أخبار عاجلة

ورشة عمل حول إدارة النفايات في نقابة مهندسي طرابلس

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورشة عمل بعنوان “أية إدارة متكاملة للنفايات نريد في لبنان؟”، نظمها تيار المستقبل والمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية في لبنان والتعاون الألماني، في قاعة المؤتمرات في نقابة المهندسين بطرابلس.

وحضر ورشة العمل النائب سمير الجسر ممثلا الرئيس سعد الحريري، ربيع كبارة ممثلا النائب محمد كبارة، رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي ممثلا النائب وليد البعريني ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ممثلا بالمهندس خالد الولي، المحامي ربيع شندب ممثلا نقيب المحامين محمد المراد، المهندس بلال عوض ممثلا نقيب المهندسين بسام زيادة، منسق عام تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة ممثلا أمين عام التيار أحمد الحريري، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، وحشد من منسقية المستقبل وفاعليات.

ارناؤوط
افتتاحا النشيد الوطني وكلمة تقديم من مسؤول مصلحة الشباب في تيار المستقبل علاء ارناؤوط قال فيها: “تعددت الطروحات لحل أزمة النفايات من محارق ومطامر، ولكن لا حل جديا حتى الساعة، ولم تتوقف هذه الأزمة عند حد معين، بل تحولت للأسف لنزاع مناطقي طائفي، ولم يعد الوقت لصالحنا، فالمواطنون يترقبون حلا جذريا لإخراج البلد من هذا المأزق”.

مدللي
ثم تناولت رئيسة لجنة البيئة في تيار المستقبل نوال مدللي عمل اللجنة لتعزيز الرقابة البيئية وتطبيق القانون واعداد الكوادر المتخصصة وقالت: “ان الملفات الشائكة كثيرة من ادارة النفايات الى سوء ادارة الشواطىء وتلويث البحر والانهر والمياه السطحية وتهديد المياه الجوفية والتربة والمحاصل الزراعية التي تروى بمياه ملوثة، حيث تبقى مشكلة البلاستيك تشكل خطرا حقيقيا على حياتنا، والتي انتشرت بفعل عمل الانسان في الانهر والبحار والمحيطات”.

أضافت:”ان حجم التحدي ضخم، حيث يتم استخدام 500 مليار كيس بلاستيك في العالم كل عام. مليون زجاجة بلاستيكية يتم شراؤها كل دقيقة. ما بين 5 و 13 مليون طن من البلاستيك ينتهي في المحيطات كل عام. لكن 14 % فقط من التعبئة والتغليف البلاستيكية يتم جمعها لإعادة التدوير. وفي لبنان احتلت أزمة النفايات الخبر الاول في وسائل الاعلام منذ 2015، وكان هناك تخبط في ادارة ملف النفايات على الصعيد الوطني، ونجد داخلها كميات من البلاستيك بنسبة 20%. وهذا ما يفسر تزايد حالات السرطان في لبنان. وفي مجال إدارة النفايات الصلبة، يأتي التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير في مقدم الأولويات، والواقع أن خفض كمية النفايات عند المصدر هو من أبسط المبادىء نظريا، لكن التطبيق مختلف تماما. وبانتظار وزارة البيئة ان تنجز الاستراتيجية الوطنية وإنشاء الهيئة الوطنية لإدارة النفايات”.

سليمان
وتحدث ممثل المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية في لبنان الدكتور اندريه سليمان فقال: “لبنان ومنذ 40 سنة يعاني من الأزمات البيئية وما يتعلق بالنفايات، لاسيما تلك الأزمة التي بدأت بالظهور منذ العام 2015، مما دفعنا لتنظيم ورشة العمل هذه تحت عنوان “أية إدارة متكاملة للنفايات الصلبة نريدها في لبنان؟”، وكأن الأزمة التي ظهرت منذ 4 سنوات قد ساهمت في تنمية الوعي البيئي، ورأينا أطرافا وجمعيات وناشطين بيئيين يطالبون بإدارة سليمة لهذه الأزمة مع وجود عدد كبير من الخبراء يتمتعون فعلا بالمعرفة اللازمة لإيجاد حلول لهذه الأزمة”.

أضاف: “مشكلة النفايات هي ازمة في السلوك وفي غياب التخطيط وفي وضع التصور المتكامل، وأحد اهم العوامل الرئيسية في تخبط لبنان في هذه الأزمة، هو تدخلات البعض على حساب مصالح الناس واولوياتها في المناطق، ومن خلال وضع الخطط العشوائية احيانا بعيدا عن واقع المجتمعات المناطقية. والحل يبدأ من الإنسان ومن ثم من المجموعة فالإدارة المحلية، وصولا إلى الإدارة المعنية فالحكومية، ونحن اليوم متأخرون 40 سنة لوضع خطة متكاملة للنفايات الصلبة ومتأخرون 40 سنة عن تنفيذ هذه الخطة، فماذا نصنع الآن؟”.

وتابع: “علينا اولا العمل لإستعادة الوقت الضائع، وليس هناك من حل سحري وبشكل مكبات ومطامر صحية او غير صحية، وليس هناك من حل عن طريق المحارق او من خلال اي سياسة لا تبنى على حتمية تغيير سلوك الفرد وتعاون الجمعيات مع البلديات ومع إتحادات البلديات بالتنسيق الدائم مع الحكومة المركزية، وهذا التعاون يجب ان يقوم على اساس مبادىء بيئية تهدف إلى التخفيف من إنتاج النفايات، ومن ثم إعادة إستعمالها وتدويرها وتسبيخ النفايات وما تبقى يمكن طمره، وهذا هو الحل الوحيد، وبدون تغيير سلوك الفرد لا يمكن تنفيذ اي حل”.

