شدد وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، خلال افتتاح ساحة باسم الجيش اللبناني في عين دارة، على أن “الجيش هو الضمانة لكل اللبنانيين، فلا ازدهار ولا اقتصاد اذا لم يتوفر الامن، ولا أمن اذا لم يكن جيش نلتف حوله، وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة”.
وقال: “كم أعتز وأفتخر أنني اليوم بالتحديد موجود في عين دارة، في المحطة الثالثة من المشروع الذي انطلقنا منه وفاء لتضحياتكم وتضحيات اهل الشهداء الموجودين. هذه هي التضحيات التي سمحت لنا بأن نكون موجودين هنا اليوم. عندما خرجت بفكرة مشروع إقامة ساحات على مستوى لبنان على كل الاراضي اللبنانية حتى نعطي المؤسسة العسكرية والجيش حقه. لاحظت كم أنتم أعطيتم حقا للجيش ووضعتموه في قلوبكم، ومحبتكم ووجودكم اليوم يؤكد ذلك. نقف وقفة احترام وخشوع حقيقي أمام هذه التضحيات الكبيرة”.
أضاف: “عندما خرجت فكرة المشروع، زميلي وصديقي سعادة النائب سيزار أبي خليل قال لي عين دارة ورئيس بلديتها العميد مارون بدر أكثر المشجعين للفكرة وينتظرون افتتاح ساحة لتكون من أوائل الساحات التي ستفتتحها في هذا المشروع. فتحية لك سيزار وتحية لك جنرال، واليوم فرصة لكي أشكر كل الموجودين معنا اليوم، مع الوجود المميز للعسكريين القدامى ولجرحى الجيش ولأهل الشهداء الذين ضحوا وقدموا للمؤسسة العسكرية حتى نبقى ويبقى لبنان”.
وتابع: “بداية في عيد الاضحى المبارك، اسمحوا لي بأن أوجه معايدة لإخواننا واهلنا من الطائفة الدرزية الكريمة وإخوتنا المسلمين في لبنان واللبنانيين جميعا. ما أجمل عشية عيد الاضحى من عين دارة تحديدا، وفاء لتضحيات الجيش بتكريس هذه الساحة، فالجيش هو الضمانة لكل اللبنانيين وهو الذي يحمينا ويحمي أمن الوطن مما يؤمن الازدهار والإنماء، فلا ازدهار ولا اقتصاد اذا لم يتوفر الامن، ولا أمن اذا لم يكن من جيش نلتف حوله، وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة. لا جيش إذا لم يقتنع الجميع بالاحتضان الكامل للجيش وأن الخلاص الوحيد للبنان هو دائما بالتفافنا حول المؤسسة العسكرية. جيشنا هو الذي يسهر على صون الدستور وحماية الحريات، افتخروا حضرة الجنرال وأهالي عين دارة والمخاتير أنكم في قريتكم اليوم، تفتتحون هذه الساحة وأطلقتم عليها اسم “ساحة الجيش” وفاء لتضحياته. فمن هنا من هذا الجبل بالتحديد، من عين دارة اوجه التحية لجيشنا البطل ولقائده العماد جوزاف عون، العين الساهرة على كرامة وحقوق العسكريين. والتحية الأكبر للقائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي عندما سلمني هذه المهمة في وزارة الدفاع، قال لي “أدعك مؤتمن على أغلى ما عندنا، الجيش اللبناني وأريدك أن تكون وزيرا للدفاع عن حقوق الجيش اللبناني وليس وزيرا للدفاع الوطني فقط”.
وقال: “فخامة الرئيس الحامي للدستور والمتمسك بالقوة الهادئة ولكن بحزم بتطبيق القوانين وإحقاق الحق وصون الحريات المنصوص عليها في الدستور لجميع أبناء الوطن، من هنا، كان اللقاء بالأمس بعد الحادثة المؤسفة في البساتين والذي جمع رئيسي المجلس النيابي ورئيس الحكومة وكل المعنيين بهذه الحادثة، وهنا كان اللقاء في قصر بعبدا، لماذا؟ لأن الرئيس القوي أثبت دوره في جمع اللبنانيين، ودور الرئيس بالتمسك بالقضاء ومنطق الدولة وبالقانون، عبر محاكمة عادلة والتمسك بفرض الامن. لا مناطق مقفلة على أحد، وحق أهلنا في الجبل، في عين داره وفي بعقلين وفي المختارة وفي خلده وفي كل الجبل، من حقهم أن يذهبوا الى ضهور الشوير وجونيه والبترون من دون أن يستأذنوا أحدا، وحق لنا أن نأتي الى الجبل من دون أن نستأذن أحدا. هذا هو منطق الدولة التي نطمح إليها وهذا هو الموقف الذي تكرس البارحة في قصر بعبدا”.
أضاف: “دم الضحايا الذين سقطوا لم يذهب “ضيعان”، ولا أعتقد أننا سنرى طرقات ستقفل بعد اليوم أمام أحد، لا على أهلنا في الجبل بجميع طوائفهم ولا على أهلنا في الشمال أو الجنوب أو البقاع أو بيروت خلال تجوالهم على الاراضي اللبنانية. لبنان يقول اليوم خلصنا من الماضي الأليم. خلصنا من زمن الميليشيات. نحن نريد دولة. ولأهلنا في الجبل أقول نحن واياكم سنبني الدولة، بالشراكة الحقيقية وبمنطق الدولة الذي سيحفظه لنا الجيش اللبناني الذي نفتخر بأننا نحتفل بافتتاح هذه الساحة باسمه”.
وختم بو صعب: “سأختم كلمتي لأقول من بعد الكلام الذي ألقاه الشاعر ربيع زيتوني وكلام الشاعر رالف نبيل حداد: “يلي ما في عندو عشق للجيش هيدا حرام يكون لبناني”. تحية لكم وللجيش اللبناني على أمل اللقاء في ساحات مقبلة”.