جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “حرص لبنان على استمرار القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” في اداء مهمتها تطبيقا لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701″، معربا عن امله في ان “يتجاوب مجلس الامن مع مطلب لبنان تمديد ولاية هذه القوات من دون اي تعديل في مهامها او تقليص في ميزانيتها، وذلك تمكينا لها من الاستمرار في لعب دورها بالتعاون مع الجيش اللبناني”.
وأكد الرئيس عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش الذي زار قصر بعبدا قبل سفره الى نيويورك لحضور جلسة مناقشة في مجلس الامن الدولي في 22 تموز الجاري حول القرار 1701، أن “ثمة تساؤلات حول الاسباب التي تمنع المجتمع الدولي من دعم مطلب لبنان بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، لا سيما وأن التقارير التي ترد من المنظمات الدولية والهيئات الانسانية تشير الى تحسن في الوضع الامني في معظم المناطق السورية”.
ولفت الرئيس عون كوبيتش الى أن “عملية العودة الآمنة للنازحين السوريين من لبنان الى سوريا مستمرة واصبح عدد النازحين العائدين يناهز 313 الف نازح لم يتعرضوا لأي مضايقات”.
وعرض رئيس الجمهورية للمنسق الدولي النتائج التي ترتبت عن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان وصولا الى حرب تموز 2006، لافتا الى “ضرورة التزام اسرائيل بالقرار 1701 حفاظا على الاستقرار على الحدود، وهو ما يعمل عليه لبنان من خلال انتشار وحدات الجيش اللبناني الى جانب قوة “اليونيفيل”.
وكان كوبيتش وضع الرئيس عون في صورة المداولات التي حصلت حول تطبيق القرار 1701 وموقف الامم المتحدة من قضايا ذات صلة بملف الترسيم الحدودي بين لبنان واسرائيل، في ضوء الوساطة التي تضطلع بها الولايات المتحدة الاميركية على هذا الصعيد.
الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات تناولت شؤونا وطنية وثقافية ورياضية.
سياسيا، استقبل الرئيس عون عضو تكتل “لبنان القوي” النائب مصطفى حسين ومنسق “الحركة الشعبية” في عكار للعلاقات السياسية حسن مصطفى حسين، وعرض معهما الاوضاع العامة في البلاد، وحاجات منطقة عكار الاقتصادية والانمائية.
واوضح النائب حسين انه شكر رئيس الجمهورية “على نشره القانون الرقم 140 الذي قضى بتمديد ولاية الهيئتين الشرعية والتنفيذية في المجلس الاسلامي العلوي، وانتخاب رئيس ونائب رئيس والتحضير لانتخابات عامة للمجلس”، مشيرا الى ان “هذا القانون سيتيح للهيئتين الاجتماع خلال فترة شهر من تاريخ نشر القانون في الجريدة الرسمية، علما ان رئيس المجلس الاسلامي العلوي سوف ينتخب بموجب القانون الجديد من بين علماء الدين الاعضاء في الهيئة العامة، ويشترط ان يكون مشهودا له في الاوساط الدينية بالعلم والمعرفة وحسن السيرة”.
نقابيا، استقبل الرئيس عون، نقيب اطباء لبنان في طرابلس والشمال الدكتور سليم ابي صالح مع وفد من اعضاء مجلس النقابة الذين انتخبوا في 9 حزيران الماضي، واطلع منهم على اوضاع الاطباء في الشمال خصوصا ولبنان عموما.
وقد شكر النقيب ابي صالح الرئيس عون على مواقفه الوطنية، معتبرا اياه “المثل الاعلى الذي يحتذى به لما يمثل من تاريخ وطني عريق عرف بالوفاء والعطاء وبذل التضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان، حتى طالب بكم شعبكم ابا وراعيا وحارسا امينا على كل شبر من هذا الوطن”.
وعدد النقيب ابي صالح تطلعات المجلس الجديد للنقابة، وابرزها: “تطوير السياسة الصحية في لبنان عن طريق البدء بالعمل بالبطاقة الصحية، واعتماد المعايير العلمية الاكاديمية في الترخيص لكليات الطب، والتشدد في تطبيق قوانين العمل لناحية الزام المؤسسات والمصانع باعتماد طبيب عمل في كل مؤسسة، وتطوير قطاع الاستشفاء الحكومي، خصوصا خارج المدن الكبرى، ما يساهم في النهضة الاقتصادية للارياف ويساهم في الحد من الهجرة الى المدن، ودعم كلية الطب في الجامعة اللبنانية وتشجيع اعتمادها للمستشفيات الحكومية لتصبح المرجع الاكاديمي الاساسي في لبنان وتساهم في تطوير البحث العلمي والاكاديمي”.
كذلك طالب ب”تعديل المادة 44 من قانون انشاء نقابتي الاطباء في لبنان والمتعلقة بالتوقيف الاحتياطي للطبيب، وعدم جواز توقيفه قبل صدور الحكم النهائي من القضاء المختص والعمل على انشاء نيابة عامة طبية اسوة بالدول المتطورة، والتطبيق الصارم لقانون الاعلام لجهة عدم خرق سرية التحقيق في الدعاوى الطبية واصدار الاحكام المسبقة بما فيها من تشويه لسمعة الاطباء والسياحة الطبية في لبنان”.
واشار الى ان “على الدولة الالتزام بالمهل الزمنية لجهة دفع مستحقات الاطباء مع الفصل التام لاتعاب الاطباء من جميع الجهات الضامنة، واعتبار نقابة الاطباء طرفا ثالثا الزاميا عند ابرام العقود مع كل المؤسسات الضامنة والمؤسسات الاستشفائية، ودعم تطبيق الطابع النقابي والوصفة الطبية الموحدة، والطلب من نقابة الصيادلة تطبيق قانون ممارسة مهنة الصيدلة ومنع صرف الدواء من دون وصفة طبية”.
ورحب الرئيس عون بالنقيب واعضاء مجلس النقابة، متمنيا لهم التوفيق في مسؤولياتهم النقابية، مؤكدا حرصه على “رفع مستوى الطبابة في لبنان ووضع ضوابط علمية للراغبين في الانتساب الى كليات الطب، وفرض مباريات في كل الاختصاصات الجامعية حفاظا على مستوى الشهادة الجامعية في لبنان”، مشددا على “اهمية التنسيق بين نقابتي الاطباء في لبنان لتوحيد الجهود وتحقيق المطالب المحقة للاطباء”.
على الصعيد النقابي ايضا، استقبل الرئيس عون وفدا مشتركا من نقابتي المهندسين في بيروت برئاسة النقيب المهندس جاد تابت والمهندسين في طرابلس والشمال برئاسة المهندس بسام زيادة، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على اوضاع المهندسين في لبنان بعد تزايد اعدادهم على نحو لا يتناغم مع الحاجة.
ولفت النقيبان تابت وزيادة الى “وجود اعداد كبيرة من المهندسين العاطلين عن العمل”، مركزين على “ضرورة التشدد في قبول طلاب اختصاصات الهندسة في الجامعات اللبنانية، لا سيما لجهة توافر نسبة معينة من النجاح”، ولفتا الى انه “تبين من الاحصاءات التي قامت بها النقابتان ان اعداد المهندسين العاملين في لبنان قد تجاوز الخط الاحمر، بحيث ان عدد المهندسين الجدد الذي يسجلون سنويا في النقابتين يكاد يتجاوز 3500 مهندس. كما ان عدد المهندسين المسجلين في احدى النقابتين قد تجاوز 75000 مهندس وهي نسبة عالية جدا مقارنة مع عدد سكان لبنان الحاليين (4.500.000 نسمة)، لا بل هي من اعلى النسب في العالم”.
واشارا الى انه “نتيجة تكاثر عدد الجامعات التي تمنح شهادة في الهندسة وانتشارها على مختلف الاراضي اللبنانية وسهولة الانتساب اليها، قد نتج عنه تدفق اعداد كبيرة من متخرجي هذه الجامعات في مختلف الاختصاصات الهندسية، مما يفيض عن سوق العمل في لبنان، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية المتعثرة وانحسار سوق العمل في البلدان المحيطة، مما ادى الى تزايد عدد المهندسين العاطلين عن العمل وتدني ظروفهم المعيشية، فضلا عن انخفاض المستوى التعليمي لبعض الجامعات ذات البعد التجاري نتج عنه تخريج اعداد كبيرة من المهندسين بعضهم دون المستوى المطلوب”.
وشددا على “اعتماد معايير جديدة تحدد شروط الحصول على اذن مزاولة الهندسة ان من حيث شروط الدخول الى كليات الهندسة الجامعية او من حيث حصول هذه الكليات في لبنان والخارج على اعتماد اكاديمي مؤسسي”، وقدما الى الرئيس عون “اقتراح قانون لتعديل المادة 3 من قانون تنظيم مهنة الهندسة”، وتمنيا عليه “دعم هذا الاقتراح حفاظا على مستوى المهنة”.
ورد الرئيس عون مرحبا بوفدي النقابتين، معربا عن دعمه للاقتراحات التي تقدمت بها النقابتان “لتطوير مهنة الهندسة في لبنان بمختلف اختصاصاتها”، لافتا الى “اهمية تشجيع الشباب للتوجه الى العمل المهني والتقني نظرا لوفرة المهندسين وتوجه الكثيرين الى الاختصاصات الاكاديمية والجامعية”.
وشدد رئيس الجمهورية على “ضرورة وضع ضوابط للمحافظة على مستوى الشهادة الجامعية في لبنان واعداد دراسات دقيقة عن حاجة سوق العمل اللبناني ووضع خارطة طريق بالاختصاصات المطلوبة وتوجيه الطلاب اليه”.
على الصعيد الرياضي، استقبل الرئيس عون مديرة الالعاب الفرانكوفونية الدولية الدكتورة زينة مينا التي عينت اخيرا في هذا المنصب الدولي، ومدير الديبلوم التدريبي الاوروبي الجامعي في الجامعة الانطونية جورج عساف، وبطلة لبنان في العاب القوى عزيزة سبيتي، والعريف في لواء الحرس الجمهوري نور الدين حديد وهو اول لبناني يتأهل للدور النهائي في الالعاب الاسيوية وسيمثل لبنان في بطولة العالم في الدوحة في شهر ايلول المقبل. وحضر اللقاء قائد لواء الحرس الجمهوري العميد الركن بسام الحلو.
وعرض الوفد للانجاز الرياضي الذي حققه العريف حديد “الذي استطاع تخطي الحاجز الحادي والعشرين في سباق ال- 200 متر، وهو اول لبناني يحقق هذا الفوز، الامر الذي اهله لتمثيل لبنان في بطولة العالم في الدوحة.
وقد هنأ الرئيس عون العريف حديد وبطلة لبنان في العاب القوى، وشدد على “اهمية الانجازات الرياضية التي يحققها لبنانيون من مختلف الاعمار وفي العاب عدة”، متمنيا “التوفيق للعريف حديد في بطولة العالم لالعاب القوى في ايلول المقبل”.
واشار الرئيس عون الى “اهمية الرياضة لدى المدنيين والعسكريين على حد سواء، لانها تصقل الشباب وتبعدهم عن الآفات الاجتماعية على تنوعها”.