عدرة
وتحدث عدرة، فشكر كل القائمين على هذا المؤتمر البيئي “الذي يحمل في طياته الكثير من المسؤولية التي يأبى تيار المستقبل التنازل عنها، وهي مسؤولية حماية مجتمعنا اللبناني على الصعد كافة”، وحيا الرئيس سعد الحريري، “الذي لم يتوان يوما ومنذ تبوؤه المسؤولية الوطنية من اعطاء كل جهده ونشاطه وصحته في سبيل هذا الوطن، انطلاقا من مبدأ “ليس منا من لم يهتم بأمر الناس والوطن”، فتيار المستقبل همه الناس منذ مجيء دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الحكم في لبنان ومسيرة بناء الوطن التي بدأها الشهيد يكملها اليوم الشيخ سعد”.

وتابع: “إن قضية النفايات في لبنان، تشكل مشكلة حقيقية تتفاقم يوما بعد آخر، في ظل إنتشار المطامر العشوائية وإعتماد مبدأ المطامر البحرية وغياب الفرز، والاهم من ذلك عدم وجود رؤية شاملة لحل هذه القضية التي تخطى ضررها البيئة ليصل الى صحة الانسان خصوصا مع إنتشار الحديث بشدة عن اعتماد المحارق كحل لأزمة النفايات الموجودة، ومن هنا، فإن دولة الرئيس الحريري، لم تغمض عيناه تجاه هذه الازمة المسيئة الى صورة لبنان الجميل، وقد أدرج هذا الموضوع في مؤتمر سيدر، الذي من المؤمل أن يؤمن نحو مليار و 200 مليون، بغية تمويل إنشاء ثلاث محارق في لبنان. ومن هنا فإننا نشدد على ضرورة ايجاد نظام ادارة النفايات الصلبة متقدم وناجح”.

وختم عدره: “إن تيار المستقبل يدعو من على هذه المنصة كل الأطراف السياسية الى اعتبار مشكلة النفايات في لبنان، أزمة طارئة، وبالتالي فهو يدعو كل الأطراف السياسية الى الاتفاق على ضرورة إيجاد حل جذري وسريع لها، بعد أن أثرت على البيئة والإنسان في آن، وألا تكون هذه المشكلة جزءا من التباعد بين اللبنانيين وطوائفهم، ونكرر أن هذه الازمة هي وطنية وليست أزمة مناطق وطوائف، لذلك يجب علينا جميعا الاجتماع وانتاج حل يرضينا وطنيا”.

عوض
وألقى عوض كلمة نقيب المهندسين، فرأى أن “مشكلة النفايات تزداد تعقيدا مع النمو الاقتصادي والصناعي والصحي، لتنوع النفايات بين صحية وصلبة ومنزلية، كما وتفاقمت هذه المشكلة مع النزوح السوري الى لبنان، فأزمة النفايات في لبنان، تحولت من بيئية الى مشكلة سياسية، والأهم أنها باتت مسألة حضارية تشوه صورة لبنان الجميلة، فتكدس النفايات على جوانب الطرقات ولا سيما في المناطق السياحية، ومن المؤكد أنه يضر بسمعتنا، وليس منطقيا استمرار هذه الأزمة، لاسيما وأن لبنان لديه ما يكفيه من الأزمات، إن جل ما هو مطلوب هو خارطة طريق للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، مبنية على خطط استراتيجية ومن خلال منهجية تشاركية للقطاعين العام والخاص”.

وقال: “إن واقعنا البيئي الذي نعيشه الآن، يتسم بسوء إدارة كل الملفات والقضايا، وعلى رأسها ملف النفايات الصلبة المنزلية، الذي يشهد إدارة غير سليمة بيئيا تؤدي إلى تلوث كبير في كل الجوانب، الهواء والتربة والمياه السطحية والجوفية والبحر، وكذلك تدمير الشاطئ. ويشهد واقعنا أيضا إدارة غير آمنة، تسببت بتلوث كبير بملوثات خطيرة على الصحة العامة تؤدي إلى ارتفاع نسبة التعرض للأمراض السرطانية والقلبية والتنفسية والولادات المشوهة والعقم والخلل الهرموني والموت المبكر”.

وتابع: “إن سياستنا كنقابة للمهندسين والتي نطرحها في كل اللقاءات والمؤتمرات، تقوم على فلسفة زيادة المساحات الخضراء على الطرقات، وفي الأبنية الفردية بعد تعديل قانون البناء في هذا المجال، ولا يجب أن نغفل عن جهود اللجنة البيئية التابعة للنقابة، التي تعمل على استضافة كل المؤتمرات البيئية الارشادية والتعليمية، وتسهم بشكل كبير في مجالات التوعية المجتمعية، إن نقابة المهندسين تشجع على الفرز من المصدر كجزء مساهم للحلول المطلوبة، لكن الأزمة لا تختصر في مسألة الفرز من المصدر، المشكلة تكمن في انتاج حلول مستدامة، ونحن لم نفوت أي فرصة سواء على المستوى الداخلي للنقابة أو على مستوى منطقة الشمال أو من خلال اجتماعاتنا بالمسؤولين في الدولة من التأكيد على “السياسة الخضراء”، التي ينبغي أن ترافق الحياة السياسية العامة في البلاد”.

وختم عوض: “من هنا، تجد النقابة أن الموضوع البيئي برمته في لبنان، يحتاج الى خطة شاملة منسقة بين كل الوزارات والنقابات المعنية، ومنها نقابتا المهندسين في لبنان، لتحديد نقطتي الانطلاق والوصول لموضوع النفايات، إن نقابة المهندسين تعتبر نفسها جزءا من الحل، وهي قادرة على المساهمة من خلال مهندسيها البيئيين في وضع ومناقشة خطط الحل”.

عن editor3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *