كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: يشهد لبنان حركة ديبلوماسية غير اعتيادية، وأهميتها تكمن في تعدديتها ودفعها في اتجاه واحد، بمعنى انّها غير محصورة فقط بباريس، إنما تضمّ القاهرة والفاتيكان وبرلين وجامعة الدول العربية وحتى الاتحاد الأوروبي، وتتركز على موضوع وحيد وهو تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة دولياً بما يمكنها من جلب المساعدات وفرملة الانهيار.
ولم تحصل الاندفاعة الدولية الّا بعد ان وجدت هذه الدول وغيرها، انّ لبنان ينزلق بلا كوابح إلى الفوضى والانهيار الشامل، ولكن التساؤلات التي تتبادر إلى الأذهان تكمن في الآتي: ألم يشهد لبنان اندفاعة مماثلة على أثر انفجار 4 آب، وماذا كانت النتيجة؟ ألم يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رؤساء الكتل النيابية في قصر الصنوبر، وأعلن عن موافقتهم على تشكيل حكومة على أساس المبادرة الفرنسية، وماذا كانت النتيجة؟ ألم تلوِّح باريس بالعقوبات في حال عدم الاستجابة للنداءات الدولية بضرورة تشكيل الحكومة، وماذا كانت النتيجة؟
قد يقول قائل إنّ الوضع اختلف اليوم، وانّ الجميع وصل إلى الحائط المسدود، ولم يعد أمامه إما التأليف فالانفراج، وإما استمرار الفراغ فالانفجار. ولكن لا يبدو انّ بعض من يعرقل التأليف لاعتباراته الحصصية يتوقف كثيراً أمام هول الكارثة ووضع الناس ومستقبل البلد، إنما يرهن كل شيء، من مصير الحكومة إلى مصير البلد، بانتزاعه مكاسبه ونفوذه وحصصه.