أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن “الحكومة بدأت بالفعل في ورشة إصلاحات هيكلية من أجل تقويم العجز المالي في لبنان، انطلاقا من موازنة العام 2019، وهي ستستمر على هذا المسار في موازنة العام 2020 التي ستتضمن إصلاحات إضافية”.
وقال: “أنا أؤمن أننا اليوم أمام فرصة ذهبية، فقد حصلنا في مؤتمر “سيدر” على نحو 11.8 مليار دولار من القروض بفائدة 1% فقط، بما سيمكننا من تطوير لبنان على صعيد بناه التحتية، سواء في قطاعات الكهرباء أو المياه أو المواصلات أو إدارة النفايات أو التكنولوجيا أو غيرها. ونأمل في نهاية العام 2020 بأن يكون لبنان مغطى بمنصات تكنولوجية جديدة إن شاء الله، بما يسهل القيام بالأعمال. كما أننا نعمل على إنجاز العديد من الأمور الأخرى التي ستحسن من تصنيف البلد. والأمر الوحيد الذي أخشاه هو انعدام الاستقرار في المنطقة، لأن كل أمورنا الباقية في الداخل يمكن أن نحلها من خلال الحوار. وأنا أرى أن الوقت المناسب للاستثمار في لبنان سيكون مع نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل، وهذا سيؤدي حتما إلى تأمين فرص عمل عديدة للبنانيين”.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال استقباله بعد ظهر اليوم، في السراي الحكومي، وفدا من مجلس الشبيبة العالمي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ضم مئتي شاب وشابة من 18 دولة من أميركا الجنوبية والشمالية وكندا واوستراليا ودول اوروبية من اصول لبنانية، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، حيث قال: “إنها سعادة كبرى لي أن أرى شباب لبنان وشاباته المغتربين، يزورون لبنان للاطلاع على ما نقوم به. للأسف، فقد مر لبنان بفترة صعبة جدا خلال الثلاثين سنة الماضية، بسبب كل ما حصل في المنطقة، وأنا أقوم بكل جهدي من أجل توحيد الجهود لإعادة تغيير الوضع في لبنان نحو الأفضل وتغيير العقليات السائدة. ونحن اليوم نسعى إلى إعادة تحديث القوانين الموجودة لدينا على كافة الصعد، من ضمن ورشة إصلاحات ضخمة نقوم بها، وأنا أؤمن بالفعل أن شباب لبنان هم نفطه الحقيقي”.
اضاف: “صحيح أنه لدينا نفط وغاز والحمد لله، لكن نساء لبنان ورجاله، ولا سيما الشباب منهم، هم موردنا الطبيعي الأساسي. كما أني أؤمن بدعم المرأة، لأن نحو 54% من الشعب اللبناني هم من النساء. واللبنانيون لديهم ريادة أعمال ومعرفة، وحيثما ذهبتم في العالم، ستجدون اللبنانيين في كل مكان، لأنهم يتفوقون في مختلف الصعد، وما نحتاج القيام به اليوم هو أن نتفوق في بلدنا الأم. علينا ألا ننظر إلى فوارقنا بل إلى ما يجمعنا، ونحن ننتظر منكم أن تتقدموا لنا باقتراحاتكم بشأن ما ترونه ضروريا للقيام به في لبنان للمضي قدما، خاصة وأنكم تزورون لبنان بالفعل اليوم ولا تكتفون بما ترونه عبر وسائل الإعلام. عليكم ألا تنسوا أن لبنان، هذا البلد الصغير، يستقبل نحو أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، وهو رقم هائل بالنسبة لبلد كلبنان، علما أن حسن ضيافتنا كانت مقدرة من كل دول العالم. ونحن نعتقد أنه على النازحين السوريين أن يعودوا إلى بلدهم في أسرع وقت ممكن بعد انتهاء الحرب في سوريا”.
وردا على سؤال حول نظرته لفرض كوتا نسائية في البرلمان اللبناني، قال: “حتى فرنسا، في البداية، لجأت إلى فرض كوتا لمشاركة النساء في الندوة البرلمانية. ونحن في لبنان، النساء لديهن قدرات عالية، لكن الأحزاب السياسية هي التي لا تدفع بهن قدما. وعندما نفرض كوتا، يعتاد الناس على أن يروا النساء يلعبن أدوارا بارزة. وأنا حين قررت أن أعين الوزيرة ريا الحسن وزيرة للداخلية، كانت المرأة الأولى في هذا المنصب في العالم العربي، وكانت أول وزيرة مالية قبل نحو تسع سنوات. لذلك أعتقد أنه علينا أن نتخذ الخطوات، وفرض الكوتا هو فكرة جيدة، إلى حين اعتياد الناس على هذا التغيير حتى يصبح قاعدة”.
وكان اللقاء قد استهل بكلمة للأمين العام للجامعة الثقافية روجيه هاني الذي أكد أن “لبنان يعيش بجناحيه المقيم والمغترب”، وقال متوجها إلى الرئيس الحريري: “أردنا أن نزورك لكي نشكرك ونعبر لك عن تقديرنا للعمل الذي تقوم به من أجل لبنان”.