كتبت صحيفة “الديار” تقول: تسود حالة من الترقب بعد تراجع حركة الاحتجاجات وقطع الطرق امس بسحر ساحر مع استئناف المساعي السياسية لتذليل العقبات امام تشكيل الحكومة، خصوصا مع عودة الرئيس الحريري الى بيروت وعودة نشاط المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وزيارته اول امس بكركي حاملا بعض الافكار التي قيل ان بعبدا اطلعت ووافقت عليها مبدئيا لاعتمادها كحل وسط من اجل الخروج من المأزق الحكومي.
وفي هذا السياق نقلت مصادر مطلعة عن مراجع سياسية لـ “الديار” امس ان الثماني والاربعين ساعة المقبلة ربما تحمل تطورات تبلور الصورة اكثر في شأن هذه المساعي، لكنها استدركت قائلة ان الجهود التي تبذل غير مرتبطة بروزنامة محددة بالساعات، ويفترض ان تأخذ مداها بلقاءات واتصالات يتولاها اللواء ابراهيم مع المراجع والاطراف في الساعات والايام القليلة المقبلة.
وحتى الآن لم يكشف عن صيغة الحلول التي يتحرك ابراهيم في صددها، وهو كعادته يتكتم على تفاصيل الافكار المطروحة او الحديث عن نسبة التقدم الذي حققه او يحققه، لكنه اكتفى بالقول امس “ان كل حركة ومحاولة لتشكيل الحكومة هي ايجابية”.
وبقي الحديث امس يدور حول افكار وصيغة تستند الى قبول الرئيس عون المبدئي بتسمية خمسة وزراء مسيحيين اضافة الى الوزير الارمني المحسوب على حزب الطاشناق، مع معالجة الخلاف حول تسمية وزير الداخلية واشكالية حقيبة وزارة العدل.
غير ان مصادر بيت الوسط اكدت امس لـ “الديار”: “ان لا شيء جديد حتى الآن وان الرئيس الحريري لم يتبلغ بعد أي افكار او مقترحات تتعلق بالحكومة”.
ودعت ردا على سؤال الى العودة لما اعلنه الرئيس الحريري بعد لقاء بعبدا الاخير، مضيفة “انه كان أبلغ رئيس الجمهورية انه اذا كان لديه تحفظ او اعتراض على اسمين او ثلاثة او حقيبة او حقيبتين فهو على استعداد لبحث هذا الموضوع لكنه لم يطرأ شيء عن بعبدا في هذا الصدد، فماذا يستطيع الرئس المكلف ان يفعل؟” مكررة ان لا شيء لدينا ولم نتبلغ شيئا حتى الآن.
وفي حديث اذاعي قال الرئيس فؤاد السنيورة امس “ان زيارات الرئيس الحريري لعدد من المسؤولين العرب والدوليين ليس الا محاولة من اجل تأمين المساعدة على تاليف الحكومة، واذا لم تتألف الحكومة لن يستطيع لبنان ان يخرج من المأزق الكبير الذي اصبح في خضمه”.
في هذا الوقت بقيت بعبدا امس لا تعلق وتلتزم الصمت حول الافكار التي يتحرك بها اللواء ابراهيم، لكن مصدرا في تكتل التيار الوطني الحر النيابي قال للديار انه في ظل التحرك الذي يقوم به اللواء ابراهيم وعودة الرئيس الحريري يفترض ان يحصل شيء، ولا شيء لدينا حتى الآن.
وفي هذا المجال ايضا قال مصدر مطلع في كتلة الرئيس بري لـ “الديار” ان لا شيء حتى الآن في موضوع الحكومة بانتظار ما يمكن ان يحصل بعد عودة الحربري الى بيروت. ولم يستبعد ان تتبلور الامور في غضون هذا الاسبوع لكن لا يمكن التكهن بالنتائج، مشيرا الى انه يجري الحديث عن افكار ومقترحات وهي ترتكز اصلا الى ما طرحه الرئيس بري في مبادرته الاخيرة.
وعلمت “الديار” ان الافكار التي يجري تداولها تستند الى النقاط التالية:
1- صيغة ال5+1 التي ترمي الى استبعاد الثلث المعطل في حكومة الـ 18 وتسمية الرئيس عون خمسة وزراء مسيحيين بالاضافة الى الوزير الارمني المحسوب على حصة الطاشناق.
2- ان يطرح رئيس الجمهورية ثلاثة اسماء مسيحية لوزارة الداخلية يختار الحريري اسما منها واذا لم يوافق الثاني على اي اسم من الاسماء الثلاثة يصار الى طرح عون اسماء ثلاثة اخرى الى حين موافقة الرئيس المكلف على اسم منها.
3- ضمان ان يكون اسم وزير العدل المحسوب من حصة الحريري غير مستفز ولا يشكل حساسية لرئيس الجمهورية. وتقول المصادر في هذا الصدد ان الاسم الذي طرح يتناسب مع هذا الامر ولا يشكل عقبة.
4- معالجة اشكالية برزت ايضا تتمثل بشرط الحريري الاخير بان يعطي التيار الوطني الحر الثقة الحكومة مقابل احتساب حصة الرئيس خمسة وزراء مسيحيين ومن ضمنها حصة التيار والا فلماذا يقبل تسمية عون هذا العدد اذا ما بقي التيار معارضا؟ وهو في مثل هذه الحال يكتفي بقبول تسمية 3 وزراء لرئيس الجمهورية.
لكن مصادر بيت الوسط تحرص على القول ان البحث بصيغة الـ 5+1 لم يحصل اصلا مع الرئيس الحريري وانه لم يتبلغ اي مقترحات في هذا الصدد.
وحسب المعلومات ايضا فان محاولات لحل هذه الاشكالية ايضا مع التيار الوطني الحر لكنها لم تحرز تقدما حتى الآن.
وتكشف المعلومات ايضا ان اللواء ابراهيم في زيارته الاخيرة الى بعبدا اكد على اهمية دور البطريرك الراعي في دعم الجهود المبذولة للاسراع في تشكيل الحكومة مشيدا بدوره الفاعل في هذا المجال.
وتضيف انه لا يستبعد ان تساهم بكركي مجددا بشكل او بآخر في القيام بدور مؤثر لتحسين مناخ نجاح المساعي الحكومية.
الدور الروسي
من جهة اخرى يبرز على الصعيد الخارجي اكثر فاكثر دور موسكو ودخولها على خط دعم العمل لتسريع تاليف حكومة تكنوقراط مهمة ومؤهلة تدعمها القوى السياسية الرئيسية في لبنان، كما عبر وزير الخارجية سيرغي لافروف للرئيس الحريري خلال لقائهما في الامارات العربية المتحدة.
وقالت مصادر مطلعة ان تظهير هذا الموقف الروسي في بيان رسمي يعكس رغبة موسكو في دعم تاليف مثل هذه الحكومة برئاسة الحريري وبموافقة القوى اللبنانية الرئيسة، وان هذا الموقف او الدخول الروسي على الخط لا يتعارض مع المبادرة الفرنسية وليس بديلا عنها.
واضافت ان روسيا لم ولا تقدم طروحات مفصلة لكنها انخرطت مؤخرا اكثر في المشاركة بتأدية دور داعم للاسراع في تاليف الحكومة في ظل التطورات الاخيرة وفي ضوء تنامي الحركة اللبنانية باتجاهها اكان من خلال ايفاد رئيس الجمهورية مستشاره امل ابو زيد مؤخرا مرتين اليها او من خلال ابداء الرئيس الحريري رغبته في بحث الشان الحكومي اكثر من مرة مع المسؤولين الروس ولقائه الوزير لافروف، وكذلك من خلال مروحة الاتصالات الناشطة بين مساعد وزير الخارجية الروسي وعدد من الاطراف اللبنانية. ويتوقع ايضا ان يقوم وفد من حزب الله برئاسة رئيس الكتلة النيابية للحزب النائب محمد رعد الاثنين المقبل الى موسكو للقاء رئيس الدوما وكبار المسؤولين الروس.
واشارت المصادر الى ان هذا الدور الروسي تجاه لبنان تظهّر اكثر اليوم مع الجولة التي يقوم بها لافروف في المنطقة وزيارته امس السعودية بعد الامارات.