قال النائب السابق نضال طعمة في تصريح اليوم: “الحلول تكمن دوما في المصارحة وعلى أساسها تبنى كل المصالحات، أترانا تعلمنا من كل مسارنا الجدلي في هذا البلد، أم أننا ما زلنا نسعى للذهاب كل إلى استنفاذ وسائل ضغطه على الآخر، قبل أن يستعد للاستماع والحوار الواعي، والتوافق على إطار للحل؟ إن استخلاص الدروس من تجاربنا خير ما يخلصنا من معظم الأزمات التي تعطل، وتشنج، وتهدر الوقت والجهد، لتصل في النهاية إلى خواتيمها المتوقعة”.
وتابع: “جيد أن الأطراف المتنازعة في قضية قبرشمون قد توصلت إلى جلسة لقاء برعاية الرئاسات في قصر بعبدا، وحبذا لو أن هذه الجلسة كانت قد حصلت قبل البيان الأميريكي، الذي صنفه البعض في إطار التدخل الخارجي، ووضعه البعض الآخر في خانة إعطاء الحل دفعا، كمساعدة من أصدقاء لبنان، ودون أن ندخل في جدلية جديدة، نتمنى أن يبقى كل قرار داخلي سيادي في معزل عن أي تدخل خارجي أو استقواء داخلي، وألا نتقبل في كل القضايا التي تتطلب مساعدة الآخرين تدخلهم إلا تحت سقف السيادة الوطنية. لعل لبنان في هذه النقطة الأخيرة يستعيد نسيج علاقاته وثقة أصدقائه بمشروع استرداد الدولة”.
وقال: “اللبنانيون يتطلعون إلى طي صفحة الجمود والتعطيل، وتفعيل الحراك المؤسساتي الرسمي، ليعاينوا وفي أسرع وقت ممكن كيف سيسهم سيدر في تحريك عجلة اقتصادهم، وكيف سيساعد ماكنزي في تحديد مجالات الاستثمار وتفعيلها، وكيف سينعكس الانسجام السياسي الداخلي خيرا على البلد، وهنا نؤكد مرة جديدة أن التعاون بين القوى السياسية في البلد لا يمكن أن يكون على قاعدة تبويس اللحى، أو التناغم العاطفي، بل على أسس واضحة وثابتة، يمكن ان نلخصها بواجب توسيع رقعة الخيوط المتقاطعة، وتكبير المساحات المتفق عليها، والانطلاق من أولوية سيادة القانون ومرجعية المؤسسات الدستورية، لتستقيم مسارات حياتنا اليومية، ومناسباتنا، واحتفالاتنا وأعيادنا”.
وختم طعمة: “بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، نستعيد كل التضحيات التي قدمها اللبنانيون، كل اللبنانيين، على مذبح الشهادة، وفي ميدان مواجهة الظلم وإحقاق الحق، آملين في أن يتقبلها خالق السماء والأرض أضاحي تعبر عن إرادة صادقة، تسأله جل جلاله، أن يسكب رحمته في نفوسنا جميعا، عسى التائهين على هذه البسيطة يهتدون ويدركون أن الله حق، وأن الحق لا يمكن أن يجد له مكانا إلا في ميادين الصدق والعدالة والتراحم بين البشر. أعاده الله على جميع اللبنانيين وعلى جميع المسلمين باليمكن والخير، وحفظ البلد سالما من كل تجربة قد تهز نية أبنائه الصادقة”.