرتكبيها والمحرضين عليها.
كما طلب الرئيس عون من القوى الامنية التشدد في تطبيق الاجراءات التي تم اتخاذها في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع للحد من الجرائم المخلّة بالامن التي يذهب ضحيتها ابرياء.
الى ذلك، كانت الاوضاع السياسية والامنية في البلاد محور لقاءات الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، فاستقبل في هذا الاطار النائب اميل رحمه الذي اطلعه على نتائج زيارته الى روما واللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين في الكرسي الرسولي، كما تداول معه في الاوضاع الامنية المتردية التي تشهدها منطقة البقاع الشمالي بعد الحوادث التي تكررت خلال الايام الماضية.
وقال رحمة: “ان منطقة البقاع الشمالي هي منطقة عزيزة على قلب فخامة الرئيس الذي اكد لي ان التعليمات اعطيت للاجهزة الامنية كافة للتشدد في تطبيق القانون وان تكون العين الساهرة المستمرة والدائمة لوضع حد للفلتان الامني في المنطقة لان استتباب الامن ضرورة لاعادة دورة الحياة الى طبيعتها اقتصاديا واجتماعيا وانمائيا”.
واستقبل الرئيس عون النائب كاظم الخير، الذي اوضح انه بحث مع رئيس الجمهورية في قانون الانتخابات في ضوء الاتصالات الجارية للاتفاق عليه، كما تطرق الى الوضع الامني والجرائم التي تقع من حين الى آخر. وقال الخير: “اكد لي فخامة الرئيس ان القرارات التي اتخذها المجلس الاعلى للدفاع سوف تطبق بشكل كامل على كافة الاراضي اللبنانية”.
واعلن انه بحث ايضا مع الرئيس عون في عدد من المشاريع التي تهم منطقة المنية الضنية، ومنها الكورنيش البحري وتأمين التمويل لثلاث مدارس رسمية في النبي يوشع ودير عمار وبحنين.
كذلك استقبل الرئيس عون النائب فريد الياس الخازن، وأجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة كسروان.